جنة

155 8 2
                                    

كان عقاب واقفا يحيط زوجته و هما يشاهدان الأضحية التي قرر عقاب أن تكون باليوم الثاني للعيد
كانت جنة سعيدة جدا فهي لطالما دعت الله أن يرزقها زوجها صالحا و قد كان عقاب
بينما هما واقفان رن الهاتف فاستأذن عقاب منهم ليجيب بالخارج أنهي الإتصال و التفت يعود لزوجته
لكنه وجد طفلا صغيرا يقف أمامه و كانه يريد الحديث معه و بالفعل تكلم : هو أنت هتدينا لحمة من اللي بتندبح جوه
عقاب بهدوء : اه
الطفل بسعادة : بجد احنا من أول يوم محدش عبرنا و كلهم مش بيحوبوا يشوفونا أدامهم
جلس عقاب علي قدمه ليكون في مستواه ثم سأله : ليه   ؟؟؟
الطفل بحزن : تعال معايا
تبعه عقاب ليعلم السبب فرغم أنه طفل في السابعة من عمره و ملابسه ليست نظيفه لكنه حزين جدا و هم بالعيد
وقف الطفل لينظر عقاب أمامه و يري سيدة تنام علي جانب الطريق و حوله طفلتين أصغر من الطفل ينامون بأحضانه بملابس خفيفة جدا متسخة كحال الطفل
الطفل بحزن : ماما و أخواتي احنا بنام في الشارع و محدش بيرضي يدينا أكل كل فين و فين لما بناكل
كل عيد أروح عند الجزار اللي كنت واقف عنده و أشوف الناس هناك أول ما أقرب يصرخوا و يقولولي أطلع بره و ساعات يضربوني كمان
بس أنا كنت بروح تاني لما أشوف ماما و اخواتي جعانين و أنا رجل دايما ماما تقولي كده و لازم الرجل يشيل المسؤولية
لم يحتمل عقاب الأمر لينخفض نحو الطفل و يحتضنه و هو يحاول قدر المستطاع ألا يبكي علي هذا المشهد
و الأطفال المساكين
كانت جنة واقفة تشاهد ما يحدث لكنها كانت أضعف من زوجها عقاب فبكت واضعة يدها علي شفتيها حتي لا يسمع زوجها صوت بكائها منتظرة منه تصرفه
و لم يخب ظنها
حمل عقاب هاتفه و اتصل علي صديقه المقرب علي
عقاب بجدية : عايز شقة دلوقتي حالا و في منطقة كويسة
علي بتعجب : شقة و دلوقتي   ؟؟؟!!!! أنت كويس
عقاب بإنزعاج : هستني منك تليفون عشان تقولي كله تمام
اغلق الهاتف و طلب من الصغير ايقاظ والدته الذي تفاجأت بذاك الرجل الواقف أمامها
عقاب بهدوء : أنا عايزك أنت و ولادك تيجي معايا و قبل ما تفهميني غلط أنا عندى شقة فاضية تقدرى تسكني فيها أنت و أولادك بدل الشارع
لكن المرأة قد احتضنت أطفالها بخوف من ذاك الغريب و مما ينوى فعله بها و بأطفالها
ليست غبية فلا أحد يفعل ذلك الأمر دون مقابل و ما سيكون المقابل الذي يطلبه هذا الرجل منها  ؟؟؟
عندما رأت جنة خوف المرأة تدخلت سريعا و هي تقول بإبتسامة مطمئنة : متقلقيش زوجي بس عايز يكسب ثواب و اكيد أنتي مش عايزة الثواب يروح عليه
اطمئنت المرأة قليلا بعد علمها أن ذاك الرجل متزوج من تلك الجميلة الهادئة و قد تمكنت جنة و بأسلوب جميل هادئ من اقناع المرأة بالذهاب للشقة التي اشتراها علي و التي لم يفهم علي كيف وجدها بتلك السرعة و السهولة و كأنها كانت تنتظره لشرائها
سارت جنه مع عقاب و هي تنظر له مبتسمة
عقاب بتسأل : بتضحكي علي ايه   ؟؟؟
جنة بسعادة : النهاردة عملت خير يا حبيبي و أنا مبسوطة جدا و فخورة بيك
عقاب بإنزعاج : ادعي عليك بأيه يا جنة
جنة بعدم فهم : ليه هو أنا قولت ايه   ؟؟؟
عقاب بسخرية : يعني مش عارفه  ؟؟؟!!! عايزاهم يمسكوني بفعل فاضح بالطريق العام عشان خاطر سيادتك و تقوليلي عملت ايه  ؟؟؟ امشي من أدامي يا جنه أنا مش طايق نفسي
ضحكت جنة علي زوجها ثم قالت بمكر : النهاردة عملت خير و كل عمل خير ليه مكافأة
جذبها لأحضانه الدافئة ثم قال : أنتي مكافأتي يا جنتي مش عايز حاجه غيرك أنتي
جنة بدلال : لا أنا لي مكافاة هتعجبك أوي
في المساء بينما كان عقاب يعمل علي الحاسب اللوحي كانت جنة تقف أمامه لكنه كان ينظر للشاشة فلم يراها
جنة بهدوء : حبيبي
رفع عقاب رأسه ليجد جنته و حبيبته ترتدي أحد قمصانه بينما شعرها الأسود الذي يعشقه حر طليق
ظل ينظر لها و فمه مفتوح
هل من تقف أمامه هي جنته الخجولة   ؟؟؟!!!
لقد كانت تخجل من أي شيء ماذا حل بها    ؟؟؟
اقتربت منه جنة و جلست بجانبه بينما يدها تتحرك علي صدره بإغراء : حبيبي لك مكافاة و أنت مكافئتك
جذبها لتجلس علي قدمه و هو لا يزال عاجزا عن تصديق ما يراه : معقول  ؟؟!!! جنة عملت كل ده عشاني
جنة بحب : حياتي أنا يستاهل كل حاجه و أنا مفيش حاجه اقدر أديها له غير نفسي أنا كلي ليك يا قلب جنة
عقاب بعشق : و أنت جنتي اللي ربنا رزقني بيها و محدش يفكر يخرج من الجنة بعد ما يدخلها
كانت ليلة أخري جميلة بين عقاب و جنته الخجولة التي قررت مكافأة زوجها علي عمل الخير الذي قام به و جعلها تدرك ممن تزوجت و ما أخلاق حبيبها و قد كان أفضل بكثير مما حلمت يوما

    عيد سعيد 🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊🎉🎉🎉🎊🎊
************************************

في انتظار التعليقات

😅😅😅

وقت مستقطعNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ