البارت الثامن والعشرين

11.8K 302 30
                                    

بعدما قام والدها بطرده من المنزل ورؤيته لها بتلك الحاله قرر عدم الذهاب للفندق قبل الاطمئنان عليها ,ظل واقفًا أمام بوابة المنزل ينتظر أن ينام الجميع ، يفرك يديه ببعضهما و من شده البرد ، ولكن سيتحمل من اجل أن يُطمأنها ولن يتركها في تلك الحالة المزرية .بعد مرور ساعة ، أُطفئت جميع الأنوار وقد رأي ذلك من خلال النوافذ الزجاجية ، أمسك بيديه حجر صغير يلقيه علي الشباك الخاص بها وكررفعلته العديد من المرات فتحت عينيها بتثاقل وقد سمعت صوت اصطدام شيء بالنافذة ، قامت
بتعثر ...سقط قلبها منها بالرغم من فرحتها برؤيته ، وضعت يدها علي فمها تكتم شهقتها المصدومة وهي تنظر في أرجاء المكان بخوف لكي تتأكد من عدم وجود أحد ، ابتسم عندما رآها وأشار لها بالنزول فأغلقت النافذة وهرولت إلي الأسفل بسعادة تكاد تتعثر في مشيتها من فرط سرعتها،تأكدت من عدم وجود أحد وفتحت الباب بهدوء دون إصدار جلبة

أو صوت وأغلقته وأخذت المفتاح معها ،تبعته لخلف البيت ،وسرعان ما هرولت إليه وارتمت في حضنه ويديها حول رقبته ..شعورٌ لا يعادله أي شعور آخر .أطبق ذراعيه عليها وهو يمسد شعرها....ابتعدت عنه وهي تمسك بيده قائلاً بتعنيف

-انت بتعمل ايه ف البرد دا ؟

=(نظر لها بحنان وهو يقول بنبرة اكتست بعشقه لها)مكنش ينفع امشى بعد ما اشوفتك بالحاله دى ...مكنش ينفع اسيبك وانتِ بالحزن دا وتتألمى
لوحدك ...هو مش احنا اتعاهدنا اننا نتشارك كل حاجه ...حتى الالم

(ابتسمت له ولم تجد غير ذلك ، لم يكن يحتاج لشيء يبهرها به ، تبدلت ملامحه فجأة وهو يقول بغضب طفيف)انتِ ازاى تنزلى باللبس الخفيف دا؟

-(نظرت إلي كنزتها الخفيفة وبنطالها الاسود وانقلبت ملامحها لأخري طفولية)اعمل ايه انا لما بشوفك بنسى نفسى وبنسى كل شئ

=(ابتسم لها وقال ) انتِ غريبه قوى ... ازاى بتقدرى تتحولى من شخصيه جزينه ..لشخصيه عمرها ما عرفت للحزن معنى

-(قال بأبتسامه حزينه ) لما بكون معاك بحس ان كل حاجه بخير وكأن المشاكل اللى فى العالم انتهت

(فركت كفيها معًا تستمد منهما الحرارة وقد بدأت البرودة تجتاحها ولاحظ هو ذلك ، فخلع معطفه سريعًا وهو يضعه عليها فكادت تخلعه عنها إلا أنه أوقفها قائلًا)

=خليه انا ومش حاسس بالبرد

-(خجلت من الموقف ومن رائحه عطرته التى أختلط بانفاسهاا ...حاولت السيطره على مشاعرها ف تحدثت قائله ) هتعمل ايه لو بابى موافقش؟هتخطفنى ؟

=(انفجر ضاحكا وهو يداعب انفها بسبابته ) انا احنا مش فى فيلم هنا ...عشان اخطفك ونهرب ...وكمان مش انتِ اللى يتعمل معاكى كداا انى اخدك ونتجوز من وراء والدك لا ...انتِ مقامك اكبر من كدا بكتير

-(قال بحب ) انا كتير عليا قووى

=لا كتير ولا حاجه ...انتِ اللى كتير عليا حبك

ترويض الشرسهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن