❤الفصل الثاني❤

26.7K 728 82
                                    

_ لقاء ! _
  _ 2 _           

وصل الي منزله أخيراً ،  ترجل من سيارة الأجرة ليرفع رأسه وترتسم علي محياه شبه ابتسامة شاحبة وشعوراً بالحرية يسري بين خلاياه رغم آلام جسده المبرحة الا انه يكفي عودته ، اقترب من منزله ليجد تجمهر من الناس حول مدخل البناء الذي يقطن به...قطب جبينه باستغراب ليقترب أكثر فيصل الي مسامعه صيحات بكاء وعويل النساء واستغفار وحزن رجال من جهة أخرى ، انقبض قلبه حين لمح سيارة إسعاف علي جانب المنزل! وصل الي الطابق المنشود وقلبه يقرع كالطبول فصوت البكاء والعويل يقترب كلما زادت خطواته فكان بطئ الخطي قلق الهيئة ، شحبت بشرته وهو يجد باب منزله مفتوح علي مصرعيه والنساء تدلف اليه بملابس سوداء! أغمض عيناه ينفي ما توصل اليه عقله لن يحتمل! نعم لن يحتمل يكفي ما حدث له بداية من فقدان صغيرته وهو ليس له بهذه الحياة سوي صغيرته وأمه...،الاولي ضل طريقها ولم يبقي سوي والدته الحنون! هوي قلبه ارضاً حين لمح وجهها الذي اعتاد ان يراه بابتسامة دافئة شاحب! وذلك الجسد الذي كان ينبض بالحياة ويتنقل لأجزاء المنزل بحيوية راقد بلا حراك! والنساء تبكي وتنوح من حوله صدق من قال ان المصائب لا تأتي فرداً ! جثي علي ركبتيه بألم وياله من ألم ،  حتي أصبح لا يدري من اين يأتي الألم من قلبه الذي يكاد تتوقف دقاته من فرط الألم الذي غزاها بلا رحمة! ام من آلام جسده التي بالكاد سمحت له بالسير ليصل الي منزله بلا صراخ! ليهمس بخفوت منصدم متألم تتخلله لمحات من قهر عظيم :

- أمـي !

فاق من شروده المتألم علي توقف السائق أمام الشاطئ المقام به الزفاف كعادة الغرب ، تنهد ليسيطر علي حزنه ثم عدل ياقة سترته لتغطي قليلاً من تلك الوشوم علي رقبته وهو ينظر لوجهه في المرآه وبلا وعي وجد يده تلتمس ذلك الجرح العميق بجبينه رغم انه لا يبدو حديثاً الا ان أثره مازال واضحاً ولم يؤثر علي وسامته بل نوعاً ما اضفي جاذبية فتلك الجروح اصبحت من الموضة! ابعد يديه لتتحول ملامحه للبرود وفتح باب سيارته وترجل ثم دلف الي الحفل ليتجول بعينه وهو يراه كما اعتاد ، طاولات بيضاء موزعة بانتظام علي الشاطئ ويتوسطها منصة للرقص وبار صغير بالجانب به جميع أنواع الخمور العتيقة و الموسيقي الغربية الصاخبة تنتشر بالأجواء وبالطبع لم يخلو الحفل من تلك النساء الشبه عارية التي ترتدي ثياب تظهر أكثر مما تخفي بكثير! وقع بصره علي "سام" الذي يقبل عروسته بعنف وشراسه بعد اتمام مراسم الزفاف وزجاجة الخمر بيده ليبتعد قليلاً لتتلاقي عيناه بأعين "ماكس" ليقترب منه بابتسامته الواسعة  ورأسه الحليق ونظراته الناعسة نوعاً ما من كثرة ما شرب حد الثمالة! صاح بنبرة عالية ثملة :

- ماكس...اشتقت اليك أيها الوغد!

صافحه ببرود قائلاً بتهكم :

- انت لا تُصَدق يا رجل...لقد ثملت يوم زفافك !

ضحك وهو يتجرع من زجاجة الخمر بيده ليقول بنفي ضاحك :

أسميتُها ليليان ( متوقفة ) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora