الفصل الخامس و الأربعون

2.1K 70 0
                                    


الفصل الخامس و الأربعون

صوت الصراخ كان مريب لها قبلا !

في البداية اعتقدت أنه صدى صوتها بفعل الصخور المحيطة ..

إلي أن سمعت ذلك الصوت الذي قال :..

-ما بال المعلمة الرشيدة العاقلة فقدت اتزانها لتصرخ هكذا !

ابتسمت بسخرية مريرة و هي تعرف الغرض من جملته الذي قالها !

لما جئت يا بلال ؟!!

و لما في هذه اللحظة ؟!

أكثر لحظاتي ضعفا و انهيارا !

أم لأنها ربما أكثر لحظاتي احتياجا يا ترى !

لكن لا !

لا هو سيسامح و لا هي !

هو أهان أنوثتها و هي أهانت رجولته !

تعادلت كافتي الميزان الآن .

و البادي أظلم ..

و السؤال الأصعب الآن هو ...

من كان الظالم و من منهما كان المظلوم ..

و أبي القدر أن يجيب ليظل الحكم معلقا ..

بين ابنة حواء و ابن آدم !

أيهما جُرح أكثر ..

أيهما صوت صراخه أكثر إيلاما ..

الأنوثة أم الرجولة ..

ترى من سيحسم هذا الجدال الذي طال كثيرااا !!!!

هياج مشاعرها في هذه اللحظة كان أشبه بطوفان وصل إلي نهاية عنفوانه فانبسط على سطح الأرض ....

كذلك انهارت هي على ركبتيها باكية و لم تعد تحتمل أكثر !

فالسيل قد وصل الزبد !

وضعت كفيها على وجنتيها تشيّع و ترثى عمرا انتهى قبل أن يبدأ !

مر أمامها شريط عمرها كله !

و قد بدأت شلالات دموعها تنهمر على وجنتيها التي تغطيها بكفيها و كأنها هكذا تداريها عنه !!!!

فإذا ماذا ستفعل مع شهقاتها التي تعلو و تعلو !

كيف ستداري انتفاضة جسدها و هي تستعيد ذكرياتها كلها ....

و التي احتل أغلبها أبغض الذكريات على قلبها و أصعبها على عقلها ... أكرم !!

فما عادت قادرة على الوقوف ، فسقطت على ركبتها باكية بانهيار لم يرها أحد به من قبل أو حتى نفسها !

جسدها مازال على انتفاضته و قد انزوت إلي إحدى الأركان ضامة قدميها إلي صدرها و احتضنتها بيدها ..

كان يشعر بصراع بداخله كبير و هو يراها هكذا !!

هل يا ترى والدته هي السبب فمنذ علم عن أمر لقاءها بوالدته .. شعر بقلق كبير !!

عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علامTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang