١: حبيبُ ماما

331 16 35
                                    

\\\

كان رفيقها لظهيرةِ اليوم هو معطفها الثخين،الذي لم يملك أيّ حياءٍ في شغرِ المقعد المجاور لها منذُ أنّ ساعاتِ الظهيرة في المقاهي لطالما كانت نقيض معنى الإزدحام.

مع ذلك،لم تبدو وحيدةً كُليّاً .

هاتفها الذي يتوسط الطاولة يصوّر لها والدتها التي لا تتوقفُ عن الحديث و تحارب الصمت كلما أحسّت بهِ يشكل فجوة بينهما،هكذا قطعتهُ مجدداً و فازت بإهتمام ابنتها التي كانت تُجزء قطعة الوافل بين يديها بلا رحمة،تخالها مديرها في العمل.

" أتساءل إن كان يونقبوك يأكل جيّداً "

فارغة،لم تتغير تعابيرُ محياها .

لبثت صامتةً هنيهة حتى ظنت والدتها أن الاتصال قد قطع،عدا أنّها قد لاحظت الشدة التي كانت تقبضُ بها ابنتها الشوكة قد ارتخت. عندها،تجرأت ابنتها بالسؤال الذي كان ذا حمل ثقيل عليها:"يونقبوك من؟ " .

و لأنّ الاسم بدا لرجلٍ في العقد الرابع من العمر،كان قلبُ يينا يضرب في طبلتها حتى ظنّت أنها لن تستطيع سماع إجابة والدتها التي باشرتها دون أيّ ثانية من التردد بكتمها:" ابن السيدة لي. اسمه يونقبوك..ليس حقاً،لكن ظننتُ أنه يلائمهُ ، كما انه سريع الحفظ و—..."

ابن السيّدة لي؟

لم تكن يينا تبدي إهتماماً لبقيّة حديث والدتها،إذ كانت شديدة التركيز بتذكر صديقات جدّتها و مَن منهنّ تحملُ نسبَ ' لي ' .
و بما انها كانت دائمةً التحجج و الرفض بالذهاب لمسقط رأس والدتها، فلم تنجح بتذكّر إحداهنّ قطّ . عاد إليها رُشدها،تحدّق بوجهِ والدتها التي لم تظهر أيّ حسرةٍ على زوجها:" لذا أيمكنك تفقدُ أحواله بين حين وحين من أجلي ؟ "

" مَ. من ؟ " تنطقها من مخرج الحروف بصعوبة قبل أن تشيح بحدقتيها باحثةً عن مهرب في قهوتها الخاليةِ من السكر، تُقبّل الكوب بينما تصغي لحديث والدتها المُسهب هذه المرّة في غمرة القلق،الحزن و الخوف
:" يونقبوكي، فقط احرصي على تفقد منزلهم كلّ صباح قبل ذهابك للعمل، لقد أخبرني آخر مرة انه كاد يفوّت إمتحاناً م–.." كادت تغص بقهوتها، مذهولةً ، لا سيّما أن اسم يونقبوك كان يرجعُ للفتى الأستراليّ لا غيره.

يومئذٍ،قررّت هان يينا في سرّها أنْ 'عليّ أن اغدو أكثر نضجاً' بقدر تلك السعادة التي كانت تخدع والدتها بها إن وجدت لها شريكاً جديداً .

***

When the yearning passes by;Where stories live. Discover now