-38-

6.6K 337 115
                                    


جونغكوك ينقر بأصابعه على طاولة غرفته مع تايهيونغ وهو يشعر بالتوتر لا يعلم لما قلبه ينبض هكذا وهو ينظر للدفتر الأحمر لقد باتت الساعة التاسعة مساءً هو بالكاد هرب من جيمين و يونغي يريد أن يقرأ ما كتبه تايهيونغ له تنهد يفتح الدفتر ليفتح فمه بدهشة تايهيونغ ملأ صفحات كثيرة بالكتابة لقد تعدت حتى العشر صفحات جونغكوك قطب حاجبيه من الاسم الذي وضعه تايهيونغ لنفسه بدلاً من زوجك الوسيم كما في الرسالة الأولى.

-الرجل الذي تحبه- 

ظننت انه حان الوقت جونغكوك كي تعرف ماضي من تحب يجب ان تعرف من هو الشخص الذي تريد الارتباط به ماضيي جونغكوك هو صفحة مزقتها لكنني اذكرها..

لقد كنت ذلك الطفل الذي يجلس في زاوية صفه لم أكن أختلط كثيراً مع الناس فقط كنت قليل الكلام في الابتدائية كنت خجولاً جداً و انطوائي ولم يكن لدي أصدقاء خرجت كعادتي كل يومٍ من المدرسة لأجد ابي ينتظرني يبتسم لي ابتسامته المشرقة لابتسم أنا كذلك تلك الابتسامة الواسعة و اركض نحوه بكل سرعتي و هو حملني بسرعة يعانقني بقوة "بطلي الصغير اشتاق لي" ابتسمت له معانقاً رقبته "أجل اشتقت لك أبي" لقد كانت ابتسامة والدي هي أكثر ما أحب ومصدر ابتسامتي وأملي كنت أرى فيه كل شيء كان مثلي الأعلى وحبي الصادق حتى انني لم اكن اشعر بالنقص لأني لا أملك أصدقاء فوالدي كان صديقي الوحيد كعادته يحملني للمنزل بينما نضحك وهو يمازحني اذكر كيف كنت أغضب منه عندما يصفني بالطفل الصغير والعنيد وهو كان يضحك على عبوسي نصل للمنزل لتستقبلنا أمي بتلك الابتسامة الدافئة كان كوخ صغيراً لكنه كان لي الجنة في تلك الغرفة الصغيرة التي لا تحوي إلا على سرير صغير متآكل وخزانة خشبية صغيرة كنت العب في غرفتي دوماً فأمي تخاف علي من الشارع ولا تسمح لي باللعب خارجاً كانت مهووسة براحتي مهووسة بصحتي وتخاف علي حتى من والدي قد تفكر حياتي كانت رائعة لكن جونغكوك دوام الحال من المحال كل حياتي تدمرت عندما بتت في سن السادسة عشرة والدي أصيب بفشلٍ كلوي قال الطبيب أن سببه هو مرض آخر وهو مرض الاصطباغ الدموي الطبيب طلب من ابي اجراء فحوصات لي بحكم ان مرض الاصباغ الدموي وراثي الطبيب تعجب من عدم وجود المرض عندي! حينها طلب من أبي تحليل حمض الـDNA و لم نكن نعرف ما هو بالضبط عندها كانت الكارثة حيث اخبر الطبيب أبي أو من ظننته والدي أنني لست ابنه! لازلت أذكر كيف خرج من عند الطبيب كنت انتظره عند الباب حيث طلب مني الطبيب الخروج من الغرفة أمسك بمعصمي بقسوة بين يديه ويحبني خارج المركز الطبي هو لم يقل شيء و وجهه كان يقطر سماً لقد كان غاصباً كما لم يكن يوماً ما إن وصلنا إلى بيتنا حتى دفع بجسدي حتى وقعت أرض الصالة بينما هو صرخ بعالي صوته ينادي امي التي هرعت نحوه نظرت نحوي الذي كنت واقع على الأرض ولا افهم اي شيء مما يحدث فقط انظر لأبي امي هلعت نحوي "تايهيونغ بني هل أنت بخير" وسعت عيني عندما قام أبي بدفع امي بقدمه حتى وقعت أرضاً! كانت نظرات الخوف على وجهي عندما اقترب ابي منها منخفضاً نحوها "هانيول هل جننت ما بك" امسك أبي بشعرها يشد عليها بقوة وهي امسكت بيده متألمة "بل الآن صحوت أيتها العاهرة" تلتها ضربة قوية على وجهها من قبضة ابي حينها هلعت نحوه "أبي أرجوك" اندفع جسدي ضارباً الأرض بقوة وهو صرخ في وجهي "لا تنادني بأبي أنت لست ابني" عيني دمعت و عيني امي توسعت بصدمة وذعر اقتربت منه وأمسك بطرف بنطاله "لما أبي هل فعلت شيء خاطئ" دفعني بقدمه بكل قوته "قلت لك لا تناديني بأبي" صرخت امي "هانيول أرجوك" استدار نحوها "اصمتي أنت كيف لك أن تجعليني أعيش في كذبة لمدة ست عشر عاماً ست عشر عاماً وأنا أعيش على أن هذا اللقيط ابني" وسعت عيني لما التقطته اذناي حينها قلت بصوت مرتجف "ماذا تقصد" نظر ابي نحوي بعيون محمرة "أجل تايهيونغ أنت لست ابني" صرخت امي "هانيول" لكنه تجاهلها يكمل كلماته المسمومة "و لتعرف من هو والدك الحقيقي عليك أن تسأل هذه العاهرة" اكتشفت ان أبي كان يعاني في ما مضى من ضعف يجعله غير قادر على الإنجاب وكان هناك أمل ضئيل تمسك به والدي لثلاث سنوات حتى قالت امي له انها حامل بي وظن أبى أن العلاج نجح هو وأمي لم ينفصلا هو أراد أن يدمرها يريد ان ينتقم على ذلك الوهم الذي عاش فيه لستة عشر عاماً كل شيء تدمر بعد ان انكشف الستار عن هذه الحقيقة والدي تغير تماماً بات عنيفاً دائما ما يضربني ويضرب امي ولا يناديني إلا بابن العاهرة السواد احتل اسفل عيني وبتت دوماً متعب اذكر تلك الليلة التي نمت فيها وكنت متعباً من العمل الاضافي لمدرستي بحكم انني لم اعد ارغب بأخذ المال من أبي كنت حينها في السابع عشر من عمري حينما دخل والدي غرفتي رائحة الكحول ملأت الغرفة جلس على طرف السرير بينما انا انظر نحو النافذة نائم على جنبي اسند رأسي على كفي "لقد كنت سعيداً جداً بك ظننت أن الحياة أخيراً ابتسمت لي تايهيونغ كيم تايهيونغ هذا الاسم الذي منعني من النوم تسع شهور حتى رأيتك بين يدي" مد يده يمشط خصلات شعري "أنا أحببتك وكنت أهم ما لدي في هذه الحياة" امسك بخصلات شعري يشدها بقوة يرفع رأسي من على الوسادة "لكن تبين لي أنني كنت أربي قذارة في منزلي" افرغ ما في جعبته علي من لكم وضرب قبل أن يخرج من الغرفة كالثور الهائج يتركني مرمي على الأرض والدم يملأ وجهي بينما أسمع صوت صراخ أمي المتألم شتائمه لازالت عالقة في اذني الصوت اختفى وعم الهدوء في المنزل وقفت بصعوبة على قدمي قبل أن اتجه نحو غرفة والداي كان أبي كالجثة الهامدة نائم على السرير وفي زاوية الغرفة كانت أمي تعانق ساقيها ثيابها ممزقة وشهقاتها المكتومة تخرج من بين شفتيها وجهها مشوه وآثار الضرب على جسدها اقتربت منها عارجاً لأجلس بجانبها اسند ظهري على الحائط مددت يدي امرر لها منديلاً تمسح دم وجهها اخذتها لتسند رأسها على كتفي "آسفة تايهيونغ" لكنني لم التفت نحوها عيني كانت جامدة "عنما تعتذرين" "أنا السبب في كل هذا يحق لك أن تكرهني" تنهدت اسند رأسي على رأسها "كيف بي أكره أمي أنا من يجب أن يتأسف أنا أضعف من أن أدافع عنك أمي" عانقت ذراعي ودموعها تبلل ملابسي وشهقات خفيفة تخرج من بين شفتيها مضت الأيام وحصلت على منحة دراسية داخلية درست فيها ادارة الأعمال في ذلك اليوم عدت إلى المنزل كان صوت أمي يعلو من خلف الباب وعمري عشرون عاماً جلست على عتبة الباب والصوت يزداد ويمزق شغاف قلبي فتحت لي زجاجة البيرة وفي يدي الثانية سيجارة ادخن منها وصوت يعلو شددت على قبضتي رميت السيجارة ودخلت المنزل حينها كانت امي شبه مغمى عليها في الارض والدم ينزف من وجهها بصوت منخفض قلت "كفى" توقف والدي ونظر نحوي "ماذا تريد ايها اللقيط" بصوت مرتجف "توقف عن ضربها" ابتسم بسخرية ليضع قدمه على معدتها يضغط عليها "وإلا ماذا ستفعل" انزلت بنظري نحو الارض اشد على الزجاجة التي في يدي ليكمل ابي "أنت جبان لن تحرك ساكناً حتى لو قتلتها أمام عينيك" رفعت بنظري نحوه "أنت ضعيف جبان لا تملك ذرة من الكرامة" لا أعلم كيف كسرت الزجاجة في الحائط المجاور واندفعت نحوه اغرس الزجاجة في معدته ادفعه نحو الحائط اخرجتها واعدت غرسها مراراً وتكراراً حتى اخرج الدم من فمه ليقع بين يدي والدموع كانت تهطل مني وامي تحاول ان تحرك اطرافها وانا أعانق جثة والدي.

StockholmWhere stories live. Discover now