الفصل الحادي عشر معدل

5.5K 235 2
                                    


الفصل الحادي عشر
( إنها قاسية )
فعصام قد حاك خطته وهو بعيد تمامًا عن المكان , مثلما يحرك الفنان عرائسه الخشبية على المسرح , عندما تكلم مع 5 من رجاله , فقد أمرهم أنه بعد انتهاء التدريب أن يثيروا الفوضى بين جنود الشرطة والجيش ...
(فلاش باك )
دخل رجال عصام الخمسة عنبرهم يتأففون ويشتكون ويقولون :....
- دا مش عنبر دي مقلب زبالة .
إبراهيم : مش للدرجة دي , وما إحنا كلنا هنا زى بعض .
شريف: إيه الرضا والبساطة اللي أنت فيها دي يا إبراهيم , بالزمه أنت مصدق .
إبراهيم : قصدك إيه يا شريف ؟
شريف : قصدي دا معسكرهم والقائد الموجود دايما قائدهم , كل التدريبات هما عارفينها , تفتكر ليه ؟
إبراهيم : وضح أكتر ؟!
شريف : أنت شوفت عنبرهم؟ !
إبراهيم : قصدك مين ؟
شريف : شوية الجنود بتوع الست .
إبراهيم : قصدك فرقة الجيش , لا وأشوفها ليه !
شريف : ليك حق , العنبر بتعهم بيبرق  , مش هما اللي اختاروا الأول , اسمعوني كلكم يا رجالة , انا صحيح سكت في الأول بس مش هقدر أستحمل أكتر من كده , إحنا كلنا ضباط مجتهدين ومتميزين عشان كده اخترونا للمهمة دي , إزاي تقبلوا كلكم الذل ده .
(مراد)أحد الشرطيين : قصدك إيه ؟
قال شريف بصوت مرتفع : أنتم رجالة ولا أنا بيتهيقلي , إزاي تقبلوا على نفسكم ست تتحكم فينا .
إبراهيم : إحنا ملناش حق نعترض على قائد وكمان مش تبعنا , ما تنساش إنها أحق هي مقدم زى المقدم عصام .
شريف : أنت حطيت  إيدك على مربط الفرس , إزاي هي بقت مقدم ؟ حد شايف فيها حاجة مميزة ؟
الجميع :..........................
شريف : لا , حتى في أغلب التدريبات الصعبة بتخلي جنود من عندها هما اللي يدربونا ... ما حدش شايف إنها كفء , أنا متأكد أنها استعملت طرق ملتويه عشان تكسب صمت جنودها عن أفعالها وكمان قوادها .
إبراهيم : اللي أنت بتلمح ليه شيء خطير .. احترس يا شريف ومن الأفضل تسكت .
شريف : وأسكت ليه , أولا : إزاي ست تعيش مع راجل في نفس المكان وما حدش سمع منها أي اعتراض  صح ولا لا... ثانيا : دا حتى القائد عصام ما بيعترضش على حاجة بتعملها حتى لو غلط , حتى جنودها إزاي مستحملين صرامتها أو قابلين إن ست تكون قائدتهم , وأنتم عارفين صارمة رجال الجيش ........... دا ما يخلوكمش تشكوا في تصرفات الست دي ولا كلامي غلط ؟
أحد الشرطين : عندك حق 100 في ال100 , فين الكرامة ؟
شريف : دي حتى في خناقات ديما بسببها بين القائد عصام وأخوه الرائد أسامه , ولا إيه ؟
معظم الشرطين : صح مش لازم نسمحلها تفضل هنا .
شريف : واللي مش مصدقني , يجي ورايا .
ذهب جميع الشرطيين إلي عنبر فرقة الجيش , بعد أن زرع شريف بذرة الشك بداخلهم جميعا حتى إبراهيم الذي كان ينفذ الأوامر بدون اعتراض ..
وعندما دخلوا عنبرهم , وجدوا كل شيء نظيف ومرتب (كما هي أوامر مريم لهم تماما , فهم يعلمون أنه إذا دخلت يوما ووجدت ذرة تراب واحدة فإنهم ميتون ) فزاد الشك أكثر , وبدئوا يسخرون من فرقة الجيش , وبدء الحديث يأخذ منحنى جدي , وأعاد عليهم شريف ما قاله في العنبر الأخر , فاحتد الحديث , وامتعضت وجوه الجيش , إلي أن جاء الوقت وفقدوا صبرهم و أخلفوا الأوامر بالتزام الهدوء , فصار الأمر على النحو الذي رأته مريم عندما دخلت العنبر .
*********
لم ينتبه أحد على وجود اللواء جلال وعلى دخوله مع مريم من شدة الشجار وأيضا نظر القائد جلال لمريم نظرة نارية لن تنساها مدي حيّت , وعندها صرخت فيهم صرخة شديدة تنم عن غضبها قائلة :..
-انتباه !
فانتبه الجميع واصفر وجهم بمجرد سماعها وزداد حالتهم سوء عندما شاهدوا اللواء جلال .
التفت اللواء لمريم قائلاً بشده :..
-الوضع مايسرش  أبدا مش زى ما فهمتيني يا سيادة المقدم .
مريم : يا فندم مش ..........
اللواء: بس كفاية كده بعد كل ثقتي فيكي دا يحصل أنتِ لازم تمري عليا بكرا مفهوم .
وغادر غاضبًا
رءوف موجهًا كلامه للشرطة:
- ليلتنا بيضه ومش معديه مش أنتم اللي بدئتم ..
إبراهيم بتوجس : قصدك أيه ؟
سامح : كنت بتسألوا إحنا ما نقدرش  نكسر كلامها ليه ! دلوقتي حالاً هتعرفوا .
مريم بنبرة صراخ : الكل يجمع بره بسرعة البرق .
خرج الجميع بسرعة أثناء ذلك همس سامح في أذن أسامه قائلاً بنبرة توجس :...
-هو إيه اللي هيحصلنا يا أسامة ؟
هتف أسامة و هو يمط حروف كلمته بحسرة : ..
-إحنا هـنــتروق  .
دخل رءوف في الحديث وقال : ...
- بس إحنا كنا بندافع عن كرامتها وكرامتنا , وهما اللي غلطانين  .
أسامه : تقدر تقنعها بالكلام ده .
سامح : وإيه يعني أنا هقولها هو أنا خايف إحنا رجاله ها .
مريم بأعلى صوت : مش عايزه أسمع صوت حد  .
سامح : إحنا آسفين يا حضرة القائد , أنا بقولهم بس يسكتوا .
مريم بحدة : ليه وأنا مش عجباك مثلا ؟!
سكت سامح تماما فأخذ أسامه و رءوف  يسخرون منه ....
أسامه : و أخد بالك أنت من الرجاله يا رءوف ههههه .
رءوف : ههههههه .
مريم : سريا صفا ..... سريا انتباه , أنا على أخر الزمن أدور مكتب , دي عمرها ما حصلت في سجلي أبدًا , وبسبب مين  ....بسببكم أنتم ! دا أنتم هتشوفوا اللي عمركم ما شوفتوه .
سيد : بس يافندم ........
مريم : مش عايزة تبريرات كلكم هتتعقبوا واللي تبعي أكتر من التنين , إزاي تعملوا كده وأنتم عارفني كويس .
رءوف : يافندم افتكرلنا أي حاجة حلوه وخلينا نتعاقب زيهم مش أكتر .
مريم مقاطعة : من غير مناقشة .
همس إبراهيم في أذن رءوف : إيه الذل ده , دا أنتم رجاله وهي ست .
رءوف : دي ما فهاش ستات ورجاله , وبعدين أنت أسكت خالص ما أنتم السبب في اللي إحنا فيه .
سيد لأسامة : أنت محظوظ أنت , أكيد أنت مش هتتعاقب ......... ما تحاول تفهمها اللي حصل .
أسامه : هه دا أنا أول واحد هتروق دا إحنا متخنقين ......
مريم بنبرة تهكمية : وبالنسبة لدراعي اليمين ..........أسامة
شريف هامسًا متهكمًا لأصدقائه : الكوسة بدئت ..
مريم  :أنا هقطعه , وليه ضعف العقاب , أنت القائد لو أنا مش موجودة , فأي عقاب هيصدر لحد أنت ضعفه .
أسامة : أعوذ بالله علي أركوا الدكر عجبكم كده .
أحضرت كرسيًا لنفسها وجلست عليه وقالت :...
-  أولا مفيش نوم الليله دي , ثانيا هعد لميه ,عايزة غرفة القيادة والعنبرين والمطبخ وأوضة المعدات بيضوا .
إبراهيم : 100,  بس ....
مريم : 1, 2, 10 ,12 ,15 ..
أسرع الجميع وأحدهم يقول لم تميز مريم من كان :...
- وكمان بتنصب في العد .
وقبل أن تنهي العد كان الكل قد وقف أمامها , و كان رءوف قد حذرهم من الذي ممكن أن يحدث إن عصى أحدهم أوامر مريم فهو يلقبها ( بذات العيون الخلفية ) , ولكن الكل كان يلهث .
كانت عقارب الساعة تشير نحو الثانية صباحًا .
مريم بهدوء : خشوا ناموا .
سامح : نعم !
مريم (بهدوء أكثر) : خشوا ناموا حالا , بسيطة  صح .
دخل الجميع ليناموا ولا أحد يعرف ماذا تنوي أن تفعل , إنها لردة فعل غريبة بعد كل ما حدث ( لكنها كانت إحدى خطط الخداع الإستراتيجي) .
لكن هناك بعض الأذكياء في معسكرها الذين لم ينطلي عليهم الأمر كأسامة ورءوف وإبراهيم وسامح , لم يطرف لهم جفن , وكان أسامه حريص ألا يجعل بينه وبينها سوء فهم وخاصة بعد كل المشاكل التي مرت عليهما الفترة السابقة والأطنان الهائلة من سوء الفهم , وقد خشي أن تشعر أنه يفعل كل هذا لكي يضايقها , وأن علاقتهم قد تحولت من وفاء وصداقة إلي كره وعداوة , فترك غرفته في الظلام وقد غفي الجميع بعد تعب شديد (تعب بدني وأيضا نفسي من التفكر فيما قد تفعله بهم ).
ذهب قاصداً إياها , وفجأة وهو يبحث عنها سمع عدة أصوات غريبة في أماكن متفرقة لكن قريبة منه وفجأة اقتربت الأصوات , إلي أن اصطدم ظهره بأحد , فالتفت في ذعر , وقال : ......
- مين هنا ؟
فسمع أكثر من شخص يجيب عليه , و شخص يقول : ....
- حد يفتح كشاف بدل الرعب اللي إحنا فيه ده .
فقال أسامة : رءوف !
فأضاء أحدهم مصباح يدوي , واتضح أنهم إبراهيم وسامح ورءوف وأيضا سيد .
وقال رءوف : أيوة كده أنا حسيت إننا في فيلم رعب فجأة .
أسامة : أنتم! بصراحة كدة إيه اللي مطلعكم دلوقتي؟
رءوف وسامح : أحنا جيين نعتذر للقائد ونفهمها اللي حصل .
إبراهيم : وأنا جاى أعتذر ، ووضح سوء الفهم ده .
أسامة : وأنا شرحه , وأنت يا سيد .
سيد ببراءة :لا ... أنا لقيكم طالعين قولت أطلع معاكم .
الكل : هههههههههههههههههههههههههههه
سامح  : إحنا شوفناها في أوضة القيادة مش موجودة .
أسامة : هي مش بتقعد هناك , عشان عصام هي بتقعد في أوضة المعدات , بس مش موجودة هناك برضه ...تعالوا ندور عليها حولين المعسكر كده .
وعندما ساروا قليلاً تجاه الشجرة الوحيدة الصحراوية الموجودة  في هذه الصحراء و التي تقع أمام المعسكر بحوالي 50 مترا ,سمعوا صوت صراخ سيد ....
أسامة بفزع : في إيه يا بني ؟!
فصرخت مريم فيهم وقالت : إيه اللي جابكم هنا .
فأدروا المصباح تجاه الصوت فوجدوا أن سيد اصطدم بمريم , التي كانت معلقة بحبل في أحد أفرع الشجرة رأسها إلي الأسفل وقدمها إلي الأعلى .
ثم ثنت مريم جسدها إلي أن قطعت الحبل عن قدمها , وقفزت على الأرض باتزان .
سيد هامسًا : دي قائد دي ولا قرد .
رءوف هامسا : لا خفاش و أنت الصادق .
مريم بروية : أنا قولت خشوا ناموا صح قولت ولا ما قولتش ,اتفضلوا.
إبراهيم : إحنا كنا جايين نعتذر .
مريم : نأجله لبعدين خشوا ناموا .
سامح معتذرًا : يا فندم والله ما كان قصدنا إننا نشوه صورتك قدام سيادة اللوا .
مريم ببرود : و هي خلاص اتشوهت , في حاجة تاني .
إبراهيم : الموضوع أنه .......
مريم بغضب مع نظرة نارية : والله لو الأوامر ما اتنفذتش دلوقت , لا لهقلب المعسكر دا كله عليه واطيه على نفخكم , خشوا ناموا .
ذهبوا جميعًا ناكثين الرؤس لغرفهم ورءوف يقول همساً : .....
- والله شكلها بتتعبنا بالنوم البسيط ده عشان كمان نص ساعة تصحينا,  وتمرمطنا براحتها .
همهم سامح برأسه موافقًا : أيوة طبعًا , وهي في حد ممكن يفكر إنها عايزة تريحنا ... ليه الشمس شرقت من المغرب .
سيد رافعًا ذراعيه لأعلى : حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم تابع هامسًا لنفسه : يا رب أشوفها راقده في مستشفي ومش قادرة تتحرك , أو تبطل الشغلانة دي خالص , ارحمنا منها بقي يا رب .
وبالضبط كانت هذه خطتها بعد نصف ساعة بالضبط أيقظت الجميع وكانت الساعة الثالثة والنصف صباحًا , وقت صلاة الفجر , أيقظتهم جميعًا وهم يترنحون ليصلوا وبعدها بدئت المعمعة .
مريم : يلا ورايا .
شريف لنفسه : ربنا يخدك يا عصام أنت السبب , بس أما أشوفك قدامي وأنا أطلع عينيك الاتنين من مكانهم .
تمتم سيد وقال : أنت ما عندكيش أخوات صبيان ولا إيه !
محمد بحزن : يمهل ولا يهمل .
ذهب الجميع خلفها على أساس الجري المعتاد (عشرة كيلو ) لكن نواياها ليست جيده إلي هذا الحد .
بدأ الأمر جيد لكنه انقلب , فقد أخذت مريم معها البوصلة وهذا ما أربك أسامة , قبل القرية بنصف كيلو اتجهت بهم شرقاً (مما يعني أنهم لن يحضروا طعام كما أن الأمر سيزيد بكثير عن 10 كيلو)
و أيضا كانت تركب السيارة و هم يهرولون خلفها على أقدامها !
يالكِ من قاسية القلب يا مريم !!
هتفت مريم بصوت عالٍ متهكم : ..
-إيه يا رجالة تعبتوا ولا إيه ؟!
رءوف :  مش أنا قولت لكم إنها بتتعبنا  .
سامح : بس لذات العيون الخلفية تمسكك وتبقى سنتك بيضه .
رءوف : أكتر من كده .
تحول الركض إلي هرولة ثم إلي مشي وبعد ذلك زحف عند المعسكر .
نظرت لهم مريم قائلة ببرود ....
- مالكم الموضوع وما فيه 20 كيلو بس .
بعد ذلك ربطت أيديهم خلف ظهورهم وأمرتهم بالزحف حوالي 200 متر على بطونهم , وبعدما انتهوا أدركت أن عليها الرحيل للقاء اللواء جلال فأخذتهم سريعًا تجاه جبل ليتسلقوه وربطهم بحبال مثبته أعلى الجبل , وأخذت العربة وانطلقت إلي حضرة اللواء .
وفي طريقها أخذت تسأل نفسها باندهاش..
- " أن عملت كل ده , هو أنا ليه ما تعبتش  ؟ هل فقدت الإحساس ؟
وتوجهت إلي مقصدها حيث تلقت تعنيفًا قاسيًا من اللواء وفي النهاية أخبرنها أنه عند تمام الخامسة عصرا سيكون في المعسكر وسيجري انتخاب القائد أمامه , لأن موعد المهمة تقدم وسيكون بعد غد.
وعند خروج مريم من مكتب اللواء شاهدت عصام مستند على الجدار جوار باب مكتب اللواء جلال , وتبدو على وجهه نظرة سخرية , و وقتها فهمت أن كل تلك المصيبة من تخطيط رأس الأفعى !
وكانت أوامر اللواء أن تذهب هي وعصام معًا في السيارة بسرعة , و قاد عصام السيارة , واضطرت أن تركب جواره و لو كان الأمر بيدها لأحرقته و جلست تشاهده و هو يحترق بانتشاء...
وفي منتصف الطريق , قالت مريم له بنبرة مزدردة مهينة :.....
-  يا تري أرضيت غرورك ولا لسه في جاحة كمان ؟
عصام ببرود : جــــــــدًاااااااااا .
صاحت في وجهه بعصبية :....
- أنت شخص أناني ومتعجرف .
رد عليها ببرود وقد تجاهلها :.........
- فاضل أد أيه على المعسكر ؟
مريم بدهشة : نعم
عصام : حوالي 40 كيلو صح .
و فجأة أوقف السيارة وترجل منها وقذفها خارجها و ركب وجري بالسيارة وهو يضحك ويقول ....
-دا درسي الثاني ليكي يا مقدم مريم هههههههه.
قال عصام لنفسه بصوت أعلى :.....
- هااااااااه , أنا مش هممني غير إني أجيب منخيرك الأرض , كده لا هتعرف ترجع القاهرة ولا المعسكر هاهاي .............
كان الغيظ يتآكل مريم و يحولها إلي كتل نارية مشتعلة , فهتفت بغل :...
- حسابك معايا تقل أوي يا عصام يا بن ****... أنا هوريك يا جزمة
وقالت بنبرة تحدٍ:...
-والله لردلك الصاع صاعين ي عصام ال......
حاولت التقاط شبكة للهاتف , لكن لا يوجد البته ... بعد أن سارت مسافة لا بأس بها و أضناها التعب وجدت إشارة أخيرًا , استطاعت التواصل مع أحد سواقين سيارات النقل التي كانت تجمعه بها معرفة سابقة , تواصلت معاه و استطاعت العودة للمعسكر !!
وصلت عند أذان الظهر و قد ارتاحت بعد أن نامت طوال الطريق في صندوق السيارة النقل !!
وعندما عادت كانت الفرقة تسلقوا الجبل وقد أنهكهم التعب فناموا على قمته , عندما وصلت ليهم كان الغضب يعتري كل أركانها فأيقظتهم بعنف , وجمعتهم عند المعسكر .
مريم : باقي العقاب كالتالي : كل واحد يلا 500 ضغط ... ولا إحنا أخدنا كام تمرين من ساعة ما جينا هنا ............. أيوة 25 تمارين  كل واحد 500......... سامعة همهمه , في اعتراض اللي معترض يرفع أيده  ...... ثلاثة معترضين تمام , الأول أسمك أيه .
- اسمي شريف
مريم : أيه اكتر رياضة أنت بارع فيه
- كاراتيه
مريم : تمام هنعمل مباراة ولو كسبت مش هتتعاقب وهتعاقب أنا بدالك ولو أنا كسبت هتنفذ العقاب وليك عقاب مخصوص والباقي كذلك .. تمام .
قال شريف بثقة و هو يتلاعب بخصيلات شعره :..
-تمام !
مريم بغير اهتمام : ..
-بلاش قدام بعض عشان الفضايح ما تبقاش علني ...
قهقه شريف ساخرا , ظننا منه أنها تقصد نفسها .
كان المعسكر يبدو كنصف دائرة للخارج هم مركزها الآن , ذهبت بشريف في البداية للخلف و معهم ابراهيم كحكم .. و هم بانتظارهم دون أن يتبعوهم ..
كان فريق مريم جالس ببعض البرود و الثقة و القليل بدأ بتنفيذ عقابه بنفس راضية كأسامة , و أما الفريق الأخر فكان يبدو على وجههم الترقب ..
بعد مدة عاد شريف ناكس الرأس و هو يضم ذراعه إلي جانب أضلعه ..
هتف خالد (شرطي) : ها رفعت راسانا صح !
لم يرفع شريف رأسه , لكن انتبه أفراد الجيش إلي صوت قهقهات من أفراد الجيش ...
سامح : هههههه .. قوليله يا أختي أنك عرتيهم هههههه .
رءوف بتهكم : مش عارف دي بقت قائد إزاي يا ربي ... عارف أنت يا مجاهد .
هتف مجاهد التهكم معيدين حديث شريف السابق  : ..
-لا يا ولد .. دا حتى حرمة مفهاش أيتها مميزات ههههههه ..
و تابع ذلك تعليقات ساخرة أخرى ... أما أسامة مبتسم بهدوء و لسان حاله يقول : ..
-"أنتِ حقا أنثي استثنائية يا مريم "   
و توالت بعدها الهزائم , حتى جاءت مريم مبتسمة بتهكم و ثقة , و خلفها إبراهيم يتمتم : ..
-ضربة واحدة .. قاضية يا مفترية !
انصاع بعدها الجميع لتنفيذ الأوامر , كانت عقارب الساعة تشير نحو الثانية ظهرًا , وانتظر الباقي متخفين ليروا ما العقاب الخاص لهؤلاء الثلاثة .
جلست مريم على كرسي وقالت :.......
- أنت عارفين إننا بنتعب كل يوم عشان نجيب مياه أنتم في إيديكم الحل , المطلوب أنكم تحفروا بير وتلاقوا مياه جوفية , بس إحنا عارفين أن المياه ما بتوجدش إلا علي عمق كبير , يلا ورونا الهمة .
بعدما بدأ الحفر قالت لهم :......
- مع العلم أن المنطقة دي مستحيل يبقي فيها مياه جوفية .
شريف : نعم .
محسن : لا كده كتير .
مريم : يلا يا جماعة بسرعة عايزين مياه .
ضحك الجميع على هذا العقاب الساخر .
وبعد فترة من الحفر بدون جدوى رأت مريم أن هذا يكفي , فأوقفت الحفر , وأخبرتهم بالتطورات الجديدة وأمرتهم بالذهاب والراحة .
..................
في غرفة القيادة ,,,
لم يخطر لها النوم ببال كانت تفكر ماذا سيحدث عندما يتولى عصام القيادة - وبالتأكيد سيحدث - بالتأكيد سيهدم ما بنته معهم , وكيف يمكنها – بالرغم من كل شيء – أن تخاطر بحياة بريهان , وأن تضعها في يد شخص متهور لا يهتم بأحد سوي نفسه ...
سرحت في عالمها الخاص , في ذكريات دفتها من زمان فات .
ذكريات لم تستطع دوي الطلقات أو صمت الصحراء أن تمحوها , فهي متأصلة بداخلها , تهز كل كيانها , بدأت هذه الذكريات تلوح بخيالها , لترسم الأسى على وجهها , تمحو كل ذرة أمل في رأسها , و تُرقرق الدموع في عينها .
سبحت في ذكريات ماضية , قضت على أحلام مريم البريئة ذات الثمانية عشر ربيعًا , قضت أيضا على طموحها , على والدها , على كل أثر للسعادة في منزل جدها , وتركته مظلمًا , لم يعرف طعم الفرح أو السرور .
**********
( كانت أيام مريم  في المدرسة الإعدادية رائعة , وقد برعت في الرسم بدرجة كبيرة , وقد صار كل حياتها , يكفي أنه جمعها بمن تحب وقتها , كانت بداية معرفتهما في حصة الرسم بالمدرسة , وكانت مريم ترسم صورة لوالدتها المتوفاة  لكي تهديها لوالدها في عيد ميلاده , وفي أثناء انشغالها في الرسم نادت عليها المعلمة .....
- مريم
مريم : نعم مس .
المعلمة :هتقدمي اللوحة دي لمسابقة السنادي أكيد .
مريم : سوري مس , اللوحة دي لبابا , أول ما أخلصها هبدأ أفكر في لوحة المسابقة .
المعلمة : أوكيه , بس لازم تفوز زي كل سنه , يلا كملي رسم .
وفجأة أمسكت إحدى الفتيات يدها وقالت : ...............
.............

وفجأة أمسكت إحدى الفتيات يدها وقالت :

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
أختان في العاصفةWhere stories live. Discover now