٤٩

5.4K 218 2
                                    



الفصل التاسع و الاربعون
(لم يكن يوما بيتي )
اندهشت من الشعر الذي أمسكته على الرغم من أنه ليس كثيف لكن هذا لا يمكن أن يكون وجه بريهان , كما لا يمكن أن يكون أي جزء غير الوجه .
أما هو فكان ينظر لها مبهوتًا , لم يتجرأ أحدهم و يمس وجهه حتى و لو عن طريق الخطأ .
و من هذا الذى يعبث معه من الأساس ؟!
حاول التحكم في غضبه حتى لا يهشم رأسها أو يشوه وجهها , مبررًا أنها كانت نائمة تهذي , لا تعي ما حولها .
أما مريم تحاول معرفة ماهية ما هي واضعه يدها عليها , أخذت تتحسسه , بالتأكيد هو وجه أحدهم و لكن يبدو أنها صفعته , أخذت تحرك يدها على وجهه , فوجدت وجه خشن قليلا و ذقن خفيفة ! ذقن !! كيف هذا ؟! يوجد رجل غريب في غرفتها ! لم تنتبه لإصبعها الذي كان على وشك اختراق عينه , فأمسكه حسين على الفور , ونظرا لها صائحا بغضب : ..
- مريم ! كفاية كوارث ف افتحي عينك !
فزعت من الصوت فقامت جالسة فورا , و فتحت عينيها أخيرًا لتجد أن ما يحدث بالفعل كارثة , فحسين يمسك بيد يدها التي تمسك الأنتيكة التي كانت متجه لوجهه واليد الأخرى يمسك يدها التي على وجهه  .
" بالتأكيد حلم , بل كابوس "
هذا ما دار بعقلها الذى شل عن التفكير للحظة .
لم تدري كيف التصرف الآن , لكنها ادعت الهدوء و البرود , لولا تلك الحمرة التي تسللت لخديها , فقامت بسحب يديها بهدوء , ووضعت الأنتيكة على الكومدين , و استلقت على السرير و غطت وجهها منه بسرعة , و يمكن القول أنها دست نفسها للداخل , لم يستطع منع الابتسامة من الظهور على شفتيه من ذلك التصرف الطفولي , فوقف و هتف : ...
-التكفير الوحيد عن اللي أنت عملتيه هو إن في خلال 3 دقايق تكوني وقفه تحت ... 3 دقايق ..
ولج للخارج و سمع أصوات عجيبة بالداخل , لكنه لم يستطع فعل شيء سوى الابتسام و المضي قدما , و جلس بهدوء على المائدة وسط نظرات التساؤل المصوبة نحوه , لكنه نظر نحو ساعته و هتف بصوته الجوهري العالي : ..
-مرت ال3 دقايق .
ما انفك قالها حتى وجدوا مريم أمامه متذمرة كطفل عابث في السادسة من العمر , زادت نظرات الحيرة , بينما لم تجد بدا  من الجلوس في مواجهته , بالطبع لم تتناول قطمه واحدة , لكن فضول بريهان قد وصل لذروته فهتفت قائلة : ...
-لأ مش قادرة فضولي هيموتني , عملتها إزاي يا بابا , صحيتها إزاي ؟
لم يجب في البداية , لكنه نظر لمريم , ولم يعرف لما أراد إغاظتها بشدة , فنظر لزوجته و قال بنبرة شبه جادة : ...
-نونا بفكر نغير ديكور البيت .
عقدت بين حاجبيها و أردفت بتعجب  : ..
-نغير ديكورات البيت !!
بيري : ما تتهربش من الإجابة .
تجاهل بريهان تماما و تابع حديثة , و هو يرمق مريم بنظرات ساخرة : ...
ـ بفكر أشيل كل الفازات و الأنتيكات من البيت , مش ضامن مين ممكن يحصله عاهة مستديمة بسبب ناس عصبية كدة , و كمان ناوي أحط لافتات كده على الأوض باسم صاحب الأوضة .
فهم الكل نصف الجملة الأول , لكن النصف الأخر كان مبهمًا لكنه كان كفيلا برسم ابتسامة متسلية على وجههم , أما مريم فقد فهمت تماما ما يرمي إليه , فصرت على أسنانها , وتسربت حمرة لخديها كانت حمرة خجل و غضب في آن واحد , بعض النظر عن شفتها السفلى الذى تحولت للحمرة بسبب ضغط أسنان مريم الشديد عليها , علاوة على إمساكها الشوكة , وغرزها في مفرش السفرة بغيظ و حنق شديدين , لكن صيحة بريهان أغاظتها أكثر : ...
ـ أنا موافقة طبعًا يا دادي , و أنا أول واحدة كنت هختبر موضوع العاهة المستديمة ده .
لو بريهان تريد الخلاص من حياتها و تشتهى الموت لما تفوهت بمثل تلك الكلمات فتلك كانت كفيلة لجعلها تدق عنقها , لكن ليس بوجود ذلك الرجل , ففضلت القيام , وبالفعل هبت واقفة , فقال حسين ثابت ببرود : ..
ـ في عيلتنا ما حدش بيقوم من على السفرة قبلى ..
أجابته بحنق : ...
ـ حضرتك قولتها بنفسك , أنا بقى مش من عيلتك .
ابتلع الثلاثة الأخرون تلك الغصة المريرة في حلقهم , فصمتوا يتابعون الموقف .
ـ و طالما سمحتلك تقعدي هنا يبقى هتطبق عليك قوانين بيتي.
ـ سيادة الوزير , بالرغم إني شاكرة أفضال سعادتك لكن أنا حقيقةً في غنى عنها حاليا , بس لو حضرتك تتكرم تخلى بنت حضرتك ترجعلى السلاح , وأنا حالا همشى حتى من غير ما أغير الإسدال اللي عليا , و يبقى مرسي أوي .
ـ أممم , أنا بقول كفاية أفضالي لحد كده و مش هتقدري تسددي التمن , عايزة تدوري أنتِ على سلاحك دوري , اللي لولا إني في أجازة ما كنتش سكت أبدا عن ضياع عهدة عسكرية .
ـ من حيث التمن أعتقد إني دفعته مسبقًا , وأغلى كمان ... دفعته من عمر أبويا , دفعت بحماية بنت حضرتك بالرغم من اللي حصل و تحررها من الخلية الإرهابية ...
ارتعدت أوصال بريهان فور تذكر تلك الحادثة التي تمنت لو محتها من ذاكرتها للأبد , لكن مريم تابعت حديثها دون تردد : ...
ـ و اللي حضرتك قبلته بالشكر طبعًا و دا غير إهانتنا ... سوري أقصدي مدحنا و إحنا لسه رجعين من مهمة كنا ممكن نموت فيها , وشكر حضرتك لجدي يوميها .. اظن فاكر حضرتك اليوم , رغم إننا مش عارفة إزاي نسمح لنفسنا نخلى بنت حضرتك تقعد مع ناس زينا ... و دفعته أكتر لما رجعت وعرفت ...
نظرت لها نورا بصدمة فهل هل على وشك قول الحقيقة و تدمير كل شيء الآن , لكن مريم ابتلعت ريقها وتابعت مغيرة مجرى حديثها السابق قائلة : ..
ـ و عرفت حبك الشديد لجدي ... و دفعته لما حضرتك بعت دكتورة بريهان عندنا في الصحرا تحت حمايتي , وحصل اللي أظن ما كنش بإيدي .... كفاية كدب و أكمل بصدق شوية ... أعتقد يكون أفضل عشان اللي موجدين كمان يشهدوا إذا كان التمن اللي دفعته كفاية ولا لأ .... كنت هموت , بس ربنا للأسف قدر إني أعيش , رغم إن الموت أرحم من أشوف فرقتي بتموت قدام عنيا , و رغم خياطة جرجي و في وجود جدي اللي هو برده أبو صديق عمرك زي ما أنا عرفت مؤخرًا ... و زي ما تكون بتنتقم منى أو تقريبًا خياطة الجرح حضرتك كنت شايفها سيئة , ففكت أنت الخياطة عشان تتعمل تاني بشكل أفضل ... و يبدو إن العقاب دا ما كنش كافي , فحضرتك كملت لما جيت مع بنتك هنا .. بس للأسف كان لسه فاضل في عمرى شوية كمان , بس أقترح تغير الحرس عشان تجيب ناس أكفء عشان كان لازم تخلصوا عليا يوميها...
التفتت لتغادر و سط دموع تغلف ذلك المشهد العائلي المتوتر ، و حاولت مريم التغلب الحزن التي سيطر عليها تلاه الخوف عندما لاحظ حسين محاولة خروجها من المنزل فهدر صائحا :   ...
ـ مريم !
لم تنكر أن نبرة صوته أخافتها و بشدة لكن لم يظهر ذلك الخوف بل القوة عندما التفتت قائلة بحزم :   ...
ـ تعرفوا غيرت رأيي ، أنا همشي دلوقتي و حالا و مش عايزة المسدس ، و أنا منتظرة المجلس العسكري بصدر الرحب ، أصل يظهر أنه قدري و أنا هربت منه ، بس يظهر إنه لا مفر  ...
لم تلتفت ورائها و لم يستطع أحد أن يعترض أو يوقفها فيبدو أن المحاكمة العسكرية أفضل لديها من البقاء هنا .
عند هذه النقطة حاولت بريهان اللحاق بها فمنعها والدها قائلا : ..
ـ سببها براحتها يا بريهان ، ما تضغطيش عليها .
انفعلت هاتفة ... :
ـ لأ مش هسيبها تروح تموت ببساطة .
حسين / نورا : تموت !!!
لم تستمع بريهان لهم لأنها ببساطة غادرت خلفها تمنعها ، فتولى حازم مهمة الرد : ...
ـ السبب اللي خلانا نجيب مريم هنا إن في خطر على حياتها ، فلو خرجت من هنا قبل ما جدها يرجع ما معرفش ممكن يحصل إيه ، و إحنا مش عارفين إذا كانت مريم مش عارفة ، و لا عارفة و يتكابر .
لم يسمع حسين كلمة آخري فقد غادر هو الأخر ليتبعه زوجته و ابنه .
وصلت مريم أمام البوابة الرئيسية لم تجد من الحرس الذين تعرفهم سوى واحد من الأربعة ضخام الحجم الذين كانوا السبب في رقودها في المشفى فترة و مازال أثار ضربهم بارزة على جسدها  .. و كان يدعي عزيز و هو من الأشخاص الموثوق بهم في ذلك المنزل ، فأشارت له مريم و أردفت : ...
ـ أنت ياه ... افتح الباب عايزة أخرج .
ـ ماخدتش أوامر إن حد هيخرج النهاردة إلا حازم بيه .
ـ أظن أنت فاكرني زي ما أنا فاكرك ، فأنا من الأشخاص اللي مش مرغوب فيهم في البيت هنا .
ـ والله مش أنا اللي احدد مين مرغوب فيه و مين لأ .
ـ بص يا اسمك إيه أنت ، أنا همشي يعني همشي .
"  مفيش حد هيمشي "
من ينظر للموقف يعتقد أنه صوت بريهان التي وصلت أخيرا لكنه حسين أيضا وصل و هو من قال ذلك بصوته الجوهري .. وقف قبالة مريم ، و هتف : ..
- ماحدش هيخرج من بيتي إلا بإذني , و لحد ما جدك يوصل .. مفيش خروج .
- هتحبسني مثلا .
- ما حدش يتجرأ و يتكلم مع وزيره كده , المرة دي هعديها و بمزاجي المرة الجاية ما اعرفش ممكن أعمل إيه .. مفهوم يا سيادة المقدم .
وقفت بانتباه حابسة النفس و رفعت يدها اليمني أمام رأسها لتؤدي التحية العسكرية هاتفة بحنق : ..
- تمام يا فندم .
- على أوضتك .
ذهبت رغمًا عنها للداخل , وهي تنوي الوصول للسلاح في أسرع وقت .. و ستغادر رغما عن أنف الجميع .. لكن بداخلها تشعر بالوهن الشديد لكنها قاومت ذلك الشعور , و ذهبت للداخل و صفعت الباب خلفها ..
.............
قالت بريهان بطفولة : ..
ـ طب كدة استفادنا إيه ماهو بردة مش كلت حاجة ..
حازم : بس كدة حمناها على الأقل .. شكرا يا بابا .
حسين : نزليها تفطر ..
بيري بتلعثم : مـ.. مش هترضى .
حسين بعند : هترضى , قوليلها تنزل لإما هطلعلها بنفسي ..... فاهمة .
أومأت برأسها و لم تعقب و دلفت للداخل فتبعها حازم قائلاً : ..
ـ ما تقوليش الكلام ده لمريم , هتعاند أكتر ... بصي هتيها فيا , قوليها إني حاسس إني مش فاهم حاجة .. وعمال أصرخ و بقول هسقط ..
بيري : that’s good idea   .. بس هحط التاتش بتاعي .
حازم : عيشي !!
............
تصنعت بريهان الحزن والقلق و هي تدخل على مريم صائحة : ..
-الحقي حازم يا مريم ..
هبت واقفة و تسائلت : ..
- ماله حازم ما كان كويس .
- منهار خالص يا مريم .. وحاسس إنه ناسي كل حاجة ... و مش عايز يروح الإمتحان , بيقول هيسقط ... مش عارفة أعمله حاجة .
- ما كان كويس .. وفاكر كل حاجة و أنا مسمعاله بنفسي ..
- مش عارفة يا مريم .. يمكن عشان المادة صعبة .. الله يخليك يا مريم .. تعالي معايا .
- طيب .. طيب .
قامت مريم , ومازالت تشعر بالتعب .. و قبل أن تذهب أوقفتها بريهان قائلة : ...
- أنتِ نازلة كده !
- مالي ؟
- يا بنتي غيري الإسدال دا بقى ..
- و ده وقته !
- أه وقته ... حازم يستني شوية .
و أخرجت لها تير أبيض محتشم من النوع ذي الجيب بنطالون .. فارتدته على مضض , وارتدت حجاب أزرق لتظهر عيناها بجمالها الأخاذ .. و صندل رقيق أرضي يتيح الحركة ..
بيري : أيوة كدة ..
مريم باقتضاب  : و الله أنتِ فاضية .
بيري : فاضية , فاضية .. يا شيخة اتهوي شوية و انزلي دا الجنينة عندنا تحفة .
مريم : لتكوني فاكرة إني نازلة أتفسح , أنا نازلة عشان خاطر حازم , وطالعة تاني .
بيري : المهم تنزلي ..
نزلت مريم على مضض , كانت العائلة كلها في الحديقة , الشباب على المقاعد الوثيرة قرب مدخل الفيلا , و نورا و حسين على جانب بعيد نسبي على أرجوحة , لكن مريم قعدت على مقعد بحيث يكون ظهرها لهم فقالت لبريهان : ..
-هو فين حازم ده ..
- حازم مين ؟
- نعم !!
- آآآه حازم .. دا راح الإمتحان من شوية ... أربع ساعات و تلقيه هنا ما تقلقيش .
- نعم يا أختي ! يعني بتكدبي عليا يا بريهان .
- يعني كنت هتنزلي غير كده ..
نظرت لها بحنق .. ثم التفتت للجهة الأخرى لتغادر , فأمسكتها بريهان من يدها و وقفت قابلتها و هتفت : ...
- عايزكي تفكي ... غلطت .
- أيوة غلطي .. فوكك منى عشان تنبسطي يا ستي .. أنا طالعة الأوضة .
- يا لهوي عليكي و على التكشيرة دي ... اهدي حازم بيجهز حاجته و جاي , امتحانه قسم ضهر ...
ثم أكملت في سرها : دا كان اختبار .. مش عارفة هعمل إيه أما حازم يمشي .. بركاتك يا شيخ حازم .. دا حتى مش هعرف استعين بأسامة , و تليفونها اللي كسرته .. لازم أشوف حل و أصلحه عشان تعرف تتواصل مع أسامة و جدها ....... أنا تعبت .
تقدم حازم منهما و معه كتبه و تصنع الحزن و الاكتئاب , و أعطاها الكتاب فقالت باهتمام : ..
- طب إيه اللي وصلك للحالة دي , ما أنت كنت زي الفل .. و تسميعك كان perfect  (ممتاز) ..
- مش عارف ..
- طب .. دي حالة طبيعية , أنا هسمعلك , و هأكدلك إنك بتتخيل بس .
- ماشي .
تسللت ضحكة عابسة على وجه بريهان جاهدت لكتمانها , و كذلك حازم , لاحظت مريم ضحكة بريهان فقالت بغيظ :...
- بتتنيلي تضحكي على إيه !
- بتنيل ؟ what the meaning of  (ما تعني ) بتنيل ؟
- أومال عاملة فيها بنت بلد ليه ؟
- أكيد في مصطلحات جديدة عليا .
- اسكتي دلوقتي .
- طب اللاب بتاعي بيتشحن , هستلف اللاب بتاعك .
- بشرط ما تزعجناش .
- thanks
ثم قبلت خدها , و قبل أن تغادر قالت مريم : ..
-هتلقيه في جيب سري في شنطة هدومي .
- أوك .. أوك .
و بدأت مريم مع حازم مرة أخرى , مرة يجيب , مرات قليلة يخطأ .. و عدة مرات يدعي النسيان , فتوبخه مريم بضربة على رأسه , أو شد شعره .. ما تطوله يداها ..
ونورا وحسين يتابعونهم من بعيد باستمتاع , و بريهان أحضرت اللاب توب لتعمل .
و بعد أن انتهت نقلت الملفات للفلاش الخاص بها , وقبل أن تعيده لمريم , انتابها الفضول لأن تقلب به قليلاً ...
تنقلت بين الملفات وجدت الكثير و الكثير من الصور و الملفات لكن كلها عسكرية و حربية , لفت انتباهها ملف يوجد به الكثير من الصور في مكان ليس بالكامل صحراء بل يوجد به نباتات كثيرة أو أشجار يشبه معسكرات الكشافة , بدأت بفتح الصور الواحدة تلو الأخرى . انطلقت منها ضحكة رنانة جعلت الكل ينتبه لها ..
مريم : بتضحكي علي إيه ؟
بريهان : هههههه مش قادرة ههههههههههه .
حازم : وريني وريني ...
مريم بصدمة : دا اللاب بتاعي !!
اقترب حازم ليرى فانفجر ضاحكا لكن مريم أخذت اللاب بسرعة , لكنهم تامرا عليها ليأخذوه ..
-هاتوه و بطلوا رخامة ...
بريهان : لأ أما نتفرج على كل الصور ..
مريم : لأ .. أنا هخده بالعافية .
صفر لها حازم و أخذا يلتفا حولها و تقاذفنه .
.........
على الجانب الآخر تعجب حسين و نورا مما يفعلونه ..
نورا : هما بيعموا إيه ؟
حسين : علمي علمك !
-طب نروح ونشوف .
- مفيش مشكلة .
اقتربوا منهم يسألونهم :
حسين : بتعملوا إيه ؟
التفتت مريم فأخذته بريهان على حين غرة –بعد أن استطاعت أخذه بعد عناء –
مريم : يا رخمة .
بريهان : هشوفهم يعني هشوفهم .
حسين : تشوفوا إيه ؟
بريهان : صور يا دادي بسfunny  موت ..... مين دا ؟
ثم أشارت تجاه صورة كان به شخص حالق شعره تماما .
مريم : مش هقول ورجعي اللاب .. أنا غلطانة إني إديتك اللاب .
بريهان : أمانة عليك بقى , قولي أنا شاكة بس عايزة أتأكد ..
أجابت مريم بعد إلحاح من حازم و بريهان و نورا , بالطبع حسين أيضا لكنه لن يبوح بمثل ذلك الأمر ..
مريم : دا .. دا .............. أسامة .
بريهان : بتهزري ... يا نهار أبيض .
حازم : يا لهوي .. دا أقرع خالص .
بريهان : أنا كنت شاكه , بس...أنا هاخد الصورة دي و اذله بيها .
مريم بسرعة : أنتِ مجنونة , أنا واخده الصورة من غير ما ياخد باله , دا يموتني لو عرف إني خدتها .
بريهان : أنتم كنت فين .. بس مش كلكم في الصور .
-لأ كلنا .
- لأ يا بنتي .
-دا كان معسكر لأغلب الدفعة .. في صورة جماعية أعتقد ... أنا و اللوا جلال و الفريق عماد .. م \ عايدة .. د \ هبة كمان .. رءوف و أسامة و سامح .. و مجاهد أهو و سيد و.. و.. و .. و صابر -الله يرحمه -.
الكل : الله يرحمه .
- بس مين دول .. أنا ما أعرفهمش
- دول من الكلية أكيد ما تعرفهومش .
- بس بردوا فاضل ناس كتير .. عصام ....
- عصــــــــام .
قالتها مريم بخبث لم يفهمه أحد فتابعت بريهان بارتباك : ..
-أيوة و شـ.. شريف وـــ
- بس دول شرطة يا بنتي أنتِ جالك زهايمر .
- هو مش عصام و أسامة إخوات .
- أيوة و دا جيش و دا شرطة عادي ..
- أوك .. إيه دا .. إيه الفيديو دا .
- لأ كله إلا ده .
كادت تأخذ منها اللاب إلا أن أمسكها حازم .
حازم : افتحيه بسرعة يا بيري , مش هقدر أمسكها .
مريم : لأ أنا هقعد و أرتاح خالص .. لأنكِ مش هتعرفي تفتحيه أصلا .
و بالفعل جلست بأريحية فالملف محمي بكلمة سر لا يتوقعها أحد .
بريهان بغيظ : يا بنت اللذينا .. حاطة كلمة سر .. بس هجرب برده ...
جربت كثيرا بكل ما يمكن توقعه لكن كل محاولاتها باءت بالفشل , و أخذ الجميع الأمر على شكل تحدي و أخذ الكل يتوقع و لم يستطع أحد أن يصل إلي كل كلمة السر تلك .. و مريم تدندن باستمتاع ..
مريم : لا لااااااااااااااا ...... ريحوا نفسكوا .
حازم : جربي كده عيد ميلادها .
بريهان : جربته .
حسين : محمد .
بريهان : غلط .
مريم : ما تتعبوش نفسكم ... لأنها فضايح الدفعة أكيد مش هخليها سهلة أي حد يشوفها ..
أمعن حسين التفكير قليلا و بدأت تخطر في باله فكره ..
بريهان : فكروا بسرعة لأن كده البرنامج مش هيدينا محاولات تاني ..
حسين : جربي الفشلة الحمقي ..
امتقع و جه مريم ,و تمتمت :...
- تبا !
استغربت بريهان لكنها جربته .. و على عكس التوقعات فتح الفيديو ...
بريهان بفرح : فتح ....... واو .. إزاي عرفتها يا بابا ..
حسين بثقة : أنا الوزير حسين ثابت .. هو أنا أي حد .
اغتاظت مريم أكثر .. كيف عرف بذلك اللقب , حتى بريهان لم تتذكره , فكيف عرفه هو ... بينما كان يصفر لها ليغيظها أكثر ... فحسين قد شاهد الحلقة التي تحدث فيها بعض أعضاء الفرقة عن مريم و ذكروا هذا الاسم ... و تعلق الاسم بذاكرته و لم ينكر أنه أعجبه .
فتحوا الفيديو , و منذ بدأ و هم لم يتوقفوا عن الضحك , حتى أن مريم نست غيظها و انخرطت معهما في الضحك متذكره تلك اللحظات فهو كانوا مجانين جدا في ذلك الوقت ..
كيف كانوا يوقعون ببعض في فخاخ لا حصر لها ..
ها هو أسامة يمشي متبخترًا في مشيته ليوقعه سلك رفيع يمسك بيه من الطرفان سامح و رءوف , و لما وقع أرضا انفجر الكل ضاحكين , فجرى خلفهما بسرعة ..
كيف كانت مريم تأكل وجبتها بهناء مع هبه و عايدة ؛ لتجد يد تدفعها ليقع وجهها في طبق شوربة العدس ...
كيف كان يتركهم مجاهد و يختلي بنفسه يتدرب على الرماية فيجد الهدف يتحرك من الأمام إلي الوراء , ومن اليسار لليمين فيركض بعيدا و يظهر بعدها صابر يضحك .. كيف كان اللواء جلال مع الفريق عماد يتحدثان في الليل وحيدين فتظهر لهما أشباح من العدم , و لما انتفضا ذعرا و غادرا , ظهر مجاهد و سيد يضحكان و يلعبون بطرق عجيبة و وجوهم لأصدقائهم , و البقية يحاولون تنبيههم لمن خلفهم ليلتفتوا ويجدوا اللواء جلال و الفريق عماد  خلفهم و يتوعدونهم فيبتسمان ببلاهة .. إلي أن اختفت ابتسامة مريم عند لحظة معينة ...
مريم : لأ كله إلا ده .. اتريقتوا كتير .
بريهان : لأ يا مريم بقى .... دا مش قادرة امسك روحي من الضحك هههه .
كانت مريم تظهر بشنب و ذقن مضحكين و كانت مغمضة العين و عندما أراها أسامة المرآة أخذت تركض خلف أسامة وهبة وعايدة ... و لقطة أخرى و رءوف يحلق رأس أسامة و أسامة يتذمر , ولقطة لمجاهد يجاهد يسير على يديه و هو يحمل الفريق عماد و يعتبر أضخم الموجدين ..
بريهان : إيه ده ........ دا جنان هههههههههههه.
حازم : ههههههههههه مسخرة ..
حسين : هههه .. بس ليه عملتوا كده .
نورا : صحيح , ليه أخر شوية ؟
بريهان : احكي يا مريم بقى .
مريم : لأ ...
بريهان : احكي بدل ما أقول لأسامة إنك مصورة و هو ..
مريم : هشششششش .. أسامة لو عرف هيعلقني .
بريهان : يبقى قولي ..
-دا كان معسكر ترفيهي , و كنا بنلعب كوتشينة , إحنا الستات لوحدنا و هما لوحدهم .......
حسين : بتلعبوا إيه ؟
لم يعرف حسين لما أراد معرفة كل شيء , ولا تعرف مريم لما أجابت لكنها كانت مندمجة لحد كبير ...
مريم : الشايب ..
بريهان : و أنتِ خسرتي أومال عمله فيها بتاعت الخطط ليه ؟
مريم : أنا كان معايا المهندسة عايدة كانت هي اللي بتعلمني أحط الخطط , و هي معلمة تقنية وفنية في الكلية .. و الدكتورة هبه مرات القائد عماد محترفة كوتشينة ... و أنا و أسامة اتفقنا في موضوع الكوتشينة إننا أفشل اتنين يلعبوها .. فأنا خسرت , وكذلك أسامة , وبما إن الرجاله كتير فكان اتنين منهم خسرنين مش واحد ...
نورا : و عقابكم واضح من الفيديو ..
بريهان : بس أنتِ كنتي بتجري ورا أسامة ليه هو ماله ..
مريم : ما هي فكرته , هو اللي سلطت مدام عايدة ومدام هبه يعملوا كدة .... بس لبس في الحيط , الفريق عماد كان بيتنرفز من شعره و كل ما يكدره و يخليه يحلقه يربيه تاني ... فخلاه يحلقه على السنفرة .... و من ساعتها و شعره ما طولش عما أنتِ شايفاه دلوقت يدوبك مغطي راسه هههههههههههه ..  😂😂
حازم : ههههههه يالهوي على الجنان .
ثم وضع يده على شعره و أردف : ..
ـ الحمد لله .. اللهم أديمها و احفظها من الزوال .
مريم : هما كده عملوا حاجة ..
ثم انتبهت مريم فجأة ...
-حازم هي الساعة كام .
حازم : 11 و نص ليه ........... يا نهار أبيض الامتحان ... يا خرابي ...... يا اختي .
مريم : انشف ياض ... امتحانك مدته قد إيه .
-ساعتين
- يعني تخلص على 2 .......... اتنين وربع تكون عندي ..
- دا اللي هو إزاي ؟
- ما اعرفش طير .. اتشقلب و المهم تكون هنا ..
- طب الطريق طويل هاجي إزاي .
- خلاص و نص .. و بسرعة روح عشان ما تتأخرش .
- ادعولي بس ..
الكل : ربنا معاك ..
ذهب مسرعا لامتحانه , وعاد حسين و نورا لمكانهم , و ظلت بريهان مع مريم ..
مريم : هاتي اللاب , أنا غلطانة إني إديتك اللاب , ماكنش ينفع تقلبي فيه ...
- ليه ؟ في أسرار أمن الدولة .
- هههه يا خفة .... و بعدين في حاجات عسكرية ما ينفعش تشوفيها ..
- وبعدين ما أنتِ عمللها حماية .
- بردوا ما ينفعش تشوفيها , لأن شغل الدكتوراه مش محمي ..
- دكتوراه !!! أنتِ عملتيها إزاي .
أجابتها بفخر : ..
-yes   أومال أنتِ فاكرة إيه ..دا أنتِ متأخرة ياما .. دا أنا قربت أناقش الرسالة ..
-عشان كدة سابقة أسامة في الرتبة ..
- بطلي رغي ... و خلصي الماجيستر يا فشلة ..
- بتذليني عشان متخرجة قبلي , أوك على فكرة إحنا في بريطانيا الحاجات دي بتخلص بسرعة , مش زي عندكم ... فاحذري مني .
- we'll see
- أوك !
عندها لاحظت مريم المكان الهادي على سطح المنزل خطر ببالها أن يكون هذا ممكن أن يكون مكان سلاحها المخبأ , و ستشعر بالحرية أخيرًا و ستغمرها الراحة ..
لكن هل دائما تشعرنا الحرية بالراحة .. أم العند يصور لنا الشقاء الراحة , و العذاب متعة ..
مريم : أنا قايمة ..
-راحة فين ما تبقيش رخمة .
- راحة ال toilet
- أوك ..
تقدمت مريم بنشوة , هي على وشك التحرر من ذلك المكان , في البداية ذهبت إلي المرحاض لكي لا تكون كاذبة و من ثم بدأت تبحث عن الطريق إلي السطح ...
...
في الأسفل ,,
كانت بريهان تنظر لأعلى و لاحظت أن السور الخشبي بالأعلى صار غير ثابت , فقالت لنفسها : ...
-Oh no  , لازم أقول لحازم و نصلحه , عشان أنا بحب أقعد على المرجيحة اللي فوق ..
ثم جاءتها رسالة على الإيميل الخاص بها لتنخرط بعدها في عملها متناسية ما يحدث .
حتى أنها لم تلحظ مريم التي تسللت إلي السطح , في حين لاحظها شخص أخر ليستأذن من رفيقه , ويصعد إليها .
.....
بدأت مريم في البحث عن سلاحها في قصيص الزرع ولم تجده , فقعدت على الأرجوحة , فاحتكت قدمها عدة مرات بالسور الخشبي فازدادت حالته سوءًا , ثم نهضت تفكر و تجوب المكان ذهابا و إيابا ... اغتاظت كثيرة و أتتها نوبة غضب لم تستطع التحكم فيها ؛ لذلك حطمت أصيص ورد كان من الزجاج , حزنت لأنها كسرته ؛ فقد كان جميلا للغاية , وجرحت كف يدها , تأوهت بأنين خافت , فوجدت يدا تسحب من يدها قطعة الزجاج التي جرحتها لتخرجها من يدها ...
نظرت له بدهشة و زفرت بضيق عندما رأت أن ذلك الشخص لم يكن سوى نورا , حاولت تجاهل وجودها , فأدارت ظهرها للخلف .
لكن نورا حاولت اتباع طريقة جديدة غير ذرف الدموع , فقابلت تجاهلها بابتسامة و جلست على الأرجوحة بإهمال ظهرها للسور و وجهها لمريم قائلة : ..
-عجبتك الاقامة هنا ؟
لم تجب , و توقعت نورا منها ذلك , لكن لم تستطع أن تنكر أنها انزعجت , فازداد دفع قدمها للسور لتزداد سرعة الارجوحة , مع أنها جالسة بشكل عير صحيح .
-محتاجة أي حاجة ؟
و كالمرة السابقة تماما ...
تكرر الأمر أكثر من أربع مرات حتى زادت سرعة الأرجوحة الخشبية بشكل كبير جدًا ....
إلي أن فقد السور الخشبي قدرته على الصمود فلاحظت مريم ذلك بعيون مصدومة , إلي أن انهار السور لأسفل و كان للمفاجأة أثر الشلل على نورا لتهتز من على الأرجوحة وتسقط محاولة التمسك بأرضية السطح حتى كادت تسقط , عيونها مصدومة خائفة مذعورة ... انتفض أيضا حسين و بريهان عندما سقط السور أرضًا ليتهشم , ركض حسين وبريهان للداخل ليلحقا بها لكنها ثوان معدودة التي تم بها الأمر , و قبل أن يدخلا سمع صوت صرخة نورا و هي تسقط أرضًا , ارتسم الذعر على وجهيهما , ود حسين لو طار لإنقاذها , و شعرت بريهان أن روحها قد غادرتها ...
نورا : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
حسين : نوررررا
بريهان : ماممممممممممممممم ..

بقلمي أسماء علام

أختان في العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن