٣٣

5.3K 251 1
                                    

الفصل الثالث و الثلاثون
( القسوة أنواع ودوافع )
تحولت ملامح بريهان من الخوف للدهشه , ووضعت يدها على فمها بفزع ... بينما كانت مريم تستعد لتجعله يدفع ثمن محاولته للمس بريهان ,  قررت أن تجعله يندم على مجرد التفكير في النظر لكلتيهما .
هتفت بريهان بصدمة بعدما تمعنت النظر إلي قسمات وجهه :..
-حــــــــــازم !!!!!!!!!!!!!
تعجبت مريم من أن بريهان تعرفه فهتفت مندهشة :..
-أنتِ تعرفيه يا بريهان !
كيف تعرف شخص منحدر الأخلاق !!
حاولت بيري تبرير هذا الموقف السخيف !! لكن للأسف هذا هو شقيقها الصغير الأحمق , الذي يضع نفسه في العديد من المواقف المحرجة بسبب غباءه و تهوره ! فأردفت مبررة بحرج من غباءه :... 
-داآآآآ ... حازم أخويا !
وضع حازم يده على وجهه الذي إحمر من أثر الصفعة , كان من المفترض أن يشعر بغضب جم , لكنه نظر لمريم بنظرة إعجاب شديد .
شعرت مريم بالأسف لأنها مدت يدها على من هو - من المفترض - أخوها الصغير , تاملت ملامح وجهه الوسيمة في حالة تأثر واضحه .
هتفت بريهان موبخة إياه على تهوره :..
- في حد يعمل كده يا حازم , دا أنت رعبتنا ..
ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء و هو ينظر لذات الشخصية الجبارة , و أخيرا نطق بعد ذاك الصمت الذى ران لدقائق :..
-أنا شوفتك في المطعم سبت صحابي وجيت وراكي , و لو كنت رعبتكم أديني أخدت جزائي يا ستي ..
أردفت مريم بأسف على ما بدر منها لأول مرة :..
- أنا .. أنا .. آآآآ .
لاحظت بريهان توتر مريم و حرجها , فأردفت بابتسامة :...
- ما فيش حاجة يا مريم , بعدين هو يستاهل .
أردف حازم بمرح :..
-مـــــاشي مـــــاشي , هي دي صاحبتك اللي هربتي وقعدتي معاها .
نظرت له بريهان بدهشة , فتسائلت :..
-أنت عرفت منين ؟!
أردف هو  بفخر أرعن و هو يتلاعب بتلابيب قميصه بزهو :..
- دا أنا حازم , مافيش حاجة تخفي عليا .
رمقته أخته بازدراء و هتفت متهكمة :..
- oh , yes ....whatever ....  مريم دا حازم أخويا .. حازم دي مريم صاحبة عمري .
تولي حازم تعريف نفسه بزهو و هو يمسك طرف يدها هاتفًا :..
- مرحبا سنيوريتا , حازم حسين ثابت , رابعة سياحة وفنادق , شاب وسيم جميل , موقف بنات الجامعة على الصفين .
بريهان بتهكم : واو , تحب أفضحك قدامها , ولا هتفضح نفسك بنفسك .
تابع هو افتخاره بذاته هاتفا :..
- أنا لا أخجل من كيني وكينوني سيدتي .
نظرت له بريهان من أعلى و أسفل باستهزاء و نظرة تتحدث وحدها بمعني " يا راجل "
ضحكت مريم على ردوده , فلكم تمنت شجار الأخوة ... الذي يظهر الخلاف و باطنه فيه الحب .. الحب فقط !!
وجهت بريهان حديثها لمريم قائلة :..
-ما تصدقيش حازم , دا دماغه هوا , و عليه مواصفات في فتاة أحلامه , كان إيه شعارك صحيح ؟!
هتف حازم بفخر مصطنع الجدية :..
- طول ما الراجل شورتها , الأسرة تدوم سعادتها .
هتفت مريم مجارية إياه :..
-و نسيت إذا أردت تعيش بسلام اسمع كلام المدام ..
-أخير لقيت حد فاهمني هههههه ..
قالها ثم مد كف يد لتصفق عليه هي بمزاح كدلالة على الدعابة !!
افاقا كلاهما , فحمحمت مريم بحرج من تسرعها !! صحيح هو أخوها لكن لا أحد سواها يعلم أمرًا كهذا !!
بينما تعجبت بريهان من انسجامهما و شعاراتهم العجيبة فهتفت بذهول :..
- creazy
تابع حازم مرحه و هتف :..
- ما تشوهنيش قدامها يا بيري .
هتفت بريهان بسخرية :..
- لا ما تقلقش اللي أنت قولته , دمرك قدامها خالص ... دي كانت بتجاريك مش اكتر ههههههه ..
ثم أكملت بخبث بعد أن فهمت تلميحات أخيها :..
-بس على فكرة يا حازم مريم أصغر مني بسنه واحدة , يعني أكبر منك بأكتر من 3 سنين.
حازم بأسف : يا خسارة !
مريم : أنا مش فاهمة حاجة .
بريهان بابتسامة : ما تخديش في بالك ....
ثم انتبهت إلي أن بعض الشباب خلف حازم ينادونه لكنه لا ينتبه فهتفت :..
-في حد بيشاورلك يا حازم , اصحابك دول ؟
ضرب جبهته بيده و هتف متذكرا:..
- أيوة  .
بريهان : أنا جبت رقم جديد , هرنلك عليه , عشان أطمن على ماما , لأني مش عايزة توتر ....
حازم مستفسرا: ليه أنتِ مطولة .
بيري : مش عارفه !
-بس أنا فخور بيكي لأنك سلكتي نفس طريقي .
هتفت مريم معترضة بذهول :..
-نعم !!!!!
تسائل حازم متعجبا من اندهاشها :..
-هي مالها !!
هتفت بريهان ضاحكة :..
-دا العادي يا ميري !
حملقت مريم فيه ثواني ثم أردفت :..
-سوري ! أصلي متعودة على الرجالة مش ..
أطلقت بريهان ضحكة منطلقة على قول مريم , بينما لم يفهم حازم ماذا تعني  .
هتفت بيري لانقاذ مريم من ذهولها :..
- هبقي أحكيلك بعدين .
حازم : أنتم رايحين على فين ؟!
بيري : كنا خارجين , بس تقريبًا هنشوف مطعم على النيل يكون هادي .
- وإحنا كمان ما تيجوا معانا .
- لا عشان تبقي براحتك  وإحنا براحتنا .
- خلاص يا بيري هانم , امشوا ورانا بالعربية , وإحنا على تربيذتنا وأنتم اقعدوا براحتكم .
بيري : إيه رأيك يا ميري .
مريم : مفيش مشكلة ...
ذهبت مريم إلي حيث توجد السيارة , فقد كانت تركنها بعيدًا عن الزحام , ثم انطلقوا خلف حازم , ورفقائه !!
أولاً دخل حازم وأصدقائه , وجلسوا على مقعد في منتصف المطعم , كان المكان شبه خالي , فالناس لا تفضل القدوم لتلك الأماكن الهادئة في ذلك الوقت من النهار , وإنما يفضلون القدوم في الليل , كان في مقابلتهم مقعد آخر يجلس عليه 3 أشخاص (عصام وأسامة وجنى) , أما بريهان ومريم فقد تأخروا قليلا بسبب ....
.........
تقدمت بريهان لتدلف لكن أوقفتها مريم , فتسائلت متعجبة :..
- مش هندخل ولا إيه ؟!
مريم بتعب : أنتِ بالذات ما أسمعش صوتك , بجد مش قادرة أدوس على رجلي ....... هشتري مسكن الأول .
فأردفت بريهان بنبرة اعتيادية :...
- أوكي , أنا كمان عايزة أشتري كلانكس .
نظرت لها مريم بذهول و هتفت بصدمة:..
- أنتِ ما تقدريش تعيشي من غير تشتري , ربنا يصبر اللي هيدبس .
تسائلت بريهان بعدم فهم :..
- قصدك مين ؟!
مريم : ما تخديش في بالك !!
اشتروا ما أرادوا , ثم دلفوا إلي المطعم و اختاروا أكثر الأماكن هدوءًا وجلسوا فيها .......
---------------------
عند حازم ,,,
حسام : مين اللي جيين معاك دول يا حازم ؟
حازم : دول أختي وصاحبتها .
شذي : أختك إزاي دي محجبه أنت مش قولت إنها  ...
حازم بابتسامة : أيوة خلاص لقت الدافع !
علاء : تقصد صاحبتها يعني !!
حازم بهيام : دي عليها شخصية صاحبتها دي !!
شذي بسخرية : ما إحنا شوفنا بصراحة تأثر شخصيتها على وشك ؟!
لمس حازم بكف يده مكان الصفعة .
بينما انفجر الثلاثة الأخرون من كثرة الضحك .
علاء : بس كل شكلك حلو وأنت بتضرب .
حازم بضيق : نتلم شوية .
حسام : ما أنت مجنون , في حد يعمل في أخته كده .
حازم : ما أنا خدت جزاتي خلاص .
علاء : بس غريبة ما اتعصبيتش وقلبت الدنيا يعني  .
شذي بسخرية : تلقيه لاقي فتاة أحلامه يا جماعة .
طأطأ حازم رأسه و هتف بأسف :..
- للأسف أكبر مني ب 3 سنين .
ربت حسام على كتفه و أردف متهكما : معلاش يا حازم , خيرها في غيرها .
ظلوا يضحكون فترة طويلة !!حتي انتبه حازم , لمن هم على الطاولة المجاورة , فأردف متسائلا :..
- مش دي البنت بتاع الصبح ؟!
شذي : جنى , فين ؟!
حازم : اللي قعده قدمنا , مع اتنين شباب .
شذى بابتسامة رضا : أيوة هي , الحمد لله .
حازم متهكما : البنت دي غريبة , كل نص ساعة بمنظر , وكل يوم مع واحد شكل , بس المرة دي اتنين .
شذي بنبرة تحذير : حازم , إن بعد الظن إثم .
علاء : أيوة يا حازم , حرام عليك , يمكن عقلت ورجعت زي الأول .
حازم : طب دي وعرفناها والاتنين اللي معاها .
شذي : لتاني مرة يا حازم ما ينفعش كده , ترضى حد يقول كده على بريهان أختك .
حازم معتذرا : خلاص يا شذى حقك عليا .
شذي مؤنبة : و بعدين دول أخوتها الكبار .
هتف علاء بحيادية مهدئًا الوضع المشتعل :..
- خلاص يا شذى , وأنت كمان خف يا حازم , وشوفوا هنطلب إيه , خلينا نروح ...
..................
عند عصام وأسامة وجنى ,,,
عصام : جنى ! مش دي صاحبتك اللي أنا شوفتها النهاردة .
جنى : أيوة دي شذي .
عصام : و مين اللي قعدين معاهم دول , أمال ليه حسيت إنها بنت محترمة.
جنى : ما هي قعده جنب أخوها , ودول أصحابه ..
عصام : بس برده ما ينفعش .
جنى : لا دا أخوها شديد خالص , ما بيخليش حد يتجرأ ويكلمها أصلًا , وأنا عارفه المجموعة دول محترمة , ما هما دول اللي أنقذوني من مروان ..
عصام بحدة خفيفة : طب خلاص , ما تجبيش السيرة دي تاني .
أسامة : خلصت التحقيق بتاعك يا عصام , يا أخي خلي البت تاكل بنفس , وهو اللي بيطلع علينا في التحقيقات هتوريه لجنى .
ضم عصام جنى إليه قليلًا و أردف مغيظا إياه :..
- وأنت مالك , أخ وبيكلم أخته الصغنونة , العسولة , إش دخلك !! مش كده يا جنى ؟!
ابتسمت جنى .
أسامة : يا سلام ربنا يهني سعيد بسعيدة , أجيب شجرة و اتنين لمون , ممكن أروح أقعد على تربيذة تانيه , لو هتضايقكم .
عصام بمرح : لا خليك هنعصر على نفسنا لمونه ونستحملك .
أسامة بتمثيل : شكرا لكرم سيادتك .
تابع عصام مسرحيته مردفًا :..
- أخجلتم تواضعنا ..
ظلت جنى تضحك على كلامهم ضحكًا , لم تضحكه طول حياتها ... ثم حاولت إضافة جو من المرح , يجعلهم يضحكون أكثر ..
جنى بخبث : ألا قولي يا أبيه أسامة هي دكتورة بريهان عاملة إيه دلوقت ؟
هتف أسامة بعدم فهم :..
- وأنتِ عرفتي دكتورة بريهان منين ؟
فهم عصام ما ترمي إليه .
هتفت هي بولّه و هي ترمق عصام بنظراتها :..
- أنا ما شوفتهاش قبل كده , بس أنا حاسة كده إنها جميلة أوي .
نظرت لعصام لتغيظه , ففهمها أسامة فجاراها فيما تفعل : ..
أسامة : أنا ماليش في الموضوع ده ممكن تسألي عصام ؟
عصام بخبث : مش هعرف أوصفها , ممكن نوصف القائد مريم أحسن , أصل العيون الزرقا بتجذب أكتر من الخضرا مش كده يا أسامة ولا إيه ؟!
أسامة محذرًا : عصام !
جنى : أنتم هتقلبوها دراما ولا إيه , دا أنا حبيت أهزر ........ بس أنا مكونتش أعرف حاجة عن العيون الزرقا ....آ آ  قصدي القائد مريم .
لاح من بعيد لجنى شخص تعرفه ...
أسامة : أظن تركزوا في الأكل , بدل ما أكون تريقتكم النهاردة ..
جنى : بصوا هناك كده , أظن أنا عارفه واحدة من اللي قاعدين على التربيذة اللي في الركن البعيد الهادى ده ...
حدق أسامة وعصام حيث أشارت جني فوجدوا حقا فتاة يعرفونها .
أسامة : مش دي دكتورة بريهان ..
عصام : أيوة اللي جابها هنا ........ استني هنا يا جنى , وأنت تعرفي بريهان منين ؟
جنى : ومين قال إني شوفت بريهان , أنا بقول على مريم اللي قاعدة جنبها ..
عصام بتهكم : مريم إيه أنتِ بتهزري !!
أسامة : أيوة دي لابسه فستان , هي مريم عمرها لبست فستان !
جنى بنزق : أنتم هتجنوني .. هي مريم , ركزوا عينيها زرقا أهي ..
دقق أسامة النظر فوجدها حقًا مريم , إنها أول مرة يراه ترتدي فستانًا لتبدو كأميرة بحق ..
أسامة : مستحيل !!
عصام : وإيه اللي خرج بريهان مع مريم ..و بريهان اتحجبت امتى !!
أسامة : النهاردة يوم التغير العالمي و لا إيه ؟!
جنى : بس أنا كده اطمنت لما شوفت زوجات إخواتي المستقبليات , ذوقكم مش بطال ...
ما هي إلا لحظات وأقبل حازم على الفتاتين مازحًا كعادته , مما أثار حنق وغضب و غيرة 3 أشخاص .
أسامة يفكر: لماذا ارتدت هكذا , أمن أجل ذلك الشاب , هل أردت أن تكون جميلة أمام ناظريه !!!
أما عصام : من هذا الذي يتجرأ و يضحك معها ؟ كيف سولت له نفسه مجرد التفكير في الحديث إليها , و كيف لها أن تبادله الابتسامة ؟
وجنى التي لم تدرك حتى الآن أنها وقعت بحب حازم ذلك الشاب الذي أنقذها تارة واحتقرها تاره .
جنى لنفسها : ودا رايح لبريهان ومريم ليه دا كمان ....... وأنا مضايقه نفسي ليه , هو كان من بقية أهلي .. بس برده ما ينفعش يضحك معاهم كده .
حاولت جنى تجاهل الأمر لكن عيناها كانت تتبع خطاه وضحكاته معهما , حاولت تناول أي حديث مع إخوتها لكنهم أيضًا كان يدور بخواطرهم عشرات الأسئلة و لا يدرون ماذا يفعلون ليوقفوا ما يحدث ....
.................................
عند مريم وبريهان ,,,,
هتف حازم بصوت يشبه القهقة :...
- أدفع نص عمري وأشوف أبوكي وهو هيطق من الغيظ ومش عارف يوصلك أو يوصلي .
ضحكت كلتاهما بانطلاق ثم أردفت بريهان مازحة :..
-و هتدفع عمرك كله لو لقاك ههههههه !!  مش عارفه ليه حاسه إني نهايتك على إيده يا حازم !
مريم : أنا عارفه بريهان هربانه من البيت ليه , لكن أنت يا حازم ؟!
حازم بمرح : الأمر بسيط سيدتي .......
بريهان : في إيه يا حازم أنت عايش في الدور أوي , اطلع من الأبيض و الأسود ده .......
حازم : أنتِ متأكده إنك لسه راجعه من لندن السنادي ...
هتفت مريم ضاحكة :..
- يظهر إن الفترة اللي قاعدتها معانا في الصحرا عوجت لسانها ههه .
حازم : ههههههه
بريهان باقتضاب : اتريقوا اتريقوا .
حازم : ما تزعليش يا ستي ما إحنا عارفين إن العرق المصري غلاب .
بريهان بتهكم : سمعنا يا حازم كنت هتقول إيه ورينا شغل الأجانب أنت .....
لوح حازم بيده ليبدي الجدية هاتفا :..
- أيا يكن , بابا كان عايزني أخش كلية سياسة واقتصاد , قومت دخلت سياحة وفنادق ..... ما فرقتش كتير صح ... 😂😂😂😂 !

أختان في العاصفةWhere stories live. Discover now