القصة القصيرة : الوحش هو بطل الحكاية

145 16 57
                                    


أنا هي سيرينا فتاة فقيرة وحيدة وبشعة فرغم أن

معنى اسمي هو القمر والبدر المكتمل إلا أنني لست

كذلك البتة فبالكاد قد أكون هلالًا متضائل الضياء

والحسن بسبب الحروق الذي تشوه بشرتي والتي

كانت يومًا ما بيضاء نضرة ، جميع من حولي لم

يتقبلوا مظهري الجديد ولقبوني بالوحش الصغير

دون مراعاة لسني أو حتى كوني أنثى في الآخر رغم

كل شيء ، قبلها كنت كأي طفلة أخرى بريئة ،

جميلة ، تحب الألعاب والفساتين وبالأخص المرآة

التي دائمًا ما نسألها نحن معشر الفتيات عن من هي

الأجمل ؟ مثل قصة بياض الثلج لكني وقتها كنت

حقًا جميلة ، كنت بياض الثلج لكن الآن أنا زوجة

الأب بل هي أجمل مني حتى ، لا أستطيع النظر

لنفسي في مرآتي بعد الآن ولا التجرأ على السؤال ،

وأصلًا لم تصمد مرآتي حتى من ذلك الإنفجار ولا

عائلتي أو حتى منزلي الكبير السعيد ! فقد تكسرت

لآلاف القطع وذابت كقلبي المجروح من كلام الناس

ونظراتهم الساخرة الكارهة لوجودي ، بعدها رميت

هنا ، في هذه الخردة مع خالي الفقير وزوجته

الشريرة ، حبست نفسي ولم أخرج بعدها أبدًا فأنا

لست بطلة قصة جميلة سيحبها الناس رغم فقرها بل

أنا وحش سيخافون منه ويحذرون أطفالهم من

الإقتراب منه لذا لن أواجه أحد حتى نفسي لكن تلك

الليلة غيرت كل شيء ، نظرتي لنفسي وللحياة

بأجمعها ، قررا أن يرمياني في دار الأيتام فهما أيضًا

سئما مني ولا يريدان وحشًا ليحل محل ابنتهما

ولكني كنت خائفة ، لم أرد ذلك ، لم أرد مقابلة أو

رؤية أي أحد أو بالأصح لم أرد لأحد أن يراني لكن

كان هذا هو الواقع وما سأعايشه مرغمة لذا كان علي

مواجهة نفسي أولًا قبل مواجهتهم وبهذا سيكون الألم

أخف وربما أكثر لم أعلم حينها ، نعم يومها رأيت

نفسي لأول مرة بعد ذلك الحادث المأساوي .

كانت ليلة عاصفة بالرعود والأمطار وحتى الرياح

التي ظلت تضرب بزجاج نافذتي تحاول النفاذ حتى

الحروف فسائل العقول  Where stories live. Discover now