البذرة الثانية : مظروف رسالة

66 12 17
                                    

***

الرسالة كالغيمة ربما تكون مبشرة أو مهلكة
يرسلها الرب إلى من يشاء من خلقه
فيها مطر من الأحرف والكلمات
تهطل على رؤوس الخلق
فتتشربها بنهم
لتنبئهم بذكره العطر
فربما أخطأوا فيعاقبهم بها ويجعلهم عبرة
وحتى لا يعيدوا الكرة ويرجعوا للطريق السوي
أو ربما لأنهم صبروا واحتسبوا
فأنعم عليهم بغيث الفرج
ومهما كانت محتواها أو مرسلها
فهي طريقة مبتكرة مبدعة
لإيصال نواياك وطلباتك لغيرك
وخاصة إن لم تقدر على المواجهة
أو خجلت من الطلب أو البوح بمكنونات صدرك
لتشعر بالراحة بعد حفر كلماتك بها
فليس الكل ذات لسان فصيح
أمام خلق الله فهناك من ذا قلم بليغ
لا يحتاج لتحريك فمه بل قلمه
بعد تفكير وتخطيط
وليس مباشرة بتهور
فبعض الأحداث يجب أن تخلد في الصفحات
لا في الذكريات التي ربما تنسى
ولكن خط القلم يحفر في جوف القلب
ويختزن للأبد في العقل
وهذا ما سنفعله في تحدينا الآتي
فهيا لنرى ما هي بذرة الإبداع هذه المرة

***

طريقة التحدي ومحتواه :
في هذا التحدي سيكون علينا كتابة ثلاثة رسائل :

الأولى : إلى فيروس كورونا .
سنكتب رسالة إلى كوفيد19- كورونا، هذا الفيروس الذي أصاب أكثر من مليوني سكان العالم خلال فترة وجيزة، هذا الذي باعد بين الأحباء والأقرباء وأوقف روتين الحياة الطبيعي وسبب رعبًا للبشرية، تخيل أن هذا الفيروس يقرأ رسالتنا، ماذا سنقول له في هذه الرسالة ؟

الثانية : إلى شخص على وشك الانتحار .
سنكتب رسالة إلى ذلك الذي فقد الأمل من الحياة حتى توصل لأصعب وأسوء قرار ممكن أن يتخذه المرء، ومنه تستطيع أن تعرف إلى أين وصل به الحزن والحال، سنكتب له رسالة لعله يقرأها ويتراجع عن قراره، ماذا سنكتب في هذه الرسالة ؟

الثالثة : إلى الله !
إنه أعظم عظيم وملك الملوك، تبارك اسمه وتجلى كل شئ لعظمته وعزته، كان يحمينا منذ أن كنا نطفة ولا يزال يفعل ذلك، يحبنا على الدوام ويحبنا أكثر من أقرب مخلوق بشري لقلوبنا، يساعدنا ويسعدنا ويقف معنا رغم سيئاتنا وتقصيرنا وذنوبنا الكثيرة، سنكتب له رسالة وتأكدوا أنها ستصل إليه، تخيلوه بعظمته يقرأها، ماذا ستقول في هذه الرسالة ؟

***

والآن هو وقت الجد وهو تنفيذ التحدي
وزرع بذورنا القيمة التي نأمل أن تنمو بإشراق
لنحصد بعدها ثمرات يانعة لذيذة ♡
هيا بنا

الحروف فسائل العقول  Where stories live. Discover now