ثلاثة أيام مرّت ، بلـياليهم ، لم يتمكن أحد من الوصول لـ إسلام ، و شُخصَّت حالة حيـاة بـ إصابتها بالأنيميا الحادة ، لا تنفك عن البُكاء و لا أحد يستطيع أن يفهم منها شيئاً ، كل ما على لسانها هي جملة واحدة :
" إسلام .. هاتولي إسلام ، أنا عايزة إسلام ! "
حاول مُحمد مراراً الوصول إليه فـ لم يفلح ، لم يعثر عليه في أي من أماكن عمله ، و لا عند أي من أصدقائه و هاتفه مُغلق و لا يُفتح ، و حالة زوجته تزداد سوءاً و مع عزوفها عن الطعام و الشراب و حتى الراحة لا تُريدها ..
" أنا راحتي في قُربه ، هاتوا لي حُضنه و أنا و الله ما هزعله و لا هكلمه ، يطمن قلبي عليه بس .. "
حاولت ورد معها مراراً و حاولت آلاء ، و لا فائدة تُرجى منها ..
انطلق يُونُس و مُحمد يبحثان عنه ، و لا أثر له ، و في كل ساعة تمر عليها دون أن يدلف عليها و يطمئنها ، تزداد حالتها سوءاً ..
و هاهو اليوم الرابع قد انتهى و هو لم يعد ، و نامت حيـاة من الإرهاق و التعب منذ ثلاث ليالٍ !!
جلسوا جميعاً في بهو المنزل ، كُلٌ هائم على وجهه ، لا يعلمون أين هو و لا ماذا حدث له ! ، و لا حتى كيفية السبيل إليه !!
" كريـم رجع " قالها أحمد بهدوء و كأنه يُخبرهم بنتيجة مُباراة كرة قدم !
" كريم مين ؟ ، كريم بتاعنا ؟! ، كريم الشاذلي !! " قال مُحمد بـ عدم استيعاب ، و عينيه قد توسعت على آخرهما ..
أماء أحمد برأسه أن نعم ، و هو يضع رأسه بين كفيه ، و يُونُس و حيـاة يجلسان بينهم و لا يفهمان أي شيء ..
" مين كريم الشاذلي ده يا عمي ؟ " تساءل يُونُس و هو ينظر لـ مُحمد ، التي لم تختفِ ملامح الدهشة من على وجهه ..
" مش وقته يا يُونُس ، و يُفضّل متعرفش أصلاً " أجابته آلاء و هي تنظر لهم بـ همّ ..
" لاء لازم يعرف يا آلاء ، و أخته بالأخص لازم تعرف؛ عشان يحميها و يحافظ عليها .." خرجت ورد عن صمتها أخيراً ، و هي تنظر لـ حـياة بـ ألم و وهن ..
" و أخته مالها بيه يا خالتو ؟ ، و مين ده أصلاً !! " تحدثت حيـاة و قد بدأت تضجر من الأمر برُمته ..
" كريم الشاذلي ده طليق ورد ، كان متجوزها و هو إنسان سادي و مريض نفسي أصلاً ، و يُستحسن متعرفوش المُعاناة اللي خالتكوا عاشتها معاه ، و لما خالتك اتطلقت منه خطفها ليلة الفرح بتاعها عليا ، و خطفك معاها ، لأن أبوكِ هو اللي ساعدها تهرب و تيجي لي و نتفق و تخلعه و تتجوزني ، كنتِ ساعتها عيلة 3 سنين ، خطفك إنتِ و هي و عذب خالتك عذاب ، لولا ستر ربنا مكنتش هتبقا وسطنا دلوقتي ، و كان عايز يغتصبك قدامي و قدام أبوكِ و عمك محمد كمان ، بس أبوكِ لحقك ، و عمك أيمن كان معانا وقتها و هو اللي قبض عليه بنفسه و هو اللي ضمن لنا دخوله السجن ، المفروض إنه تقريباً اتحكم عليه بـ 15 يا بـ 20 سنة سجن مش فاكر أوي ، و اتخيلنا إنه حتى لو خرج مش هيرجع لنا و هيعقل و ربنا يهديه ، بس لما رُحنا إيطاليا أنا و خالتك جالها جوابات تهديد ، و جوابات غزل صريح بشِع و كلام قذر و *** جداً إنك تقرأيه بـ عينيكِ حتى ، و خالتك عرفت في ساعتها .. و كان لازم تعرفوا ، و أنا أصلاً كنت مستني بس نفوق من مُشكلة إسلام و حياة و هروح لـ أيمن أشوف معاه حل " تنهد أحمد حين أنهى حديثه ، و هو يفرك جبينه و مُنحدر أنفه بـ تعب ..
![](https://img.wattpad.com/cover/197701984-288-k682025.jpg)
YOU ARE READING
«حِلْم بعِيد!»✔️
Romance« بعد مرور خمسة عشر عامّا على زواج أيمن وغُفران وكذلك إسلام وحيـاة، يظهر كابوسهم الأوحد من جديد .. إسلام محمود وكذلك كريم الشاذلي مع خطر آخر يهدد بيت حياة السيوفي وزوجها، كما كبُر أولادهم وأصبحوا كبش الفداء الآن في هذه العداوة التي لم تنتهي غابرًا...