" الحَلقَـة العاشِـرة .. "

327 25 35
                                    

ثلاثة أيام مرّت ، بلـياليهم ، لم يتمكن أحد من الوصول لـ إسلام ، و شُخصَّت حالة حيـاة بـ إصابتها بالأنيميا الحادة ، لا تنفك عن البُكاء و لا أحد يستطيع أن يفهم منها شيئاً ، كل ما على لسانها هي جملة واحدة :

" إسلام .. هاتولي إسلام ، أنا عايزة إسلام ! "

حاول مُحمد مراراً الوصول إليه فـ لم يفلح ، لم يعثر عليه في أي من أماكن عمله ، و لا عند أي من أصدقائه و هاتفه مُغلق و لا يُفتح ، و حالة زوجته تزداد سوءاً و مع عزوفها عن الطعام و الشراب و حتى الراحة لا تُريدها ..

" أنا راحتي في قُربه ، هاتوا لي حُضنه و أنا و الله ما هزعله و لا هكلمه ، يطمن قلبي عليه بس .. "

حاولت ورد معها مراراً و حاولت آلاء ، و لا فائدة تُرجى منها ..

انطلق يُونُس و مُحمد يبحثان عنه ، و لا أثر له ، و في كل ساعة تمر عليها دون أن يدلف عليها و يطمئنها ، تزداد حالتها سوءاً ..

و هاهو اليوم الرابع قد انتهى و هو لم يعد ، و نامت حيـاة من الإرهاق و التعب منذ ثلاث ليالٍ !!

جلسوا جميعاً في بهو المنزل ، كُلٌ هائم على وجهه ، لا يعلمون أين هو و لا ماذا حدث له ! ، و لا حتى كيفية السبيل إليه !!

" كريـم رجع " قالها أحمد بهدوء و كأنه يُخبرهم بنتيجة مُباراة كرة قدم !

" كريم مين ؟ ، كريم بتاعنا ؟! ، كريم الشاذلي !! " قال مُحمد بـ عدم استيعاب ، و عينيه قد توسعت على آخرهما ..

أماء أحمد برأسه أن نعم ، و هو يضع رأسه بين كفيه ، و يُونُس و حيـاة يجلسان بينهم و لا يفهمان أي شيء ..

" مين كريم الشاذلي ده يا عمي ؟ " تساءل يُونُس و هو ينظر لـ مُحمد ، التي لم تختفِ ملامح الدهشة من على وجهه ..

" مش وقته يا يُونُس ، و يُفضّل متعرفش أصلاً " أجابته آلاء و هي تنظر لهم بـ همّ ..

" لاء لازم يعرف يا آلاء ، و أخته بالأخص لازم تعرف؛ عشان يحميها و يحافظ عليها .." خرجت ورد عن صمتها أخيراً ، و هي تنظر لـ حـياة بـ ألم و وهن ..

" و أخته مالها بيه يا خالتو ؟ ، و مين ده أصلاً !! " تحدثت حيـاة و قد بدأت تضجر من الأمر برُمته ..

" كريم الشاذلي ده طليق ورد ، كان متجوزها و هو إنسان سادي و مريض نفسي أصلاً ، و يُستحسن متعرفوش المُعاناة اللي خالتكوا عاشتها معاه ، و لما خالتك اتطلقت منه خطفها ليلة الفرح بتاعها عليا ، و خطفك معاها ، لأن أبوكِ هو اللي ساعدها تهرب و تيجي لي و نتفق و تخلعه و تتجوزني ، كنتِ ساعتها عيلة 3 سنين ، خطفك إنتِ و هي و عذب خالتك عذاب ، لولا ستر ربنا مكنتش هتبقا وسطنا دلوقتي ، و كان عايز يغتصبك قدامي و قدام أبوكِ و عمك محمد كمان ، بس أبوكِ لحقك ، و عمك أيمن كان معانا وقتها و هو اللي قبض عليه بنفسه و هو اللي ضمن لنا دخوله السجن ، المفروض إنه تقريباً اتحكم عليه بـ 15 يا بـ 20 سنة سجن مش فاكر أوي ، و اتخيلنا إنه حتى لو خرج مش هيرجع لنا و هيعقل و ربنا يهديه ، بس لما رُحنا إيطاليا أنا و خالتك جالها جوابات تهديد ، و جوابات غزل صريح بشِع و كلام قذر و *** جداً إنك تقرأيه بـ عينيكِ حتى ، و خالتك عرفت في ساعتها .. و كان لازم تعرفوا ، و أنا أصلاً كنت مستني بس نفوق من مُشكلة إسلام و حياة و هروح لـ أيمن أشوف معاه حل " تنهد أحمد حين أنهى  حديثه ، و هو يفرك جبينه و مُنحدر أنفه بـ تعب ..

«حِلْم بعِيد!»✔️⁩Where stories live. Discover now