«حِلْم بعِيد!»✔️⁩

" الحلقـة الثامِنَـة والعشـرون والأخيـرة ."

" سُبحان الله ، الحمدلله ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ..💙
أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ..💙"

____

"إسلام أنا خايفة!" قالت حيـاة بتوتر وهي تتشبث بيد زوجها بقوة بعد أن أعدتها المُمرضات للدلوف لـ غُرفة العمليات ..

" بس بس اهدي، خايفة من إيه؟، دي شكة دبوس" ربّت إسلام على كفها الذي يحتجزه بين يديه الآن، وهو يحاول طمئنتها ..

" لاء خايفة" قالت بتوتر يتصاعد داخلها، صارت تخشى تلك الغرفة كثيرًا .. فقدت طفلها وفقدت عينيها في يوم واحد في غُرفة مُماثلة وهاجس ذاك اليوم لايزال يطاردها كـالشبح!

" حبيبتي اهدي .. اهدي خالص، أنا هدخل معاكِ، أنا جاهز أهه ومتعقم، متخافيش مش هسيبك حتى جوا" قال وهو يضمها لصدره بحنان فتشبثت به ووضعت رأسها على صدره تستمد أمانها الوحيد منه ..

" تمام؟" قال بلطف وهو يربت على كفها الموضوع على صدره، لترفع وجهها أمامه وتومأ مرتين كـ دلالة على ارتياحها، ويدلف هو مُمسكًا كفها لداخل غُرفة العمليات، حتى تسطحت على الفراش ليباشر طبيب التخدير عمله ..

ظل هو مُمسكًا كفها طوال ساعتي العملية كاملتين حتى انتهى الطبيب ووضع الضمادة على عينيها ليخرجوها على سرير نقّال حتى وضعوها في غُرفة ثانية مُجهزة تمامًا ..

فرك إسلام عينيه ومُنحدر أنفه بإرهاق واضح، وهو يستل هاتفه من جيبه ليحادث ولده قائلًا:

" أيوه يا يونس، أيوه خرجت يا حبيبي الحمدلله، الدكتور قال لي كلها ساعتين وتفوق وهييجي يشيل الشاش عن عينيها وبإذن الله تشوف تاني، هات أختك وخالاتك عشان يبقوا أول ناس تشوفهم إن شاء الله .. وهات غدا معاك عشان هي مفطرتش، ماشي يا حبيبي .. مع السلامة "

وأنهى المكالمة لينهض من مكانه يدلف دورة المياه ليتوضأ ويصلي الظهر الذي فوّته ..

_ بعد مرور ساعتين وربع ..

" آآه" قالت حيـاة وهي تشعر بمفعول المُخدر يذهب عنها وبآلام بسيطة تجتاح رأسها ..

رفعت كفها ليحط على عينيها لتجدهما مُضمدتين، فقالت بصوت مُرهق:

" إسلام .. إسلام إنت فين؟"

" أنا أهه يا روحي، أنا جنبك" قال وهو يسارع بإمساك كف يدها يحتويه، ليسمعها تردف:

" عطشانة .. عطشانة أوي"

أحضر كوب الماء من جانبها ليضعه حيث شفتيها فتروي ظمأها، ومن بعدها سمعت خطوات الطبيب تدلف الغرفة وهو يقول:

" أخبارك إيه يا مدام حيـاة؟"

" حاسة بألم بسيط في رأسي"