أســود

-4-

• صبـــاح اليــوم التـــالي ..

- أهــلا تفـــضلي ..

- أتمنـــى لكـــما العمــــر المـــديـــد ..

- شكـــرا لك ..

في غضون ذلك الجو الجنائزي كانت ليان تستقبل الضيوف وتستضيفهم لتصادف مجددا تلك الفتاة الشقراء التي رأتها في الحانة ..

ابتسمت لها تلك الابتسامة الواسعة المعتادة لترحب بها .. - أهـــلا وســـهلا بـــك أيتــــها الجميــــلة ..

تشد على أسنانها في محاولة ضبط أعصابها لتجيبها .. - شـــكــرا لـــك ! .. بابتسامة مصطنعة واضحة ..

- تفضـــلي ..

- شكــــرا لـــك .. لكـــن ليـــكن بعلــــمــك أننـــي صديــــقة جيـــنيـــفر فـــلا داعـــي لاستضـــافتـــي بـهـــذا الشـــكــل .. قالت لتقترب من جينفر ولوسي وتسلم عليهما ..

استغربت ليان الأمر .. فلا أحد يعرف جينيفر أكثر منها، وهذه الأخيرة لا تخفي عنها شيء كذلك، ولم يسبق لليان أن رأت هاته الفتاة رفقتها أو حدثتها جينيفر عنها .. شردت قليلا وهي تفكر في هذا الأمر .. وبعدما استفاقت من شرودها لمحت جينيفر تحتضن الفتاة بشدة وكأنها شخص في غاية القرب منها ..

**

- هـــل وجـــدتِ شيئــــا ؟ ..

- لـــم أجـــد بعـــد .. لكــننــــي أراقـــب الحضــــور جيـــدا .. وأشـــك بأحـــدهــم ..ســـأخبرك بالتـــفاصيل لاحـــقا .. علــــى أيــــة حــــال لا تكــــرر الإتصـــال بـــي كثيــــرا .. ستــــكشف أمـــرنا بهـــاته الطريـــقة ..

- حســــنا .. إحـــذري من أن يـــنتبه لـــك أحـــد ..

- حسنـــا وداعـــا .. أغلقت الخط، رتبت ملابسها وجهاز تسجيل الصوت والكاميرا السريين اللذان وضعتهما على قميصها، لتكمل بحثها بين الحضور ..

**

• التـــاسعـــة ليــلا ..

بعدما أنهت ليان عملها غيرت ملابسها في غرفة جينيفر، أخذت قسطا صغيرا من الراحة لتعود إليهما .. وبينما هي تنزل الدرج إذ بها تصطدم بالفتاة الشقراء لتكاد توقعها، وبحركة سريعة أمسكت بيدها كي لا تقع .. بقيت تتأملها بابتسامة جانبية لتجذبها إليها ..

- هـــل أنت بخــير ؟ ..

- نعـــم .. قالت لتنزع يدها ..

- أنـــا آســــفة ..

- حســــنا .. لا مشـــكـــلة .. قالت لتتركها وتتجه نحو الرواق الأيسر ..

نزلت ليان إلى القاعة لتجد لوسي وجينيفر تجلسان رفقتا أقاربهما يتبادلون أطراف الحديث .. جلست ليان بقرب جينيفر على الأريكة لتحاوط عنقها بذراعها ..