2

531 25 0
                                    

ملاحظة : زياد ليس بطل الرواية، بل زين مالك هو البطل

----------------------

#منظور_سلسبيل

استلقيت على سريري بإرهاق ممسكة هاتفي أراسل كرم، صديقي الذي لا نقاط مشتركة بيننا غير حب أغاني الراب، ليخبرني أن أحد أصدقائه معجب بي، لكنني لم أتفاجئ من هذا بقدر ما تفاجأت من هويته " زياديا له من غريب !! فقط قبل أسابيع كان يعبر برسائله لروان عن إعجابه بها و الآن يستهدفني !! شعرت بالضيق فلا أحب مثل هذه الألاعيب، لكنني طلبت من كرم ألا يخبره بعلمي بالأمر، و بالطبع سيقول العكس لأنه صديقه قبلي، لكنني لست مستعدة لاعتراف جديد، فلا أحد من الفتيان الذي عرفتهم إلى الآن يتناسب مع صورة فارس أحلامي، كما أنني لا أستلطف مسألة المواعدة، فمن يتواعدون يرتكبون مسائل غير أخلاقية، و مبادئي تتعارض مع هذه الأمور البشعة، فأزحت هذه الأفكار من ذهني و جلست أقرأ رواية " اللورد " للكاتبة MissShakespeare1 ، لأتذكر رواية روميو و جولييت بعد قراءتي لاسم الكاتبة، لا أحب رواية روميو و جولييت، فلا يعقل أن يكون الحب مصدر ضعف، و ما فعله كلاهما كان خاطئا، فقتل النفس جريمة شنيعة، و انتحارهما باسم الحب كان أكثر ما لم أحبه في تلك الرواية .
وقفت أمام دولاب الملابس أفكر بما سأرتديه، و كالعادة ارتديت أول ما وقعت عيناي عليه، لا أحب الاعتناء بمظهري، أحب أن أكون على ما أنا عليه، دون مجهود لمحاولة إقناع الآخرين بأنني مثلهم، أنيقة، لأنني لست كذلك، أنا مختلفة و اتباع القطيع لن يغير من شخصيتي، وضعت الحجاب على شعري المظلم ليخفيه، ثم ابتسمت لنفسي في المرآة لأتجه نحو الثانوية، رن جرس الدخول للأقسام، فدخلت الفصل و اتجهت نحو مقعدي لأتفاجئ بعد لحظات بدنو نائل و جلوسه بالقرب مني، ابتسمت له بخفة ثم حاولت التركيز على الدرس، لكن نظرات نائل التي تتفحصني شتتت تركيزي، و ما أن أشارت لي الأستاذة أن أجيب على أحد الأسئلة حتى التفتت إلي روان بنظرة ماكرة، أما نائل ذاك فلم تغفل عيناه عني، تلعثمت في الكلام لينعقد لساني، كنت متوترة كاللعنة أكره تركيز أحدهم علي، حاولت الحفاظ على ثباتي قدر الإمكان لكي لا أستدير و ألكمه بقوة بينما شعرت بوجنتاي تحترقان حرجا .

#منظور_زياد

أخذت سيجارة بين أناملي، أتأملها، كيف يعقل أن تنال فتاة من ذاكرتي بهذه البساطة ؟!! و تتربع على عرشها !! أي سحر يجعل ملامحها لا تفارق ذهني ؟!! أشعلت السيجارة و وضعتها بين شفتاي أستنشق دخانها، أكره كون الكآبة قد نالت مني، و أكره كوني مجرد بائس يدخن لينسى ظلامه رغم صغر سنه، لقد تخلت حبيبتي عني من أجل آخر لا أريد حتى معرفة هويته، و لا أستطيع كبح عادتي بالتغزل بالفتيات، تلك العادة التي تختفي حين يتعلق الأمر بذات الوجه الطفولي " سلسبيل "، التي رغم قبولها طلب صداقتي على الفايسبوك إلا أنها لم ترحب بي و لم أتجرأ على مراسلتها، أريد التعرف عليها، أريد إخبارها بمدى إعجابي بها لكنني في ذات الوقت تغيب كلماتي في حضورها، سحرتني بنظرتها، و لم تعد تنظر إلى عيناي منذ ذلك اليوم، عينيها دائمتي الانخفاض نحو الأرض، أيعقل أنها تخشى التعثر ؟!! ابتسمت بسخرية لغرابة تفكيري ثم ضغطت بقوة على السيجارة التي تنطفئ شيئا فشيئا، لأرفع جسدي المرهق الكسول و أتجه نحو المقهى حيث ينتظرني بعض الرفاق .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]Where stories live. Discover now