٣

94 6 0
                                    

عدت للمنزل مرهقة بعد انتهاء عمليته الأولى، و سيظل تحت العناية المركزة، لتتم عملية زرع الكبد غدا، دخلت المنزل بخطواتي الثابتة، و اتجهت نحو غرفة الجلوس حيث والدتي تحيك الصوف، و بجانبها أختي التي تقرأ كتابا ما، حمحمت لألفت انتباههما، بالطبع لن أخفي أمر العملية

اعتدلت في جلستي ثم نظرت إلى أمي بجدية لأخبرها بما حصل، بدت فخورة بالإنسانية التي تحليت بها، لكن في الآن ذاته كانت متوترة، و لا أنكر أنني متوترة كذلك، فللمرة الأولى سأقوم بعملية جراحية

اتجهت إلى غرفتي بعد انتهاء النقاش، رغم إصرار أمي على ألا أقوم بتلك العملية إلا أن شيئا يجبرني على القيام بها، لذا أنهيت الأمر بإعلاني حتمية إجراء تلك العملية

لتدلف أختي إلى غرفتي، أختي أكبر مني بست سنوات تدعى سلينا، هي أستاذة بالمدرسة الثانوية، و عادة لا تدخل غرفتي دون إذن إلا إن كان الأمر جادا، طلبت منها عدم فتح موضوع العملية مجددا، لتقول بجدية لم أعهدها منها أننا سننتقل لمنزل آخر بعد العملية مباشرة، و أنها كانت تود إخباري إلا أنني تسرعت بإخبارهما عن العملية، لم أفهم كيف تقرر انتقالنا بينما لم أنهي تدريبي بعد، لتدرك سلينا ما يحيرني و تقول بأنني أصبحت ممرضة رسمية حيث تم بعث رسالة تهنئتي بالنجاح صباح اليوم، تسمرت مكاني فقد تحقق حلمي بالفعل، لابد أن زملائي بالعمل في مستشفى المدينة سيسعدون لأجلي كثيرا، تحمست حين فكرت في ذلك ليدمر حماسي الصوت النابع من داخلي و الذي يتذمر من فكرة انتقالنا لمدينة أخرى، أكملت سيلينا كلامها لتغادر مغلقة الباب خلفها، لقد رتبت كل الأمور بينما لا علم لي بشيء، سأعمل في مستشفى المدينة حيث تم نقل سلينا للتعليم، و هي بالفعل اشترت منزلا، ضربت الوسادة عرض الحائط، فرغم أن المنزل الحالي استأجرناه فحسب، إلا أنني قضيت فيه كل سنوات طفولتي و مراهقتي

شممت رائحة فطائر الشكولاطة، لأبتسم بخبث، إنها حيلة أمي لإرضائي بمسألة الانتقال، فكلاهما تعرفان مدى تعلقي بهذا المنزل، زفرت بحدة لأقوم من الفراش متجهة نحو المطبخ، من لا يحب فطائر الشكولاطة ؟! بالطبع لن أتنازل عنها و ما دام القدر قد اختار لي الانتقال فلم علي التذمر ؟!

______________________

يتبع ...

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]Where stories live. Discover now