9

154 11 0
                                    

* بعد سبع سنوات *

فتحت صنبور الدش، و وقفت أسفله، لا يمكن للمياه أن تغفر ما ارتكبته من آثام خلال السنوات الماضية، رغم أنني فتحت صفحة جديدة، إلا أن الصفحات القديمة يستحيل بترها، بقدر ما كان التقدم صعبا فالنسيان أصعب بكثير، لأنني سلبت الحياة من أرواح بريئة، كل ضغطة زناد، كل طعنة، كل قطرة دم، حفرت في ذهني، كالمستحثات على الصخر، لأنني ارتكبت ما لا يحق لي فعله، بل ما هو شنيع لفعله، تلوثت يداي بالدماء، و مهما غسلتها سيظل الشعور بالذنب يلازمني، لأنه موجود بداخلي، ذاك الصوت الذي يعاتبني ينبع من أعماقي، و يخبرني كم أنني شريرة، و كم أن فؤادي مظلم
سمعت طرقا على باب الحمام، لأغلق الصنبور، فأستقبل صوت شريكي في السكن

-" آنجل هل أنت بخير؟! "

-" أجل أنا بخير، كف عن إزعاجي " أجبت بغيض، فشريكي بالسكن أقل ما يقال عنه أخرق، فهو طيب حد السذاجة، و لكن ميزته أنه لا يحفر في المواضيع كثيرا، فهو لم يسأل عن أصلي أو أي شيء يتعلق بعائلتي أو ماضيي، هو يهتم بحياته دون التدخل في شؤوني، و أنا أقوم بالمثل، لهذا أحببت العيش معه دون غيره، رغم أن هذا ليس السبب الحقيقي خلف وجود فتى في ذات الشقة معي، فالسبب الفعلي هو صعوبة دفع الآجار، و رغم عملي النزيه و الجيد إلا أن ما أجنيه لا يكفي لدفع آجار شقة كاملة، فنصف المبلغ أستغله للدراسة، لذا نتشارك بدفع الآجار
من الصعب أن تحيا شريفا بعد أن تتلوث بالدماء، خاصة دماء الأبرياء، لإرضاء زعيم يريد الانتقام من الآخرين لأن القدر اختبره
حملت مجفف الشعر بين أناملي محاولة تجفيف شعري، ليقول شريكي الأخرق تشاد :" سأخرج، هل تحتاجين شيئا لأحضره لك؟ "
رفعت بصري إليه، لأجيبه ببرودي المعتاد

-" ثلاث قنينات من المشروبات المنشطة "

أومأ لي ثم خرج، لأكمل استعداداتي للذهاب إلى المدرسة .

الدفاتر القديمة [ مكتملة ]Where stories live. Discover now