الفصل السابع عشر

7.2K 169 1
                                    

اتجه محمد واحمد الى منزل السيد علي ... الذي كان بانتظارهما ....
رحب بهم ثم انخرطو بأحاديث عامة .... بعد وقت تكلم احمد بجدية
( سيد علي ... أتوقع ان زيارتي غريبة بالنسبة لك ... وهذا طبيعي ... لأكون صريحا ودون مقدمات .... اود طلب يد ابنة حضرتك للزواج .... )

نظر للاثنين باستغراب وقال بهدوء ( اهلًا بك سيد احمد ... زيارتك تعني لي الكثير ... مهما كان السبب ...فما فعلته لابنتي لا ينسى )

رد بابتسامة ( أشكرك سيد علي ... لكنك لم ترد على طلبي ) نظر الى محمد وكأنه يطلب مساعدته

تعابير وجهه غير مفسرة ... بماذا عليه الرد ... هل يوافق او يرفض  ... ام يترك الخيار لابنته .... لن يكرر الخطا مرتين .... لا زال يلوم نفسه على ما اجبرها عليه ...

تكلم اخيرا بتعبير مبهم ( سيد احمد ... انت تعلم ... هذا قرار مصيري ... لست انا من سيقرر ... بل هي )

*******
عاد الى منزله في نفس المدينة .... كان يشعر بالتوتر والقلق ....

رفع سماعة الهاتف وتحدث الى والدته
( مرحبا امي ... اسمعيني جيدا .... يوسف وماسة سيبيتان عدة ايّام عندنا ... قد أتأخر الليلة ... اخبريهم ان لا ينتظرونني ....

—تحدثت أمه من الطرف الاخر ... ضغط بإبهامه والسبابة بين عينيه وهو يوما براسه  .... تابع —
لا امي زينب بخير ... الا اني اود ان يموضو وقتا اطول معنا ... حسنا امي ... اراك لاحقا )

أنهى مكالمته ثم دخل للحمام الملحق بغرفته ... اخذ حمامًا طويلا ... عله يشعر بالاسترخاء بعد يوم مرهق ... تذكر احداث اليوم كاملا .... ابتداءا ب زينب وعشيقها .... وانتهاءا ب السيد علي وموقفه من زواجه ب ابنته ....

كلام السيد علي كان مبهم قليلا .... اغمض عينيه يتذكر كلام السيد علي وهو يقول ( سيد احمد انت لا تعرف ابنتي سوا من مدة قصير  .... حتى تقدم على خطبتها .... ما لا تعلمه ان ابنتي لديها وضع صحي خاص .... وكذلك اعذرني ... اعتقد انك تكبرها بسنوات عديدة ... أليس كذلك ؟؟)

حينها احس بارتباك لكنه ابتسم وأجابه بهدوء ( اعلم سيد علي .... انا اكبرها بما يقارب الخمسة عشر عاما .... الا اني أفضل كما قلت ... انت نترك الخيار لها .... اماعن وضعها الصحي ... انا مستعد لأفعل اَي شيء يلزم .... )

ابتسم بإعجاب وقال ( ومع ذلك لا أستطيع ان اقرر عنها )

*****

ضرب بقبضته على الحائط .... اخذ يتنفس بقوة .... ينظر الى الفراغ .... يعلم انها سترفضه ... لسبب واحد ... عنادها .... يعلم كم هي عنيدة ... تحبه نعم .... وهو متاكد ... لكنها سترفض ...... كان عليه الا يتسرع ويسمح لمشاعره بالسيطرة عليه ....
هل يخبر محمد بما حصل ... لا ... سيحتقره ... محمد اخبره ان يعتبر ديمة اخته الصغيرة ... لكنه يريد مساعدته .... ما الحل الان .... ما الحل ...

عَشقتُ طفلتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن