الفصل الثالث والعشرون -الجزء الأول

44.9K 2.1K 706
                                    


القراء الأفاضل، هستأذنكم الفصل هايكون قصير النهاردة لانشغالي طول اليوم بأعمال النظافة في المنزل ومكنش في وقت خالص أكتب الفصل لنهايته، أرجو تقبل تقصيري، وإن شاءالله أعوضكم مرة تانية..

ويا رب تكونوا جميعًا بخير


الفصل الثالث والعشرون (الجزء الأول)

لمسة مداعبة لشعرها المتناثر بفعل النسمات الباردة حانت منها لتجمع ما تمرد من خصلاته على جانب كتفها الأيسر، تبعتها بضحكة رقيقة ساحرة من شفتيها تصيب عقول الرجال بالفتنة، التفتت "فيروزة" لجانبها بتلقائية فوجدت "تميم" ما زال محدقًا بها بجمود، انزعجت من نراته المسلطة عليها، وأنهت مكالمتها لتطالعه بغلظةٍ قبل أن تسأله:

-في حاجة؟

تنحنح معتدلاً في وقفته وقد أخفى تلك الربكة التي كادت تظهر على ملامحه، انتصب بكتفيه وأنزل مرفقيه عن سقفية العربة ليجيبها بصوته الأجش وببرود وهو يدس كفيه في جيبي بنطاله:

-مستني مراتي، إنتي اللي في حاجة؟

نظرت له باستعلاءٍ، وأبعدت عينيها عنه لتسير بتعجلٍ على الرصيف لتعود إلى مدخل بيتها، لكن لفت ساقها حول الأخرى وتعثرت في مشيتها المتسرعة لتنكفئ كالخرقاء على وجهها في لمح البصر، انفلتت من جوفها صرخة متألمة وقد أدركت أنها طُرحت أرضًا، رفعت رأسها بحذرٍ وهي تستند على كفيها لتعدل جسدها، أخفضت نظراتها وتأملت الخدوش التي نالت من باطن كفيها بأنفاسٍ مضطربة، خرجت "همسة" و"خلود" ركضًا لنجدتها، تسألت توأمتها في قلقٍ:

-إنتي كويسة

نفضت "فيروزة" كفيها، وردت وهي تقاوم الألم الذي طال ركبتيها أيضًا:

-يعني..

سألتها "خلود" في اهتمامٍ:

-طب تقدري تقفي؟

أجابتها دون أن تنظر نحوها:

-أه.. مش حاجة مهمة

هتفت في مرحٍ محاولة تخفيف الأمر عليها:

-حصل خير، تلاقي بس حد حسدك

رفعت عينيها نحوها لتنظر لها باستخفافٍ، ثم علقت بتهكمٍ:

-أكيد، والصراحة هما كُتار.

لم تفهم "خلود" مقصدها، لكنها أصرت على معاونتها على الوقوف، ومدت لها ذراعها لتستند عليه، وإن كانت لم تنتبه لزوجها الذي تابع المشهد من مسافة قريبة وقد ظهر الذهول عليه .. بدا "تميم" مترددًا في الذهاب وتقديم المساعدة، حسم التخبط الدائر في عقله بعدم التحرك نحو ثلاثتهن، خاصة مع رؤيته لـ "هيثم" وهو يعود حاملاً كيسًا بلاستيكيًا في يده، وبالتالي لا يُعرضها للإحراج، نظر له الأخير متعجبًا وقد رأى في حالة من التحفز قبل أن يسأله:

الطاووس الأبيض ©️ (الجزء الأول) ✅ - كاملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن