15 |تستمر الحكاية (10)|

1.6K 267 27
                                    


(10)

الخميس 12/3/2020

غادر لوسيان بعد فترة من الوقت ليبقى ملهم مع عائلته لوحدهم، ابتسم لوالديه معتذراً وهو يقول "آسف، هو يضع بعض أشيائه في تلك الغرفة، يمكنكما رؤية المنزل."

"هل هو صديقكَ المقرب؟" سأله والده ليومئ ويرد "هو أصغر مني بسنتين، درسنا في المكان نفسه والآن هو المساعد لي، نقود نفس الطائرة وندرس في منحة الدكتوراه معاً، أنا أحترمه هو شاب جيد."

"يضع وشماً على عنقه.." قالت أمه بنظرات تشكيك ليضحك ويرد "هذا عاديٌ هنا، يملك واحداً على صدره وآخر على ذراعه، لذا لا أهتم لهذه الأمور يكفي أنه شخصٌ جيد."

"ماذا عن زملائكَ في الدكتوراه؟"

"نحن عشرة بالفصل، ولكني أتحدث مع ثلاثة بالإضافة للوسيان، شابٌ فرنسي يدعى إدوارد، وآخرٌ بريطاني اسمه ميرال، وأخيراً فتاةٌ كورية اسمها ري نا، هي الأولى علينا."

"هل قررتَ أن تتزوج؟" سألته أمه حين ذكر اسم الفتاة ليهز رأسه نفيا ويرد "لا.. أنا لا أريد ذلك أبداً أمي."

"نغم قد ماتت.." قالها والده بجدية وكأنه يحاول إقناعه بذلك، شعر بانقباضٍ قويٍ في قلبه لمجرد التفكير بالأمر، لمجرد التفكير بفكرة موتها، أومأ إيجاباً بدون قول كلمة ليتابع "عليكَ أن تمضي قدماً بحياتك، لقد رحلت.."

"لنغير الموضوع أبي، حدثني عن أخي وأختي.." أومأ والداه بحزن وبدأا يتحدثان بأمرٍ آخر استجابةً لرغبته، حل الليل سريعاً بين الجلوس مع والديه في المنزل وأخذهم لأحد المراكز التجارية بعد أن عرف أنهما لن يبقيا سوى يوم واحد، في تلك الليلة عادا للمنزل لتتجول أمه بالغرف، وتعلق ساخرةً على العطر النسائي في الغرفة لينفجر ضاحكاً ويخبره أنه عطرٌ لطيفٌ ويمنح شعوراً جيداً، كان ممتناً أن والديه احترما غرفة لوسيان ولم يفتحا الخزائن، سهر معهما لوقتٍ طويل ثم دخلا ليناما في غرفته وتوجه هو لتلك الغرفة ليرمي بجسده على السرير ويأخذ نفساً طويلاً وعميقاً..

ظل يتقلب في السرير لساعات حتى نهض أخيراً، مرر يده في شعره وهو يشتم نفسه لأنه كان مرهقاً حقاً ولكنه غير قادرٍ على النوم، وعليه أن يوصل والديه للمطار في صباح اليوم التالي.

جلس على الأرض بجانب النافذة ينظر للخارج بأعينٍ شاردة، كان يوماً فظيعاً بكل معنى الكلمة، بين مزاجه المعكر صباحاً، وزيارة والديه المفاجئة، نظرات لوسيان المشككة وهو ينظر للصورة مازالت عالقةً بذهنه، وأخيراً هو لم يفرح بهذه الزيارة التي لم تستمر سوى ليومٍ واحد، أرادهم أن يمكثوا لوقتٍ أطول..

علم أنه لن يقدر على النوم أبداً، لذا خرج من الغرفة بهدوءٍ شديدٍ حارصاً ألا يوقظ والديه، توضأ وأخذ مصحفاً من المكتبة الصغيرة الموضوعة في الصالة ودخل غرفتها مرةً أخرى ليغلق الباب جيداً.

Two stars in the galaxy | نجمتان في المجرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن