{23}- إبنة العم

26.4K 1K 75
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

أغلقت خلفها باب المنزل ومشت بتثاقل بإتجاه غرفة المعيشة لترمي جسدها بإهمال فوق أحد الأرائك
أغمضت عيناها بقوة تزفر بعمق، لا تعلم ماعليها فعله الآن هل ترمي إستقالتها في وجهه وتبحث عن عمل آخر أم تبقى أمام عينيه وتتجاهله كأن شيئا لم يكن
كلا الإحتمالين صعب عليها بأن تبتعد عنه يعني بأنها لن تراه مجددا وهذا يعذبها
أو تبقى أمامه طوال اليوم وتراه يتغازل مع شقراءه أمر سيقتلها في أرضها
"اللعنة على حياتي"،صاحت بإحباط ليأتيها صوت انثوي من خلفها أجفلها
"ولما تلعنين حياتك يا إبنة العم"،قفزت أنجليكا في مكانها بفزع لتنفجر الفتاة بالضحك عليها
وقفت متجمدة في مكانها تراقب الفتاة التي خرجت فجأة من حيث لا تدري
"ستيلا مالذي تفعلينه هنا"،تساءلت بتفاجئ لتعبس الأخرى بطفولية تقوس شفتيها للأسفل
قائلة بغضب مصطنع
"أهكذا ترحبي بإبنة عمك أيتها الجاحدة"
إرتسمت على فمها إبتسامة صادقة تفتح ذراعيها لتسرع ستيلا ناحيتها تمنحها عناق طويل
بادلتها أنجليكا العناق بقوة تبث إشتياقها لإبنت عمها التي إفتقدتها كثيراً
"إشتقت لك كثيرا يا مجنونـة "،تحدثت أنجليكا بقهقهة صغيرة لتشعر بضربة خفيفة على ظهرها
فكت العناق سريعا تضيق عيناها عليها متساءلة بشك
"كيف دخلتي للمنزل ومتى أتيت أصلا"،قلبت الأخرى عيناها بملل تقفز على الأريكة تتربع فوقها تجيبها ببطء
"لقد خرفتي سريعا يا إبنة عمي ألا تتذكرين بأن لدي المفتاح الإحتياطي"،زمت الأخرى شفتيها بسخط ثم جلست بجوارها
"إشتقت لسخافتك"،قالتها أنجليكا بضحكة خفيفة لتبتسم لها برقة
"لن أكذب فأنا أيضا إشتقت لك حتى والداي فعلا وهما غاضبان لأنك توقفتي عن زيارتنا في فلورنسا لقد إشتاقوا لكي كثيرا"،شعرت بالحنين لتذكر عمها وزوجته فقد كانوا عائلتها الثانية بعد فقدانها لوالديها حتى أنها مكثت لسنتين معهم لكن في النهاية قررت العودة لمدينتها ومنزلها وبناء حياتها الخاصة معتمدة على نفسها تماما
أومأت لها بخفة قائلة
"وأنا أيضا أشتاق لهما كثيرا لكن العمل أخذ وقتي ولم تسنح لي الفرصة للزيارة آسفة"،إعتذرت بخفوت لتتأملها ستيلا لوهلة ثم فجأة أمسكت بذقنها تحرك رأسها لتصبح مواجهة لها
"مابك أنجليكا تبدين حزينة ومهمومة جدا مالأمر"،هكذا هي ستيلا تفهمها من أول نظرة لها فهي بمثابة أختها ومقربة منها كثيرا ولا تستطيع إخفاء أي شيئ عنها
"لاشيئ العمل يرهقني ليس إلا"،تهربت من الإجابة لكن إبنة عمها لن تتركها في حالها حتى ترمي كل مالديها
رفعت ستيلا حاجبها محذرة إياها
"أنجليكا روسو أنصحك بفتح فمك الصغير هذا وإخباري مايحدث معك و بالتفصيل الممل أيضا هيا"،زفرت الأخرى وبدأت بسرد ماحدث معها في اليونان فستيلا تعلم مشاعرها ناحية سيباستيان
وكما توقعت ماإن أنهت كلامها حتى قفزت الأخرى من مكانها تمشي ذهابا و إيابا تلعن وتشتم بأعلى صوت لديها حتى إحمر وجهها
"السافل الحقير عديم الضمير المغفل ذو وجه القرد، نسيتك ويقولها بجرأة أيضا، آه لو يقع بين يداي لأحول وجهه الوسيم لخريطة العالم أقسم بذلك"،راقبت أنجليكا ثورة غضبها العاصف بهدوء وصبر حتى تعبت من الشتم والصراخ وجلست بجانبها مرة أخرى
"والآن أنا محتارة بخطوتي الثانية "،قالتها بتشوش لتنظر لها سريعا تجيبها بغضب
"بالطبع سترمين إستقالتك في وجهه ولا تفكري بأن تعودي للعمل معه، وجه القرد ماذا يظن نفسه بحق السماء "،مسحت وجهها بتعب تنظر بتخبط وفراغ
لعنت ستيلا تحت أنفاسها تمسك كفيها تشد عليهم برفق قائلة بهدوء هذه المرة
"إسمعيني جيدا أنجليكا، نحن لا نتحكم في قلبنا ونوجهه من يحب ومن يكره لكننا نستطيع التحكم في مشاعرنا وليس العكس أريدك ان تضعي حدا لهذا الأمر، سيباستيان لا يستحقك أعلم بأنك مغرمة به والإبتعاد عنه ليس بخيار متاح أمامك لكن في بعض الأحيان يتوجب علينا الدعس على قلوبنا والمضي قدما، أنتِ تمتلكين كرامة وأطلب منك أن لاترميها خلفك وتتبعي قلبك، الأمر لا يتعلق بتلك الشقراء أنجليكا لو كنت مهمة بالنسبة له لم يكن لينسى وجودك معه، بحق الله لقد غادر وتركك في بلد غريب لا تمتلكين أموالا كيف ستنظرين لوجهه بعد ماحدث، أعلم بأنك إنسانة عاطفية وتتبعين قلبك دائما لكن ليس هذه المرة أرجوكِ ضعي حدا لمشاعرك القوية ناحيته، أطلب منك إتباع عقلك هذه المرة ماذا يقول لك في هذه اللحظة يا إبنة العم"،كانت أنجليكا تبكي بصمت وكلام ستيلا يصفعها بقوة ويفتح عينيها على الحقيقة المرة التي تجاهلتها طويلة
ستيلا أبدا لم تكن إنسانة مجاملة وترمي الحقيقة في وجه أي شخص حتى لو كانت جارحة فهي إنسانة واقعية
"يقول لي إبتعدي عنه فورا وإرميه من قلبك وإستمري في حياتك كأنه لم يكن قط"،أجابت بصوت باكي لتحضنها ستيلا سريعا بقوة تهمس بإعتذار
"آسفة أنا آسفة عزيزتي لكنني لن أسمح لك بتحطيم نفسك وتخريب حياتك، أنت لاتزالين في ريعان شبابك والحياة طويلة أمامك متأكدة أنك ستجدين رجلا بمعنى الكلمة يحبك ويعتني بك ويحميك من نفسه أولا وبالطبع لا يجرحك "،شدت على العناق تجهش بالبكاء ترمي آلامها وأحزانها خارجا علها ترتاح قليلاً.
.
.
.
"وأخيرا إستطعت رؤيتك بعيدا عن الرجل الغاضب"،تحدث سيباستيان براحة بعد خروج إيفان الذي ظل يرمقه بنظراته الغاضبة كل لحظة

{عشق من نار - Amore Per il Fuoco} Where stories live. Discover now