اتجهت الى المنزل مباشرة و انا لا ادري ما الذي ينتظرني و الى اين سأتجه .. لم اكن اريد ان آخد معي شيء كنت اريد الذهاب فقط أين متى !! صدقني لم يكن يهمني ... كنت اريد الانصراف و الهروب من نفسي اولا من التفكير من العالم الخارجي ...كنت احتاج الى الهروب من نفسي الى نفسي لم اكن مستعدة لشيء سوى الهروب إلى خلوة تشفني و تعيدني الى نفسي ... كان هذا الغريب اكبر مخاوفي مجازفة لا اريد خوضها لا اريد أملا يمزقني و ينتر رماد جسدي المنهك من خيبة أمل أو بالاحرى خيبات امل جديدة ...
كان اول شيء قمت به تكسير شريحة الهاتف ... اخدت حقيبة ظهري و بطاقتي البنكية سماعات و نظارة شمسية ... ذهبت متجهة الى محطة القطار ... عند وصولي كان أمامي شاشة كبيرة عليها عناوين الرحلات و مواقيتها ... اصابتني حيرة كبيرة و كأنني أقتني حذاء أو ساعة يد ... لم استطع ان أفكر في الخطوة الموالية أردت فقط ان لا يكون تخطيط للامر ... فكلما خططت لشيء وجدته ينهار امامي كمكعب سكر في قهوة ساخنة ... ذهبت الى الكشك الالكتروني لأقتني تذكرتي ،لا أتحمل الانتظار في الطابور المزدحم بوجوه تنظر الي كانني كائن فضائي ... كانت الآلة أرحم و ستظل كذلك كنت منهكة لا أريد أن أقول كلمة واحدة ... أقتنيت التذكرة و أخدت لغة الاشارة صديقتي و رفيقتي ... ذهبت إلى المرحاض مباشرة لأغسل وجهي و أربط شعري كذيل حصان ... صعدت القطار متجهة إلى مكاني المعزول ... انطلقت الرحلة .. تركت كل شيء ورائي .. تركت نفسي المرحة و ذهبت بنفسي المنكسرة الوحيدة ... كان من الضروري أن آخدها في رحلة فقط انا و هي لا غير ...
