565

95 24 8
                                    



- ليكن ما تريد، ليكن ما تريد.

قال أركادى لنفسه : ((أذعن)). وأردف يلحّ قائلاً :

- اتبع نصيحتي يا فاسيا. تذكر ما قلته لك. غداً أنقذك، غداً أقرر مصيرك .. ولكن فيما الكلام على المصير؟ لقد بلغت من تخويفي يا فاسيا أنني أخذت أستخدم تعابيرك. أي مصير هذا الذي نتكلم عليه؟ ما الأمر إلا ترهات يسيرة ! أنت لا تريد أن تخسر عطف جوليان ماستاكوفيتش، أليس كذلك؟ طيب .. لن تخسر عطفه .. سوف ترى .. أنا ..

كان يمكن أن يتكلم أركادى طويلاً أيضاً، ولكن فاسيا قاطعه، إنه ينهض عن مكانه، ويعانق أركادى، ويقبله. ثم يقول بصوت واهن ضعيف :

- كفى .. كفى .. لا تتكلمنّ بعد الآن في هذه الأشياء !

ثم دار إلى جهة الحائط من جديد.

قال أركادى لنفسه : ((يا رب ! يا رب ! ماذا به يا رب ! إنه خارج عن طوره تماماً. ماذا قرر أن يفعل؟ لسوف يضيع نفسه !)).


ونظر أركادى إلى صديقه في حسرة وأسى، ثم قال لنفسه : (( لعل الأمور أن تنحل إذا هو مرض. إذا مرض فقد تزول همومه. ويكون في وسعنا أن ندبر المسألة بعد ذلك على الوجه المناسب. ولكنني أهذر .. آه .. يا رب؟ ))

وفي تلك الأثناء كان يبدو على فاسيا أنه ينام. فاغتبط أركادى من ذلك. قال لنفسه : (( هذه علامة طيبة)). وقرر أن يسهر عليه طول الليل. كان نوم فاسيا مضطرباً. فهو في كل لحظة ينتفض، ويلتفت إلى الجهة الأخرى، ويفتح عينيه. وغلبه التعب آخر الأمر، فبدا في نحو


BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now