Page 1.

735 109 29
                                    


قبل البداية أودُ التنويه بأن مايحملهُ هذا الكتاب ليس حقاً رواية، ولا قصة قصيرة، ولا عملاً مَبذولاً جهداً في سبيله ولا شيء،
مُجرد فوضى لا يُهتَم لإكمالها او تحديثها.
وشكرًا ♡






-


مُذكرتي,

أهلاً بكِ على مَكتبي الصغير،
كُنت أُنظف رُكناً قديماً في غُرفتي و وجدتُكِ هناك. و رُغم أنها لَيست أول مرةٍ أراكِ بها لكن أحسستُ كما لو كانت كذلك.

جَذبتِني مُجدداً بطابِعك المُميز و الباعث على الهدوء. لم أكتب بكِ شيئاً بعدما إشتريتك قبل سنين.. ثلاثٌ أو أربع ؟
لكنكِ ظهرتي فجأةً الآن، و يبدو لي أنكِ إخترتي الوقت المُناسب جداً لتُذكريني بوجودك.

سبب ذهابي لترتيب ذاك الرُكن الذي يغطيه الغُبار بالمقام الأول هو محاولةٌ لصَرف إنتباهي عن كثيرٍ من الأفكار و الأمور السيئة، لذا قد أستفيدُ حقاً من وُجود مكانٍ أسكُب رأسي فيه و أحاولُ ترتيبه و تَجميعهُ أو حتى إفراغهُ فقط !

فهُنالك الكثيرُ مما لا أتكلمُ عنه مع الناس من افكار، تجارُب، ذكريات، مواقف او حتى مشاعِر.
لذا رغبتي البشرية التي تتضور جوعاً للتعبير عن الذات تُجبرني على الحديث بكل إنفعالٍ جَسدي و نفسّي مع الحائط عن تلك الأمور ..
الآن يُمكنني حكايتُها لكِ.

فلَستِ مَن ستنزعِج مني أو تضجرُ من حَديثي ، ولَستِ مَن قد أشعُر أني عِبءٌ عليها أو أنها مُجبرةٌ على الإستماع حتى لا تَجرَحني.

إنكِ مِثالية، وَرقُكِ ناعم المَلمس للغاية..
أعتذرُ منذُ الآن على كل البشاعةِ التي سأُلطخهُ بها.
فمَظهُرك يوحي بأنكِ صُنعتي لتَحملي بين أسطُركِ الشِعر، الغَزل، كلماتَ الأغاني أو حتى كتاباً خاصاً لتَخليد ذكرياتِ صديقين حَميمَين..

لكن آسف، لن أستعمِلكِ لأيٍ من هذا.

ستَحملينَ حُطامي الراكِد،
ستَحملينَ تساؤلاتي التائهَه،
ستَحملين أفكاري المُشوشةَ و يَومياتي المُملة.

لعليَّ أتحسنُ يوماً فأعود أنظُر إليكِ..
أرى أين كُنت و أين غدَوت،
أُدرك كم كُنت قوياً و كيف تَمكنُت من تحقيق
ما بدى لي مُستحيلاً؛ فأُلهَمُ من ذاتي أو أُلهِم غَيري..
و أُجرب ما يُدعى 'الإفتخارُ بالنَفس' .

ستَكونين الشيء الوَحيد في العالم الذي يَرى و يعرفُ هيونينقكاي الحَقيقي.

إلى ذلك الكِتابة ستُحسن لي خَط يدي، تلكَ فائدةٌ أُخرى تجعل رِفقتكِ أفضل من العِراك و التلويحِ للحائط.

كما أنكِ ستتذكرينَ كُل ما قد يسهو عنهُ عقلي المُزدحم فأنساهُ و يصيرُ غيرّ مَنسيٍ بين ثناياك.

مِما يُذكرني؛ أعتقدُ أن لكُل مُذكرةٍ حَق مَعرفة صاحِبها، الستُ مُحقاً مُذكرتي ؟

هِيونِينق كمّال كاي،
مُراهقٌ أنجَز سَبعة عشر صَيفاً من التنفُس،
و في سَنتهِ الثانية من المرحلةِ الثانوية.

فقط..
أو فقط هذا ما خطر لي كِتابتُه الآن.

ستكونين صديقتي المُميزةَ التي ستبقى تُصغي إلي و تتحَملُني مهما هِجتُ و إنهرتُ أو تَقلب مِزاجي أو إبتعدتُ عنها.

كُوني مُخلصةً لي يا بئر أسراري، إياكِ و إطلاع باقي الكُتب و الدفاتر على ما أُطلِعُك به !
هُم يَشعرون بالغيرة منكِ الآن على الأرجح.

منذُ اليومِ و صاعِداً؛
أنتِ مُذكرتي العزيزة.

- ٤ من يوليو، ٥:٢٨ مساءً.







_______________

اول حاجة غير مترجمة انشرها ☻
و حرفياً مدري وش جالسة اسوي بس توكلنا.

إدمانُ المُتشفَيات | هيُونينِقكايWhere stories live. Discover now