سيدي ارجوك فقط القليل، أنا جائع للغايه سيدي ارجوك."
بينما ناتسوسا يمارس عمله، سمع صوت طفلٍ خمّن بأنه لازال في سنينه الاولى من حياته، ليوجه نظره محل الصوت ليشبع فضوله فحسب،
فيجد صاحب الدكان يسحب الصغير بعنف من ياقه قميصه الهترىء، و يرميه خارجًا حتى سقط على ذراعه و تآوه عاليًا ببكاء
"أخبرتك أن تتوقف عن القدوم لهنا هل أنت لعنه تلاحقني!! أنت تقزز الزبائن لذا إياك و أن أراك مجدداً!."
"إ-إن إستحممت بالبركه هل ستسمح لي؟"
سأل ببراءه تضاهي عمره ليضغط ناتسوسا على شفتيه مُتحسرًا، فيقابله الآخر بنظره تقزز و قد دخل لمحله لثوانٍ قبل أن يعود و بيده عصًا رفيعه،
ما إن لمحها الصغير حتى إنتفض بخوف يحارب ألم ذراعه و يستقيم مُبتعدًا بخطواتٍ مُتعثِره، فـ يلحقه ناتسوسا سريعًا بعد أن ألقى نظره غاضبه لظهر 'الوحش' كما دعاه
"أنتظر، انتظر ايها الصغير!"
إستشعر ناتسوسا توتره في مباعده خطواته و تقاربها ليسقط أرضًا و يإن لألمه
و بما أنه سقوطه الثاني لهذا اليوم بجسدٍ هزيل مليء بالكدمات و الجروح و ضعيف الصحه، غير أن هذا كله بفتى لم يبلغ السادسه من عمره .. إستغرق وقتًا حتى يستقيم و قد بدأ بالبكاء بالفعل، فـ شعور الألم يفوق تحمله كطفل صغير،
وصل ناتسوسا إليه لتُوسع عيناه برعب و يحاول الزحف بجسده للخلف و قد كان منظره يفطر قلب ناتسوسا قِطعا، بينما يردد بإستمرار و بصوت باكي أسى ناتسوسا لصدوره من صغير غيره يدور بالارجاء و يقهقه فرحا..
"انا اسف انا اسف، اعدك انني لن اذهب هناك مجددا فقط أرجوك لا تضربني ، سـ-سأكون طفلا مطيعا .. لـ-لن اتواقح و اطلب من المحلات مجدداً فـ-فقط ارجوك توقف عن التقدم!!"
صرخ بإنهيار لقرب ناتسوسا الشديد منه و عجزه عن الإبتعاد أكثر من ذلك، فينحني الأكبر ليجلس أمامه و تلقائيًا قد أغمض الصغير عينيه و حمى وجهه بكلتا يديه متوقعًا الحصول على الضرب الذي إعتاده كـ حدث روتيني..
حاوطه بذراعيه بقوه و قد سمح لدموعه بالسيلان أخيراً، كلمات هوشي ترن بإذنه في أنه كان الطفل المدلل لوالده ،، صحيح أنه الآن لا يقل سوءًا عن بقيتهم لكن حال ما بدأ بالتفكير في حال هذا الطفل، ألم يستحق العيش بمنزل و الحصول على حب والديه بدل الحصول على الضرب اليومي و الإذلال؟
"هـ-هل انت بخير؟ هل احزنتك بشيء؟ أ-أنا آسف إن كنت أحزنتك يمكنك ضربي إذا كان ذلك سيوقف دموعك ، قلبي يؤلمني توقف عن البكاء بسببي ارجوك."
تمتم بإرتجاف شفتيه يخطط لبدء بكائه هو من جديد، فـ يبتعد ناتسوسا قليلاً ماسحًا دموعه بخشونه و هو يتمسك بكتفي الصغير بإحكام
