الفصل الثالث

865 58 2
                                    

-"أنا معجب بكِ وأريد أن أرتبط بكِ بشكل رسمي".

ظلت تلك الكلمات التي ألقاها ذلك الرجل "مؤمن" على مسامعها في يوم الحفلة تتردد في أذنيها ... تمتمت بحيرة وهي تعبث في هاتفها حتى تقضي على الملل الذي تشعر به:

-"ومن تكون أيها الغريب؟ هل أنت عدو يريد إيذائي أم صديق يريد وصالي؟ لا أفهم لماذا كنت تلاحقني باستمرار أينما ذهبت وكأنك تخشى أن تفقدني ثم اختفيت فجأة وكأنك مللت صحبتي؟!"

أسئلة كثيرة ترددت في ذهنها طوال الأسبوع الماضي بعدما ذهبت إلى الحفلة ورأت مؤمن الذي صارحها بحبه الشديد لها وأخبرها أنه يعرفها منذ زمن بعيد.

على الرغم من ابتعادها عنه في ذلك اليوم إلا أنها أصبحت تراه في كل مكان تذهب إليه ، النادي ، والمولات التجارية بل ووصل به الأمر إلى ملاحقتها في مدينة الملاهي.

قطع خلوتها صوت طرقات على الباب فاعتدلت في جلستها وقالت:

-"ادخل".

دلف الساعي ووضع فنجان القهوة على المكتب لتشكره "مي" بلطف وهي تبتسم:

-"سلمت يداك يا عم رشيد".

أمسكت الفنجان وارتشفت القليل منه ثم استكملت:

-"لا يمكن لأي أحد أن يقاوم رائحة قهوتك الرائعة".

نظر لها رشيد هذا العجوز ذو الوجه البشوش وبادلها ابتسامتها:

-"صحة وعافية".

غادر رشيد وترك مي ترتشف قهوتها وهي تفكر في أمر مؤمن الذي اختفى فجأة منذ يومين ولم يعد يظهر في كل مكان تذهب إليه كما كان يفعل في الأيام الماضية.

أعلن هاتفها عن وصول رسالة ففتحتها وكانت الصدمة عندما رأت صورة تقرير الطبيب الشرعي الذي يؤكد أن أيمن مات مقتولا.

اتسعت عينيها بخوف وابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تفتح الرسالة الأخرى التي وردتها من الرقم نفسه.

(سأرسل لكِ عنوان المكان الذي سوف نتقابل به في رسالة أخرى ستصلك خلال ثلاث ساعات ... من الأفضل أن تأتي إلى العنوان حتى لا ينكشف سرك ويظل محفوظا)

أمسكت قارورة المياه وارتشفت ما بداخلها وأحاطت وجهها بكفيها ... تعالت أصوات أنفاسها وانحدرت دموعها وهي تتساءل:

-"من يكون هذا المبتز وماذا يريد منِّي؟"

أنهت عملها وذهبت إلى العنوان الذي أرسله لها ذلك المبتز وانتظرت ساعة كاملة قبل أن يجلس أمامها رجل يبدو من هيئته أنه في منتصف الثلاثينيات من عمره ولكنه يبدو مريبا جدا رغم أن ملامح وجهه ليست سيئة ولكنه نظرة الشر في عينيه تجعلك تجزم بأن هذا الشخص من المغضوب عليهم.

-"أظنك تعلمين جيدا ماذا سيحدث لكِ إذا وصلت هذه الأوراق إلى النيابة".

قالها بتهكم واستهزاء لتبتلع مي ريقها بصعوبة هامسة بخوف:

ريكاتوWhere stories live. Discover now