الفصل الخامس

1.2K 74 15
                                    

أسدل الليل ستاره ولم تعد مي إلى منزلها وهذا ما أثار قلق والدتها التي خشيت أن يكون مكروها أصاب ابنتها الحبيبة.

زفرت "إيمان" بيأس وهي تتطلع إلى والدتها التي نهش القلق قلبها وقالت:

-"الوضع كما هو ... لا تجيب على هاتفها".

مر بعض الوقت قبل أن تعود مي إلى منزلها لتستقبلها والدتها بلهفة:

-"لماذا تأخرتِ؟ ولمَ لا تجيبين على هاتفك؟"

أجابتها مي وجبينها يتصبب عرقا:

-"كان يوجد أمامي الكثير من العمل ولم أنتبه للهاتف  لأنني قمت بضبطه ليصبح في وضع صامت".

وها هي تكذب على والدتها للمرة الثانية ولكنها مضطرة لذلك لأن تلك المشكلة ستؤثر بالسلب على وضع والدتها الصحي.

تدخلت إيمان في الحديث حتى تلطف الأجواء وخاصة بعدما رأت ملامح والدتها المتجهمة:

-"حسنا أمي ... لا يوجد داعي للغضب الآن ... المهم أنها عادت لنا بخير ولم يصبها أي مكروه".

جلست إيمان برفقتهما وتحدثت معهما في أمور شتى ثم غادرت وعادت إلى منزل زوجها.

-"اذهبي إلى الحمام واغسلي وجهك وأنا سأنهض وأجهز لكِ العشاء لأنكِ لم تأكلي أي شيء منذ الصباح".

نهضت والدة مي لتجهز العشاء وتركتها شاردة فيما حدث معها طوال اليوم ... لم يكن الأمر سهل كما كانت تعتقد فقد أجرى معها التحقيق أحد الضباط وسألها الكثير من الأسئلة لأنهم كانوا يريدون التأكد من كل كلمة تقولها.

-"وكيف علمتِ أن هذا الرجل هو أحد عملاء الموساد؟"

سألها الضابط بملامح جادة لتجيبه بتوتر:

-"شعرت بذلك عندما رأيته وتأكدت من الأمر عندما طلب منِّي بعض المعلومات التي تتعلق بنشاطات الهيئة غير المعلنة وتلك المعلومات لا تهم سوى أعداء الوطن وعلى رأسهم الإسرائيليون ، وأخبرني أنه سيفضح أمري إذا لم أعطه تلك المعلومات".

سألها الضابط باهتمام وحزم:

-"فضيحة ماذا؟! بماذا يبتزك الإسرائيليون؟"

حاولت مي المراوغة والتهرب من الإجابة بل ووصل بها الأمر أن تعدل عن الحديث حتى يعفيها من الجواب ولكنها أيقنت أنه لا يوجد مخرج أمامها من هذا المأزق بعدما أعاد سؤاله مرة أخرى بتصميم أكبر وهو يكاد يصرخ في وجهها:

-"أخبريني ... ما الذي يمسكه عليكِ الموساد حتى تخافين منهم إلى تلك الدرجة؟"

استسلمت "مي" في النهاية وبدأت تسرد على مسامعه ما حدث لها قبل سنوات وكيف قتلت زوجها وتخلصت منه بعدما أرادها أن ترتكب الرذيلة وحاول إجبارها على قضاء ليلة حمراء برفقة شريكه ... لم تستطع أن تكمل الحديث عما أصابها في تلك الليلة المشؤومة فهبت واقفة وأنفاسها تكاد تخنقها ووقفت بجوار النافذة وتركت نسمات الهواء العليل تداعب وجهها وبعد انتهاء التحقيق الذي استمر لعدة ساعات أخبرها الضابط بالخطة وبما عليها فعله وكيف ستتعامل مع رجال الموساد.

ريكاتوWhere stories live. Discover now