الفصل الرابع

724 58 1
                                    

استيقظت "مي" من نومها على صوت أذان الفجر فنهضت من الفراش وتوضأت وافترشت سجادة الصلاة ودعت الله أثناء سجودها وهي تبكي أن يفرج كربها ويخرجها قريبا من السجن.

انتهت من الصلاة وأمسكت المصحف تقرأ به بعض آيات الذكر الحكيم كما اعتادت أن تفعل في الآونة الأخيرة ... أنهت التلاوة وقبلت المصحف ووضعته جانبا وهي تذرف الدموع.

ابتسمت من بين دموعها وهي تتأمل المحبس الذهبي الذي ترتديه في بنصر يدها اليمنى وعادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم عندما تركت مؤمن وغادرت النادي وهي غاضبة لتتفاجأ في المساء بوالدتها تدخل غرفتها وهي تخبرها أن تجهز نفسها وترتدي أفضل ثيابها وخرجت بسرعة من الغرفة قبل أن تسألها مي عن سبب طلبها المفاجئ.

استغربت "مي" كثيرا من طلب والدتها ولكنها نفذته وارتدت فستانا جميلا لونه بنفسجي ووضعت على رأسها حجابا باللون الكشميري مما أعطاها مظهرا رائعا وجذابا.

خرجت إلى الصالة لتتفاجئ بوجود "سعاد" صديقة والدتها المقربة وازدادت دهشتها عندما رأت مؤمن يجلس بجوارها ... تطلعت إليه "مي" بعينين جاحظتين قائلة بصدمة:

-"ماذا تفعل هنا؟"

صمت مؤمن وأجابت سعاد بدلا منه وهي تبتسم:

-"جئنا نطلب يدك يا عروس".

مهلا لحظة!! هل مؤمن هو ابن سعاد؟! كيف لم تعلم بهذا الأمر من قبل؟! والسؤال الأهم لماذا تظاهرت والدتها في يوم الحفلة بأنها لا تعرفه؟!

لم تمر سوى ثوان بسيطة استوعبت فيهم مي كل ما حدث وأصبح كل شيء واضح أمامها فقد كانت هذه خطة من والدتها حتى تلتقي بمؤمن وتتعرف عليه ويبدو أن شقيقتها متواطئة معها في خطتها وأنها هي من كانت تعطي مؤمن عناوين الأماكن التي كانت تذهب إليها وهذا يفسر ملاحقة مؤمن المستمرة لها ووجوده في كل مكان تذهب إليه.

جلست "مي" بجوار والدتها وهي تفرك أصابع يدها باضطراب ورحبت بوالدة مؤمن.

لا تعلم كيف نطقت بالموافقة عندما سألتها سعاد مرة أخرى ... أليست هي من تعهدت بأن تقضي بقية حياتها وحيدة وبلا زواج حتى لا تمر بتجربة فاشلة مرة أخرى؟!

أما بالنسبة لمؤمن فقد كان يشعر بسعادة كبيرة بعدما أعلنت مي موافقتها على الزواج.

ذهبوا في اليوم التالي إلى الصاغة وانتقت مي الشبكة وسط فرحة عارمة من جميع أفراد العائلتين ... تمت مراسم الخطبة بعد يومين وحضر أصدقاء مي ومؤمن وباركوا لهما.

-"لا أصدق أنني رأيتك عروس وفي عصمة رجل يصونك ويحميكِ ويكون سند لكِ".

قالتها والدة مي بسعادة وهي تزيل الدموع العالقة بأهدابها والتي هطلت بسبب فرحتها بخطبة ابنتها.

ابتسم مؤمن بودٍ وهو يقول:

-"لا تقلقي أمي ... لن يصيب مي أي مكروه طالما أنا موجود بجانبها".

ريكاتوWhere stories live. Discover now