١١

1.5K 117 140
                                    


‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗

ليتو،

كنتُ ألصق الصور على الدفتر، واشرب من عصيري من حينٍ إلى آخر، وهو يشاركني الجلوس أمام الطاولة الكبيرة، ولكن منشغل في حاسوبه وأموره الجادة عكسي، يشرب من مشروبه الكحولي المفضل. 

قلت: "ألم تقل أنك ستغادر؟"

رد دون أن يرفع عينيه عن الشاشة: "بلى، تريدين مرافقتي؟"

"لا أبداً، تعبتُ من ملاحقتك في كل مكان."

كنتُ أمزح، لكنه حسبني جادة لذا اتسعت ابتسامته قائلاً: "وأخيراً!"

نظرتُ إليه بأعين مشدودة. "لا تفرح كنتُ أمزح، أنا سأخرج معك في المساء."

رد بلا اهتمام: "اعلم أنكِ تمزحين يا علبة الصمغ."

"أنا علبة سكّر لا صمغ، وكما تعلم السكر حينما يذوب يصبح كراميل، والكراميل لذيذ ويلتصق." كنتُ أثرثر، ريثما اصب الغراء على ظهر إحدى الصور.

امسكتُ قلم حبرٍ ودوّنت التأريخ والموقع في نهاية الصفحة، بينما كتبتُ في العنوان: في باريس مع الرجل اللطيف جداً.

والصفحة المُحاذية للصور كانت فارغة، استغرقتُ أقل من دقيقة في التفكير، بماذا املأ هذه الصفحة؟ أية كلمات اكتبها؟

ثم شرعتُ في كتابة الكلمات التالية:

ليتو على بُعد شهرٍ وأسبوعين من بلوغ الثامنة عشر. واشعر بأن هديتي قد جاءت مُبكرة هذا العام، ولن انكر أبداً أنها أفضل هدية حصلتُ عليها في السنوات الاخيرة.

إذا كان هناك ما اريد اخبار ليتو المستقبلية به، فهو أنني سعيدة الآن، ربما لن يكون المستقبل لطيفاً ولن يحمل لي السعادة، لكن على الأقل..أنا تذوقت بعضاً منها في الوقت الراهن.

بفضله، أو ربما بفضلي أنا، فأنا التي جعلت من الأشياء البسيطة التي فعلها من أجلي تبدو عظيمة، وأنا التي سعيتُ وراء اخذي إلى باريس معه، وأنا التي ملأت قلبي بالحب والإعجاب بشكل سريع وساذج.

قطع حبل أفكاري صوته الذي يقول: "هل يمكنك إطعام ويسكي؟ عليّ المغادرة الآن."

أومأتُ أحدق به وهو يقف ليغادر، تمتمت: "لا تقلق بشأن هرّتك السمينة، سأجعلها أسمن."

دفع يده نحو رأسي ليربت على شعري قائلاً بمزاح: "هذه ابنتي المطيعة!"

صحتُ بغيظٍ بينما أرى ظهره يبتعد: "لستُ ابنتك يا هذا!"

للمغفرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن