٢٢

830 50 85
                                    


‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗‗

ليتو،

مضى أسبوعٌ منذ أن رأيتُ ميلان آخر مرة، لم تسِر الأمور بيننا كما كان يتمنى، فقد جعلته يعدني أن ينسى علاقتنا ويتوقف عن زيارتي في مكان عملي.

ما لم أتوقعه بتاتاً أنه رجلٌ رهيف، فبعد أن عاشرني جعلني أغرق في النوم بين ذراعيه، وعند الصباح أعد إفطارًا لم أتناوله، وأحضر لي ورداً لم آخذه.

أعترف أنني على خطأ معه، جعلته يشعر بأنه غير مرغوب به كما أشعر أنا، وهو شعور قاتل. لم تكن نيّتي استغلاله، اقترب مني في الوقت الخطأ وقد كان يدرك الأمر.

لا يمكن لقلبي المجروح منح الحُب.

لم أخبره بالأمر، عندما نمت على صدره وعيوني تدمع، كانت ذاكرتي مع زين تطاردني، حبي له يعتصر قلبي. كذبت عندما سأل عن سبب بكائي.

لم أبِت خارجاً بعدها، قدماي لم تدس طريقاً سوى نحو المدرسة صباحاً، وعملي ظهراً. كان القلق المفرط بادياً على أمي، فهي ترى بؤسي وكآبتي بشكل واضح، ولم تحاول سؤالي عن سبب عدم عودتي تلك الليلة.

أعددتُ عشاء خفيفاً بعد عودتي من العمل، تناولناه معاً ثم ذهبت للنوم بسبب التعب. جلستُ عند الأريكة وقررت الدراسة لأول مرة منذ فترة طويلة، اختبارات نهاية العام اقتربت، ولم يتبق الكثير على التخرج.

عندما حلّ منتصف الليل تغلب عليّ التعب، لم أقدر على النهوض، فتمددت على الأريكة وقررت المبيت عليها رغم صغرها.

لكن ما أن ارتاحت عيناي قليلاً وغفيت، سمعت صوت طرق خفيف على الباب، نويت تجاهله في بادئ الأمر لكنه تكرر مرتين.

وقفت بتعب وسرت نحو الباب بترنح، همستُ قبل أن أفتح: "من هذا؟"

جاء الرد من صوت أعرفه: "ميلان!"

فتحت فوراً، ناظرته بتعجبٍ وذهول "ماذا تريد في هذا الوقت؟"

"لنتحدث، أرجوك." حافظ على نبرة صوته منخفضة.

فركت شعري بينما أحملق به للحظات، ثم اومأت بقلة حيلة، تركت الباب وعدت لآخذ سترة البسها، التقطتُ مفتاح الشقة ثم خرجت.

"أين تريد أن نتحدث؟" سألتُه.

أمسك يدي ورافقني نحو المصعد، أردت سحبها منه لكنه كان يشد عليها. وجهه بدا جميلاً لكن تعيساً، وشعره غير مهذب عكس العادة، يلبس قميصاً رمادياً يليق بلون بشرته الفاتنة.

للمغفرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن