third breath

12.8K 794 395
                                    

ماذا عن تلك السجون الأخرى ، السجون التي في داخلنا والتي نحملها معنا أينما ذهبنا؟.

***


تنظر لانعكاسها في المرآة بتعب شديد، لا وجود لهالات أرق سوداء فهي تنام كل ليلة، لكنها تستيقظ تسع مرات كذلك

بملل شديد تغسل وجهها، بدأت تندم لقبولها طلب دان بالفعل، الساعة بجانب السرير تشير إلى الرابعة، ساعتان كاملتان قبل موعد طيارتها، هذا غير كاف

تأفأفت بملل و أجبرت نفسها على أخذ ذاك الحمام، حركاتها بطيئة للغاية، مجرد تمشيط شعرها يستغرق عشر دقائق كاملة!

ما يقارب ساعة قد مرت قبل خروجها، تقف أمام مرآة أخرى، شعرها الذي يقطر على الأرض لم يلفت انتباهها، لكن الكدمة الجديدة على رقبتها فعلت

حتى مع الوشوم تستطيع رؤية تلك البقع الداكنة على ذراعيها و صدرها، و الآن بدأت تتسلق لوجهها، كم هذا مزعج!

أخذت خاف للعيوب من بين أدوات الزينة لتخفي تلك الكدمة على رقبتها، حركات متماطلة بشكل خاص، و كأنها لا تمتلك أي ذرة طاقة في جسدها

إن التعب محفور بعمق في روحها.

لم تبذل جهدا خاصا بشأن المظهر، لذا فالوقت التي تستغرقه فقط لكي تقنع نفسها بعدم العودة للفراش

دخلت المطبخ بخطوات متثاقلة، إن هذا هو أسوء جزء من يومها، أخذت حبتين من علبة كانت على الطاولة دفعة واحدة، تتناولها رغم أنها لا تفيد في شيء

لم تعد تحاول تزيين صحنها فهي تعلم أن الأمر لن ينفع، جلست أمام الطاولة تنظر بامتعاض، تحققت من الساعة على الهاتف، لا يزال أمامها ثلاثون دقيقة

يحدث هذا كل يوم منذ عدة سنوات، تأخذ لقمة و تجبر نفسها على عدم رمي الصحن، تتحرك بانزعاج شديد كما تتجعد ملامحها، تكاد تستفرغ لكنها لن تفعل

لم ينتهي إفطارها إلا و هي مستنزفة تماما، وضعت رأسها على الطاولة ترتاح قليلا، إن لم تفعل هذا فهي لن تتناول شيئا حتى تختفي من هذا الوجود ربما

أغمضت عينيها و قد سرحت أفكارها، تتألم حتى حين تتناول وجباتها اليومية، ما يقوم به الآخرون بشكل طبيعي أضحى نشاطا مهلكا بالنسبة لها

إن في ما تفعله إنجاز لا يعلم به أحد، الطريقة التي تحاول بها جاهدة الاستمرار محزنة للغاية.

استقامت ببطء و أخذت الحذاء الرياضي بجانب الطاولة، يبدو الأمر فوضويا حين تضع أغراضها في غير مكانها، لكنها تحتاجها لتجدها أمام ناظريها، خدعة بسيطة كي لا تحس بالتعب و هي تبحث عنها و تلغي خططها اليوم بأكمله

Polaroid Where stories live. Discover now