forth breath

13.3K 863 494
                                    

يجلس بملل على طاولة البار بغرفته و بيده كوب من النبيذ الأبيض، لا تزال المنشفة تحيط خصره و خصلات شعره الكحلي مبللة فقد عاد لتوه من عمل صغير بالأرجاء

فتح عينيه بمهل و نظر للخارج، إستقام بجسده و خرج للشرفة بكأس النبيذ بين أصابعه، هواء باريس قارسٌ نوعًا ما و لكن لا يبدو عليه التأثر به، حين يكون البرد في روحك لا فائدة من تدفئة الجسد

إرتشف من كأسه الذي قارب على الإنتهاء و نضر بملل لذلك القمر الذي يتغنى الجميع بجماله، لكنه لم يرى غير كتلة صخرية تتوسط السماء المظلمة، و لربما هذا هو السبب

ليس لأنه جميل حقا و لكنه المضيء الوحيد بين كل تلك الأجرام المعتمة

إستند على السياج و لم يمنع نفسه من تذكر منظرها تلك الليلة و هي تدخن

لم تكن مضيئة كالقمر لكن جميلة، ظلامها شيء إسثنائي.

تلك المرة الثانية التي يرى فيها إمرأة تبدو أنيقة بذلك القدر حين تمسك أعقاب السجائر، أما الأولى فكانت هي كذلك.

جملة قديمة صدحت في عقله فجأة
'إنها رائعةٌ كالليلة الأخيرة من ديسمبر'

سمع هاتفه يرن في الداخل لكنه لم يكن مستعجلا ليرد، أنهى كأسه بمهل و عاد، وضع الهاتف على أذنه دون أن ينظر لهوية المتصل حتى

"ألم تكن تخطط للإجابة السنة القادمة؟" صوت حانق اخترق مسامعه

"ألم تخطط للإتصال بي السنة التي بعدها؟" لا يحتاج لرؤية الشخص على الخط ليعلم أنه يقلب عينيه بعدم مبالاة الآن

"لما قصدت مخازن السلاح؟"

"أراقب أعمالي."

وضع الكأس الفارغ على الطاولة بينما يستند إليها، لا بد أن لورينزو فهم المقصود من كلامه ليجيبه بإشمئزاز

"حسك الفكاهي لا يزال رديئا"

لم يجب ناثانيل مباشرة لكنه أدرك فجأة أن الوقت قد مر، فهو لم يعد يحاول أن يكون فكاهيا بعد الآن

لقد مرت السنة التي ضنها لن تفعل، و هو الذي قال سأتجاوز مايزال واقفًا في مكانه.

"أتحدث بجدية لورينزو"

صب لنفسه كأسا آخر و ملامحه غير واضحة، فلا دلت على حزنٍ و لا راحة بال

يبدو فارغا، كشق عظيم في الصحراء، لن تتخيل أن المياه مرت به ذات يوم

"يفصلنا شهران فقط عن سقوطك!" صرخ لورينزو عبر الهاتف، و لو كان بيده لمد قدمه ليركل هذا الرأس الفارغ

"لن يحدث ذلك لا تقلق."

"أقلق؟"

صوت السخرية اللاذعة دفع ناثانيل للإبتسام

Polaroid Where stories live. Discover now