fifth breath

13.6K 799 399
                                    

شارع الشانزليزيه لا تتوقف الحركة به أبدا، أشخاص يلتقطون صورا هنا و آخرون يركضون على عجل هناك، بعض المشاهير يحاولون التخفي جيدا، و أشياء مشبوهة تحدث في الزقاق خلف بائع القطع الأثرية

هنا في باريس -مدينة العشاق- لم يكن لقبها يمثلها على الإطلاق، لا وجود للحب في أعين أي عابر من هذه المدينة

الكل مشغول ويركض باستمرار للحاق بحياته، حين رفعت ألايزا عينيها لم تجد شخصا واحدا ليتمهل من أجلها

مر الجميع من أمامها كأنها غير مرئية، لكنها تعلم...ليس الأمر أنها ليست واضحة، بل لا أحد مستعد لملاحظتها

لا أحد يريد التورط مع شخص مثلها، الجميع يفضل الناس العاديين، السعداء و المتفائلين، أما أمثالها فلم يكونوا مرغوبين

شخص مثلها يحتاج لأكثر من منزل و طعام، و لأنها لم تحصل على تلك الأشياء فهي لم تكبر كشخص طبيعي، مريضة..كانت مريضة بطريقة لا تستطيع شرحها، بشكل لا يستطيع الآخرون فهمه.

قدميها يسيران ببطء شديد، في كل مرة تظن أنها ستهوي لكنها لا تفعل، بشكل ما هي تكمل السير دائما، تواصل المضي في كل مرة، في وقت ما تمنت لو أنها تتوقف فحسب

عن المضي، عن الحياة.

عينيها تنظران للناس أمامها، لا أحد يهتم لشخص مريض مثلها، حتى لو بدت هكذا، حتى لو هوت على أرض باريس الباردة فلا أحد سيهتم

لكن هناك شخص فعل، حين ركض الجميع كان مستعدا للوقوف من أجلها، لانتشالها من الأرض الباردة

'لا بأس، أنا هنا'

قال أنه هنا...بجانبها، حين لم تعد بحاجة إليه..

أدارت رأسها قليلا لترى وجه ناثانيل الهادئ، تحس بيده الدافئة تدعم خصرها، يمشي بخطوات بطيئة كي يزامن خاصتها

لا وجهة لهما، لم يسألها إلى أين تريد الذهاب، و حتى لو فعل فهي لا تمتلك إجابة من أجله، بعد منتصف الليل لم يمانع التجول معها صامتا بدون هدف

أنزلت رأسها للأسفل قليلا، حذاء ناث في قدميها بدا مضحكا نوعا ما، لأنها لم تستطع الوقوف جيدا بكعبها حمله في يده و ألبسها حذاءه الواسع

ارتفعت زاوية فمها قليلا و هي تحس بالفراغ بداخل الحذاء، لم ترفض لطفه حتى لو لم ترغب في أن تكون معه الآن، لديها عادة في عدم رفض لطف الآخرين، رغم أنها نادرا ما تحصل عليه.

"لماذا عدت لإيطاليا؟" أدار ناثانيل رأسه حين سمع صوتها الخافت، نظر لملامحها الهادئة و لم يجب للحظة، السرعة التي تتماسك بها كأنها لم تنهر قط محزنة للغاية

أعاد نظره للأمام مجيبا بصراحة "أريد الفوز بالقسية"

لم تبدو ألايزا متفاجئة من إجابته، ابتسمت بدلا من ذلك و سألت ممازحة "ظننتك تكره الكنيسة"

Polaroid Where stories live. Discover now