البارت الثامن

153 6 0
                                    


دخل الطبيب ليتحدث بحزن قائلًا: عايز اعرفك حاجة يا استاذ عادل، ممكن حضرتك تتفضل معايا.
التفت إلية واومأ برأسه موافقًا ثم قبل كف أخته بحنان: هشوفه عايز ايه واجي اقعد معاكِ واعرف مش عايزة تكلميني ليه!
ثم غادر ليذهب إلى مكتب الطبيب قائلّا: خير يا دكتور.
رد بحزن: للاسف الآنسة حورية مش هتتكلم.
خارت قوته وعلمت العبرات طريقها إلى وجنته: ازاي مش هتتكلم؟
رد الآخر: حالتها النفسية صعبة اوي ولما والدتها وقعتها فالارض، مخها اتأثر و مش هتقدر تتكلم حاليًا هتفضل كده لحد ما نفسيتها تتحسن.
نظر له بوهن: يعني مفيش حل خالص، ممكن تسافر بره يمكن تتعالج بسرعة.
رد الطبيب بنفي: لا هنا زي هناك، مفيش حل غير انها تبعد عن اللي بيضايقها وتقرب من اي حاجة بتحبها.
أغمض عادل عينيه بضعف ثم قال بصوت مبحوح: ماشي شكرًا يا دكتور.
نظر له وقال بتحفيز: هتبقى كويسة، خليك قوي قدامها علشان متضعفش.
اومأ برأسه موافقًا وذهب لها وهو يجهل التصنع بالقوة أمامها.
طرق الباب ليدخل غرفتها ويجدها غارقة في التفكير، اقترب منها وهي تنظر له بوهن ثم جلس بجانبها وابتسم وعانقها وبدأ يربت على كتفيها بحنان حتى غفوت، فهو يعلم أن العناق أفضل من الحديث.
في اليوم التالي، ذهب عادل لمنزل صديقه وطرق الباب لتفتح أميرة وهي تنظر له بإبتسامة ودلال: عامل ايه، ادخل كريم جوه.
تجاهلها وذهب إلى غرفة صديقه ونظر إليه بعتاب: عارف حورية حصلها ايه!
نظر له بتعجب: حصل ايه.
رد إليه بلوم ممزوج بالضعف: مبقتش تتكلم، كل ده بسببك، مفروض اقتلك صح؟
صدم كريم قائلًا: أنا مكنش قصدي يحصل كل ده، كنت عايز احطك أمام الامر الواقع وتوافق إني اخطبها، ليه دايمًا ترفضني أنا فيا ايه غلط؟
رد الآخر ببرود: فيك إنك أناني وبتحبها بتملك.
اغرورقت عين كريم بالدموع فإنه يحبها، حدث لها ذلك بسبب تفكيره وقرارته الخطأ، ثم نظر إلى صديقه: حقها هييجي متقلقش.
تعجب الآخر: يعني أنت غلطان وتقول حقها هييجي ازاي، ثم أكمل بسخرية: هتقتل نفسك يعني؟
كريم بلا مبالاة: لو هعمل كده وهي هتسامحني وأنت هتسامحني يبقى هيحصل.
صدم عادل من تفكيره إنه مازال مجنونًا: هتموت نفسك علشان ترضي بشر، ياعم بلاش كفر بقى.
تنهد الآخر قائلًا: طيب اصلح غلطي ازاي؟
نظر له بشك: ترجع ماما بيتها ونبقى نقرر نعمل ايه بعدها.
اومأ برأسه موافقًا ثم غادر عادل ليشتري كتب لأخته فستسعدها كثيرًا.
اشترى ما يراه مناسبًا ثم ذهب إليها ليجدها نائمة وبجانبها ورقة مكتوب بها: عادل أنا محتاجة اروح البحر اقعد عنده، وديني هناك لو بتحبني أنا زهقت من المستشفى.
اغرورقت عيناه بالدموع ثم قبل وجنتيها قائلًا: حاضر يا حبيبتي هتروحي.
بعد مرور يومين كانت تقوم بالتمارين المناسبة لتتقدم حالتها وتقضي وقت فراغها في الكتب حتى جاء اليوم لتذهب الى البحر.
عادل وهو يطعمها: يلا كلي علشان نروح هناك.
اومأت برأسها موافقة ورسمت إبتسامة مشرقة، وبعد قليل كانت ذاهبة إليه وهي في قمة السعادة، أمسك أخيها كفيها قائلًا: حورية أنا عايزك وأنتِ هناك متعيطيش ولا تزعلي، افرحي بس يا حبيبتي، ابتسمت له ثم غادروا المستشفى مؤقتًا.
بعد قليل، جلست أمام البحر وكان قد ذهب أخيها لتنال الحرية والراحة، ظلت تنظر الى البحر وتمنت لو كانت حورية تغوص بداخل أعماقه، نظرت حولها حتى رأت

انتظروا البارت التاسع

مُغفلة عشقتني.Where stories live. Discover now