البارت الثاني والعشرين.

84 5 1
                                    

_ مش عارفة، أنا حاسة إني بحب وجوده وعمري ما حسيت بالمشاعر دي ناحية حد قبل كدا، خايفة لأكون بحبه بجد!
نظروا لها بحيرة مما جعلها تتنهد بحزن قائلة: عارفة إنه مينفعش احبه، بس مش بمزاجي.
ربتت جنة على كتفيها بحنان قائلة: خير متقلقيش، بس حاولي تتحكمي في مشاعرك علشان نفسيتك يا حورية، أنتِ بتحبي واحد بيحب واحدة تانية!
اومأت برأسها متفهمة وهي تحاول التماسك وعدم البكاء؛ فحدثت ذاتها بيأس: يالله عندما أعشق شخص يكون قلبه مع فتاة غيري!
استمعت لرنين هاتفها فقامت من مقعدها لتأتي به ووجدت المتصل هو مؤمن، نظرت لصديقاتها بتوتر قائلة: هو بيتصل، اعمل ايه ولا اقول ايه؟
تحدثت أميرة مسرعة: ردي وشوفيه بيتصل ليه.
أجابت قائلة: عامل ايه؟
جاء صوته متحشرج قائلًا: عايز اشوفك، ممكن؟
_ مال صوتك!
_ عايز اشوفك علشان احكيلك، أنا برتاح فالكلام معاكِ.
_ حاضر، عند البحر؟
_ ايوه.
_ تمام هجهز واعرفك.
_ مستنيكِ هناك، مع السلامة.
انتهت المكالمة لتجلس شاردة في الفراغ، قاطعت ذاك الشرود جنة قائلة: هتروحي لوحدك؟
التفتت لها قائلة بحيرة: أنا مش عارفة اقول لعادل ايه اصلًا.
تحدثت أميرة بهدوء: خدي جنة معاكِ وأنا هقعد هنا مع ماما عادي.
نظروا لها بتفكير حتى قالت مشجعة لهم: يلا اجهزوا.
تحدثت حورية بإبتسامة: شكرًا ليكم بجد على اللي بتعملوه معايا.
قالت جنة بإبتسامة رقيقة: يا بنتي احنا اخوات، يلا نجهز بقى.
بعد مرور وقت طويل نسبيًا كانا قد استعدا للمغادرة حتى اوقفتهم آمال قائلة بحذر: انتم رايحين فين؟
تحدثت جنة بثقة: أنا عايزة اشتري كام حاجة كدا ف هاخدها معايا ومش هنتأخر متقلقيش.
_ ابقوا تابعوا معايا طيب.
_ حاضر، ثم غادرا.
وبعد دقائق كانا في الطريق حتى قالت حورية بقلق: أنتِ ليه قولتلها إنك هتجيبي حاجات ولما نرجع هتقولك فين الحاجات دي!
_ لا أنا فعلًا هشتري كام فستان كدا علشان لبس السعودية ميناسبش هنا.
وبعد مرور بعض الوقت كانا أمام البحر حتى وجدته جالس على الرمال فأشارت لجنة إنها ستبقى هنا حتى تعلم طريقها، وذهبت له.
جلست بجانبه في صمت حتى قاطعها بهدوء: شكرًا إنك جيتي.
التفتت له قائلة بثبات: احكي.
تنفس الصعداء وقال بغضب ممزوج باللا مبالاة: اكتشفت إنهم كانوا متجوزين.
صدمت من ذاك الحديث وقالت بتوتر: وأنت كنت هترجعلها.
_ غالبًا.
_ عرفت ازاي أنهم كانوا متجوزين!
_ وصلت لطليقها لإنه صاحب مصنع ومشهور فالمعلومات جاتلي بسهولة.
نظرت له بجدية قائلة: الحب مش بمزاجنا صح؟
_ اكيد بس ليه السؤال ده؟
تنهدت قائلة: لإني بحب، وقلبي اختار حد غلط للأسف.
_ احكيلي طيب مين هو وعرفتوا بعض ازاي.
نظرت له بأسى قائلة: بعدين هتعرف، خلصت كلامك ولا لسه فيه حاجة عايز تحكيها؟
_ لا خلصت، لو مستعجلة فخلاص ممكن تمشي.
اومأت برأسها موافقة قائلة بهدوء: لازم امشي فعلًا، وأنا دايمًا معاك يا مؤمن اوعى تحس إنك تقيل عليا، أنا موجودة معاك.
ابتسم لها بحنو: تسلميلي بجد، أنتِ نعمة في حياتي.
ابتسمت له، ثم قامت من مقعدها وذهبت حيث تقف جنة قائلة: تعبتك معايا، يلا نمشي.
_ تعب ايه يا بنتي بس، قالك حاجة مهمة؟
_ إنها كانت متجوزة وكانت قايلاله غير كدا.
ربتت على كتفيها بحنان قائلة: طب اهدي أنا معاكِ، يلا نروح نشتري الفساتين.
في مكان آخر وتحديدًا بيت زينب، كان يجلس كلا من كريم وعادل شاردين حتى قاطعهم صوت طرقات على الباب، قام عادل ليجد والدته تقف بالخارج وهي في حالة يرثى عليها، قال لها بقلق: مالك يا ماما ادخلي واقفة ليه؟
اقتربت منه حتى تعجب وابتعد قليلًا وقالت له بهدوء مخيف: هقتلك أنت وحورية علشان متعذبش بوجودكم، ثم صاحت بصوت عالي نسبيًا: هقتلكم.
اقشعر جسده حتى قام كريم مسرعًا بالاتصال بالمشفى القريبة، أخذ عادل يربت عليها ويتلو بعض من آيات القرأن الكريم حتى هدئت قليلًا وجلست بجانبه.
وبعد مرور وقت ليس بطويل جاءت عربة الاسعاف وأخذتها بين رفضها، نظر كريم لصديقه فقلق قائلًا: أنت كويس يا ابني؟
_ أنا كويس بس مش فاهم هي مالها.
_ هتبقى بخير، ادخل اجهز علشان نروحلها المستشفى يلا.
وبعد مرور بعض الوقت كانا بداخل المشفى حتى قال لهم الطبيب: خدت حقنة مهدئة بس للأسف هي محتاجة تتابع مع دكتور نفسي لأن حالتها النفسية مش بخير ولازم تلحقوها قبل ما تسوء أكتر، ثم ذهب ليتركهم في حالة من الحيرة والحزن، تحدث عادل بهدوء يعكس ما بداخله: أنا كنت حاسس إنها مش طبيعية.
_ هتبقى كويسة بس نحجزلها عند دكتورة بلاش دكتور علشان تعرف تتكلم معاها.
_ تمام فكرة حلوة.
بعد الاتفاق مع الطبيبة التي ستداول حالتها، غادرا من المشفى كي يذهبوا إلى منزل آمال ويخبروهم بما حدث.
كانت جنة اشترت ما يكفي لها من ملابس حتى قرروا الذهاب إلى المنزل مجددًا.
بعد مرور دقائق كانا الفتاتان أمام المنزل ودخلا في إجهاد وعيون أميرة معلقة عليهم تريد معرفة ما حدث ولكن تمنعها والدتها، قالت آمال بحنو: يلا غيروا هدومكم علشان تاكلوا، ثم ذهبت إلى المطبخ.
جلست بجانبهم أميرة لتستمع إلى التفاصيل حتى أخرستها جنة بالنظر لها في جدية وكأنها تقول لها: ليس الآن!
دلفت حورية إلى الغرفة وجلست على الفراش وظلت شاردة لا تبكي ولا تتحدث مع ذاتها حتى!
تقدمت جنة إليها ثم عانقتها بهدوء قائلة: عيطي يا حورية متكتميش في قلبك.
هزت رأسها رافضة وظلت تتنفس بصعوبة مما جعل صديقتها تقول: اهدي، نامي وبكره نتكلم.
نظرت لها بوهن وقالت بصوت متحشرج: هو أنا وحشة؟
_ يا حبيبتي مين قال كدا، أنتِ قمر يا حورية متقلليش ثقتك في نفسك، يلا نامي علشان أنتِ مُجهدة.
ثم غادرت وكانت حورية ستذهب في سبات عميق حتى قاطعها صوت طرقات على الباب فقامت حتى وجدته أخيها وصديقه، دلفت للداخل لترتدي حجابها ثم خرجت حتى رأت علامات الحزن على وجههم فقالت بقلق: فيه ايه مالكم؟
لم يجيبوا فصاحت آمال بصوت عالي نسبيًا: ما تتكلموا فيه ايه!
تحدث عادل بحزن: ماما مريضة نفسيًا وهتتابع مع دكتورة نفسية، ثم نظر لأخته قائلًا بأسى: قبل ما تروح المستشفى جات البيت وقالتلي هقتلك أنت وأختك علشان ارتاح من عذابكم، ثم زفر بضيق: أنا مش فاهم عذاب ايه!
صُدمت مما استمعت حتى جلست على الآريكة بجانبه بحزن وعانقته بلطف لتهدأه قليلًا.
نظر كريم لأخته ووالدته قائلًا بحنو: انتم عاملين ايه؟
تحدثت آمال قائلة: بخير يا ابني.
ثم نظر لجنة وجدها ساكنة فقال لها: ازيك يا جنة؟
التفتت له في انتباه فوجدته ينظر لها مبتسمًا فأجابت بخجل ممزوج بالجدية: أنا بخير وأنت؟
_ الحمد لله.
نظر عادل لهما وقال بمرح: أنا عارف إنه مش وقته بس يا بخت من جمع اتنين فالحلال، بصراحة كدا يا جنة كريم عايزك وطلب ايديك مني.
ابتسمت حورية وقالت له: اسمها يا بخت من وفق راسين بالحلال، ثم نظرت لجنة لتتلقى منها أي رد على طلبه ولكنها لم تجد!
نظرت لهم جنة بتوتر وتحدثت قائلة: أنا الفترة دي مقدرش اتخذ أي قرار لإني مُجهدة نفسيًا واللي حصل مش قليل، ثم نظرت لكريم قائلة: وأنت لو عايزني بجد فتستنى لما افوق من اللي أنا فيه، ثم استأذنت وقامت مغادرة إلى غرفتها.
تحدثت حورية لكريم بهدوء: عندها حق، متزعلش منها هي بتعدي فترة مش سهلة عليها ولو عايزها بجد فاستنى لحد ما تعدي، وهي لو مش عايزاك مكانتش قالتلك استنى.
اومأ برأسه موافقًا ثم تحدثت والدته قائلة: مقولتليش ليه يا كريم؟
_ عادي يا ماما أنا كنت لسه متكلم مع عادل فالحوار ده ومكنتش اعرف إنه هيقول دلوقتي.
استمعوا لصوت زجاج ينكسر بالداخل فهرول كل منهم حتى وجدوا جنة تبكي و....

انتظروا البارت الثالث والعشرين.

مُغفلة عشقتني.Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz