البارت الثاني عشر

134 9 0
                                    


فزعت من صوته وشردت لثواني ثم تحدثت أخيرًا: كنت باخد بريك من المذاكرة فيها ايه يعني، وبعدين أنا في جامعة مش مطلوب مني اذاكر دايمًا.
تنهد أخيها ليتحدث بإنفعال قائلًا: ماشي أنتِ فين علشان أجي اخدك؟
ساد التوتر والقلق بداخلها لتقول بعدما انخفضت الموسيقى الصاخبة: أنا نازلة اهو وملك معايا هتوصلني لحد عندك، كده حلو!
صمت لثواني ثم قال: طيب يلا أنا مش هنام غير لما حضرتك تيجي.
أخفضت صوتها لتقول: هو أنت رجعت البيت ازاي؟
رد الآخر بشك: يعني ايه ازاي!
ادعت اللامبالاه لتقول بتوتر: امم بسأل بس علشان مستغربة، خلاص لما اجي هنتكلم، باي.
ثم اغلقت المكالمة ليشرد أخيها للحظات حتى يوقظه صديقه قائلًا: ايه يا عم مالك سرحت ليه!
كريم بحيرة: مش عارف، أنا حاسس أن أميرة هي اللي قالت لماما تطردني.
شرد عادل بعدما استمع لحديثه ثم قال بنفاق: لا يا عم أكيد مش هي، دي وساوس بس.
اومأ الآخر برأسه موافقًا، بينما ظل صديقه شاردًا؛ أستطع إقناع كريم ولم يستطع إقناع ذاته.
وبعد مرور ثلاثين دقيقة طرق الباب ليتقدم كريم لفتحه ويجد أخته امامه في حالة غير طبيعية!
نظر لها بشك: ادخلي، اومأت برأسها موافقة لتتقدم وتذهب إلى دورة المياة، دقائق وخرجت لتجلس على الآريكة بجانب أخيها ثم أغمضت عينيها لتستريح من الآغاني الصاخبة المترددة في مسامعها، لاحظ كريم صمتها ولكنه قرر أن يحدثها بمفردهم، ساد الصمت أرجاء المنزل ليقاطعه عادل قائلًا: أحم أنا همشي بقى، اتطمنت عليك خلاص، تصبحوا على خير.
تقدم كريم ليشكره: مش عارف اقولك ايه بس بتمنى متزعلش مني.
ابتسم الآخر: ياعم مش زعلان، كان سيغادر لكن صديقه اوقفه قائلًا: أنت هتروح فين؟
شرد للحظات ليتحدث: مش عارف لسه بس هتصرف متقلقش.
اومأ الآخر برأسه ثم قال بإبتسامة: مش محتاج اقولك أن بيتي مفتوح ليك في اي وقت يا عادل.
ابتسم الآخر قائلًا: عارف عارف، ثم غادر وقرر إنه سيذهب إلى المشفى ليطمئن قلبه عليها فمهما حدث ستظل أخته وسيظل يحبها.
كانت تجلس على حافة السرير تقرأ كتابًا لتشعر أن يوجد شخصٍ ما يراقبها! نعم هي تستطع سماع أنفاسه، سارت قشعريرة في جسدها وسقطت عبرة حارة على وجنتيها من الخوف لتنظر خلفها بحركة مفاجأة وهي لا تعلم من أين أتت الشجاعة لها لتجد أخيها ينظر لها نظرات ممزوجة بالحنان والغضب والحب، أما هو بمجرد أن رأى أخته تبكي فهرول إليها مسرعًا وعانقها بحرارة قائلًا: مالك بتعيطي ليه يا حبيبتي؟
قالت بصوت هادئ يعلوه الذنب: كنت خايفة ولما شوفتك خوفت اكتر.
رد الآخر بتعجب: خوفتِ من ايه؟
نظرت إليه بحزن: خوفت من فكرة أن شخص بيراقبني وخوفت لما لقيتك بتبصلي كده علشان كدبت عليك، خوفت اخسرك يا عادل!
ضمها إليه مرة اخرى ليتحدث بهدوء: أنا مش مغفل ولا صغير علشان اكون متسرع فالقرارات وابعد عنك، أنتِ أختي وبنتي مش حد غريب، وأكيد عملتِ كده وخبيتِ علشان حاجة معينة، وكمان ماما مش فالبيت ومش عارف فين، هقعد معاكِ ونخرج بكره من هنا ونروح عند خالتو ممكن تبقى هناك.
اومأت حورية رأسها موافقة ثم جلست على حافة السرير وجلس بجانبها لتقول بإبتسامة مشرقة وهي تمسك الكتاب: يلا اقرأ معايا.
ليجيبها بإبتسامة: يلا.
في مكان آخر وتحديدًا على البحر كان يجلس ينظر إليه بشرود وحزن قائلًا: هي ليه بعدت عني! أنا عملتلها ايه، حبيتها بس، تنهد ليغمض عينيه وقرر أن يقضي يومه جالسًا على الرمال.
في بيت أمال وتحديدًا بداخل غرفة أميرة كانت تفرغ حقيبتها وفي الوقت ذاته دخل أخيها ليجد علبة سجائر بجانب الحقيبة، لينتفض جسدها محاولة إخفاء العلبة ولكن لقد فات الوقت، تقرب أخيها ليصبح امامها مباشرةٍ ثم صفعها على وجهها لتتأوه وتسقط أرضًا ثم أمسكها من خصلات شعرها لتقف مرة اخرى وكرر الصفعات حتى تسقط مغشية عليها، غادر غرفتها ليتصل بالإسعاف لتنقذها وكان يقف ينظر لها بجمود وجفاف.
في اليوم التالي وقد غادرت حورية من المشفى وذهبت أميرة إليها لتتلقى العلاج المناسب، لم يضغط عادل على أخته لمعرفة سبب الذي فعلته وترك لها الحرية وجعلها أيضًا تذهب إلى البحر بمفردها.
كانت ذاهبة إليه وهي في قمة السعادة ثم جلست على الرمال ونظرت إلى الجانب الآخر لترى الشاب ذاته الذي تحدث إليها المرة السابقة، رأته حزين ووجه شاحب فذهبت إليه وجلست بجانبه وتحدثت أخيرًا بتنهيدة: السكوت أحسن عندك حق.
التفت اليها ليرى وجهها الطفولي وتحدث قائلًا: هو أنتِ اللي كنتِ موجودة المرة اللي فاتت؟
نظرت له قائلة: ايوه أنا، مالك حزين ليه؟
تنهد قائلًا:

انتظروا البارت الثالث عشر.

مُغفلة عشقتني.Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ