فصل||01

543 34 35
                                    


السَعي خلفَ صديقٍ كانَ على شفا شِقٍ هارٍ و صارَ فتّاتُ قُبحًا؛ فانهار بِهِ ، الّذي ظننته يزرع بستانًا في صدرك أتضح بأنه يحفرُ قبرًا ليدفنك في ذاتك . الّذي ظننته  سترًا لك بانَ همجيّ لا يدركُ الذَنْب أن كان عَمْدًا أو من غير قَصد. أنا الّذي لمْ يكُ شبابي سوى عاصفة مُظلمة ، اكْتسحتْ حياتي و اشتدّ هبوبها داخل صدري . ‏من المُؤسف أنّي أعيش الآن بعمر صغير و لكني قد ذقت من الحياة مرارةُ من يُذوقها و هو بعمرٌ كبير ينطفأ كل مابي و يمُوت شغفي .

السيرُ بجانب الأرصفة باتت هُوايتي ، أسيرُ عازمٌ على الموتِ ، أحطُّ سماعات الأذن في أُذناي و الموسيقى الصاخبة كادت أن تُمزق جدار السماعة لارتفاعها ، لا لأجل التسلّية بلْ للتقرّبِ من الموت أكثر . كنتُ و لا أزال رجلًا لا يفقه الفقرِ و عدوهِ الكبير التطفل و التدخل في شؤون الغير ، لا أجيدُ لغة الحبّ و لا التقرّب من الفتيات؛ خوفًا من يوم قدْ يأتي اليوم قبل غدًا . وجهتي الجامعة ، حيثُ يرّقدُ هناك العديد مِن الأصدقاء الّذينَ يفضلون موتي على حياتهم ، بالطبع ! إلي معرفةٌ في هذا ففي بعض الأحيان يتقدّم أشخاصٌ إلي و يفضحونَ كلِّ ما سمعتهُ أذانهم .

عِند دخولي  إلى الجامعةِ ، كانت خطواتي الّتي أخطو بها داخلها واثِقة و تعلّو الجميع ، البرود الّذي يُحيطَ جسدي أشدُّ من بردِ الشتاءِ ،  فالحياةِ اعطتني ما هو كافٍ كي يشبعُ ذاتي و حاجتي للبشرية . الموتُ واقفٌ أمامي يثابرُ و يجتهدُ من أجلي ، الموتُ يأخذُ الإنسان الجميل و يتركُ القبيح مثلنا تمامًا؛ نقطف الورود الرائعة الّتي يكسوها اللون الجميل  و نتخلّى عن الذابلة  ، بغتةً و عِند منتصفِ الطريق وجدتُ مجموعةً مِن الشباب تخاطبُ بعضها ، ودّدتُ مشاركتهم الحدّيث و فعلتُ ذلِك ، الرائع في ذلك أنّي توسطتُ الشباب و وقفتُ دون حديث ، تنّصتُ إلى ما تتفوه بهِ أفواههم و علمتُ إنهم يتحدثونَ عن الحسناء الّتي دخلتْ الجامعة قبل اسبوع و اكتشفتُ أن حدّيثهم لا يعجبني .

ودَّ شخصٌ ما الحدّيث معي و أنا بالمقابل غادرتُ الثُلّة ، تغافلتُ عن خِطابهِ الّذي إتحد معه الُلؤمِ

" رجلٌ متكبرٌ ، كيف له ترك الحدّيث و مغادرتنا دون قول شيء ؟ "

" كان عليك الاعتياد عليه ، انت تعرف إنه بيون بيكهيون و لا يفضل التكلّم مع احد "

لقد عشتُ اسوء ايام حياتي بمفردي ! لا أدينُ لكم بشيء. لا فارقٌ إلي أن كان الشخص يتحدّثُ عني بالسوءِ أو بالأحسانِ ما يهمني فعلًا؛ هو إيجاد طرقٍ سهلة للموتِ ، أنا إذ سلمتُ قلبي لفتاةٍ قدْ اجرحها وقتما أُفنى من هذهِ الحياة ، إلي دربٌ طويلٌ في العالم التالي ، لذا أحرصُ على الرحيل دون اِعطاء قلبي لأحد . الممرّ الّذي اسيرُ فيهِ اشبه بطريقٍ طويلٍ يملئهُ الشوك و لا اقدرُ على تخطي آلامه ، نّظراتي مُعلقةٌ إلى الأمام لا اكترثُ إلى أقوالهم و لا أُجيبُ على سؤالهم إلي .

مريض|| The End Donde viven las historias. Descúbrelo ahora