فصل النهاية

278 32 32
                                    

‏كانت ملامحه عادية ،لا يبدو عليه شكل المأساة أو الخوف، من شدة كتمانه، أصبح داخله محترق و من شدةِ أحتراقهِ مات وجعًا . ينامُ على قطعةِ خشبٍ لا يُبالي لشخص ،كانَ نومه مُضطربًا ، نامَ عاريًا مِن صوتها●

"لم تكُ أجمل شيءٍ عرفته فقط ، بلْ أعمق هاوية رميت نفسي بها بلا خوفٍ أو تردد."

عانقتْ سيهون و آهِلتْ عينيها بالبكاء ، كلّما تذكرتْ أمرهِ تُزيدُ عينيها دمعًا . ماتَ و هو يُعالجُ الضّجر بالنومِ لساعاتٍ طويلة، لمْ يلاحظ أحدٌ حالة الأرقِ التي كانت تنخُر رأسهِ كلّ صباح، لا أحد من أسرته يعرف شيئًا عن علبة السجائر ، لا أحد يعرفُ شيئًا عن تلِك التجارب الشاملة التي كانت تنزلقُ على شكلِ دموع من عينيهِ. هي ترى كوابيسًا دون أن تخلدُ إلى النومِ .

خلّت تتأملُ قبرهِ دون تُخْمة و عيونها لا تكفُّ عن تفريغ الدموعِ ، مسدَ سيهون ظهرها و أخبرها

" لا تُعاملي نفسكِ هكذا ، لقدْ مات و ما علينا سوى الدعاء لهُ بالرحمةِ "

دَفنتْ رأسها داخِل صدرهِ و أخذتْ بخاطِرها

" تعازّي الحارةِ لكِ ميني ، كان رجلًا هادئًا لا يهتمُ لأحد . "

ما تفعلهُ ليس حزنًا، إنما شيئًا ثقيلًا يجعل قلبها يختنق.

" لا بأس "

" روحي ستستمرُ بقولِ لا بأس حتى الإنفجار "

تركتْ جسد سيهون و ساقتْ نفسها إلى والدة حبيبها المتوفي ، كانت حالتها أسوء من حالة ميني بألفِ مرة ،من أرادَ أن يرى يتيمًا يضحكْ، فَلينظُر إليها ، هي  الّتي تسقطها أصغرْ حصاةٍ في الطريقْ. هي المفقودة في كومةِ حزن بوشاح الأمل ○

أمسكتْ ميني بيديها و قدّمتْ عزّاها إليها

" تعازّي الحارةِ لكِ سيدتي ، أنا أسفة بشأن ما حصل لأبنكِ "

حوّلتْ مجرى نظرِها إليها و قالتْ

" حياتكِ الباقية أبنتي "

‏لماذا على المرء أن يتعفن في صمت مُمزق بين الألم والرغبة؟

" تعرفين شيئًا أبنتي ، بيكهيون ما إحْتج يومًا من شيء ، في كلِّ مرةٍ يدخلُ فيها إلى البيت يأخذُ مسارهُ إلى الغرفةِ و لا يخرج منها أبدًا "

" هل حصلَ معهُ شيئًا سيئًا حتى أوصلهُ إلى هذهِ الحالةِ ؟ "

" كلّ يوم كان يفقدُ قلبهِ ببطء ، من بعد أن فارقتّ حبيبتهُ الحياة و هو لا يرى شيئًا جيدًا في حياته ، حاولنا جاهدًا كسبهُ إلينا و معرفةِ ما يدور داخل رأسه لكننا نفشل في كلّ مرة "

مريض|| The End Where stories live. Discover now