[ ٢ ]

291 69 35
                                    

- أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.

..

كان الطّبيبُ جون يتَبع خُطى الآخر عندما لاحظ بأنهُم قد وصلوا إلى يابسةٍ بالقرب من المُحيط الشاسِع.

"يونجون، ماذا حدَث بالضّبط؟ هذا .. كَيف؟!" كان الطبيب جون يتسائل بكثرة حالما وصل إلى تايهيون الّذي كان يرسم بعَصا على الرّمال وبجانبهِ جسد فتاةٍ المَرميّ

"لا أعلم، لقد وجدناهَا عندما أتينا إلى هنا!" أردَف يونجون بتوترٍ لأنهُ أيضًا لم يفهم كيف حدث كُل ذلك بالثّواني القليلة ليُكمل كلامهُ بسرعة:

"لكنها تتنفس، هي لا تزالُ على قيدِ الحياة!"

"يونجون أنتَ قد سمعتْ الأخبار؟ إثنان من حركة الإستِقلال تم إطلاق النّار عليهما، هذا يُفسر لماذا ذراعُها تنزف، قد تكون واحدةً منهم!" رمى الطّبيب جون كلامهُ بشكلٍ مُضطرب ومَهزوز كان خائفًا على يونجون وتايهيون، ماذا لو كانت تلك الفتاة بالفعلِ واحدة منهم؟

"المدينة مَليئة بالجنودِ والحَرس المَلكيّ، هم يبحثون عنها بتأكيدِ، انا خائف من تقديم المُساعدة لها وأن نقعَ في ورطَةٍ نحن الثّلاثة!" أكمل الطّبيب جون عندما حاول الشّرح للآخر بأن الوضعَ خطيرٌ عليهم إذ علِم أحد الحَرس المَلكيّ بشأنِ ذلك

"لكن، ماذا لو لَم تكن مِنهم؟ ربما سقطتْ عن مَتن باخِرة أو سفينة وقد غرقتْ ونجَتْ الآن، ألآ يُمكِننا مساعَدتها؟ إذ تركناها كهذا قد نكون أيضًا سببًا في موتِها!"

تحدّث يونجون لأنهُ لم يكن ينويّ أن يتركها تموتُ كهذا على هذهِ اليابسة الباهِتة، ربما الفتاة لا علاقة لها البّتة بكل ما يحصل في أرجاءِ المدينة، وحتى إن قاموا بتركِها هكذا فسوف يقوم ضَميرِهم بتأنيّبهم أكَثر لِتَرك جسدٍ ضَعيف يموتُ هكذا

في النّهاية، قرر الطّبيب جون مُساعدتهُ والمُوافقة عَلى عِلاج جَسد الفتاةِ الضّئيل، حمل كُل منهما ذلك الجسد عن الأرض ليقودَها نحو كهفٍ صغير يقع أسفل تلك الصّخور المُتراكمة ولا يَوجد العديد من النّاس أو الصّيادِين يمرّونّ من هذا الطّريق الوعِر

أشعلَ الطّبيب جون نارًا بحَطبٍ بسيط وجدهُ حولهُ بإستعمال ولاعتهِ حتى بدأ بالحديثِ مُجددًا: "ربما قُمنا بمُعالجتِها في الوقتِ المُناسِب، درجة حرارة جَسدها مُنخفضة، من الأفضل أن نُحضِر بعض الأشياء مِن عيادتيّ!"

"هل ستَعيش؟!" سألَ يونجون بشكلٍ مُضطَرب حتى أردَف الطّبيب جون نحوهُ لكنهُ لم يعلم بماذا عليهِ أن يُجيبهُ لذا إكتفى: "لا أدريّ، علينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحدُث، من الأفضل أن تعودَ إلى المنزلِ!"

نَجِم الحوتِ؛ هآرليّز.Where stories live. Discover now