"3"

323 55 113
                                    

بعد مرور فصل الخريف و شرع الشتاء في انتظار موعد زيارته

كانت بداية العام الجديد قد حضرت

و مع حضوره انتشر الذرع في قلوب كل من يعيش في هذه المملكة

-الرابع من كانون الثاني

اليوم الذي سمعَ فيه الطفل الصغير ذو الشعر الأسود صوت المزمار للمرة الأولى

كان يلعب مع جارته عندما نُفِخ في المزمار الضخم الذي يقبع أعلى القصر الملكي

" إجتمعوا سوف تعدم زوجة الملك في ساحة القصر"

تقدمت سنيك مع المتقدمين غير واعية بما يقصدون

أسرع ورائها عندما لاحظ ذهابها معهم

عندما وصل وجدها تقف بين الحاضرين وشعرها الطويل المربوط قد تبعثر من شدة الازدحام

كان السيف يقترب من عنق المرأة الجالسة التي لقبها الملك و أعوانه بكل الألقاب البذيئة التي مرت على أذني الطفل من ساعة مولده

تشتت وهو لا يدري ماذا يفعل حتى يمنعها من رؤية هذا المشهد المروع

خلع سترته الكتانية وغطى وجهها به

"من هناك؟"

"أنا تاي لا تخافي"

"لماذا وضعت ذلك الشيء على وجهي ؟، لا أستطيع الرؤية"

" نلعب الغميضة الست تحبيها؟ "

"بالتأكيد"

"اذا لا تخلعي المعطف و سيري معي حتى نصل لمكان نستطيع اللعب فيه"

أومأت تحت السترة في برائة

أمسك كتفيها و سار بها للأمام بينما الدموع تشق وجهه لرؤية هذه المشاهد التي لا تُنسى

صراخ الفتيات في كل مكان هُروباً من أتباع الملك أملاً في عدم إمساكهم

وصل الى بداية الغابة بالقرب من حدود المملكة ثم نزع السترة ووجدها تبتسم له

"هل وصلنا؟"

"نعم ولدي مفاجأة لكِ"

أشار بيده على الشجرة الكبيرة بالجوار

التفت لتجد بيتاً صغيراً قبل أوراق الشجرة

"لقد كنت أصنعه طوال فصل الخريف حتى يكون مخبأنا ومكان تجمعنا اذا لم نجد بعضنا البعض"

"إنه رائع"
قالتها بينما تتلألأ عينها وهي ناظرةً اليه

وقف على اول غصن وساعدها على الصعود

عندما استقروا فوق الشجرة كان الغروب قد حل حاولت الصغيرة النزول حتى لا تتأخر على المنزل لكنه منعها

"لا يجب أن نخرج اليوم سنبيت هنا حتى تشرق الشمس"

"أريد العودة الى المنزل"
كانت عينيها ممتلئة بالدموع ولا تفهم ماذا يحدث حولها

لكن صوت الصراخ من بعيد كان كافياً لجعلها ترتجف وتفهم لماذا لا يستطيعون العودة

أقفل تاي باب البيت المكون من القش ليمنع جزء من الصوت في الدخول ثم أوقد المصباح ووضعه جانباً وتوجه اليها

"نحن هنا في أمان هيا تدفئي ونامي جيداً سأنتظرك تخلدين في نومٍ عميق وبعدها سوف أتبعك "

لم يعرف كم من الوقت قد مر حتى نامت الصغيرة

لكنه لم يستطيع النوم حتى أشرقت الشمس و أعلن الصباح عن قدومه !
















...

رأيكم؟

شكراً لإعطائي الكثير من الحب ❤︎

....

 𝗧𝗵𝗲 𝗯𝗿𝗼𝘄𝗻 𝗼𝗯𝗼𝗲 || المِـزْمَـار الْـبُني Where stories live. Discover now