"12"

220 51 22
                                    

كان أول شيء تلتقطه أنفها رائحة الدماء ، كانت قريبة جداً منها و كأنها تحتضنها ، كانت تحاول فتح عينايها ، لكنها من شدة الراحة أُرغمت على أغلاقها بقوة كبيرة ، كادت أن تستفرغ لولا أن أخذت أنفها تعتاد على هذه الرائحة النفاذة ، و أحست في نفسها أن أنفها مُلئت به من قبل .

بالطبع عادت ذاكرتها ليومَ مَقتل جَدتها ، كانت تبلغ من العمر ثلاث سنواتٍ فقط ، لكنها تتذكر كل تفاصيل هذا اليوم و كأنه يمر أمام عينيها

انتشال جدتها من بينهم لأنها أخفت خالتها عنهم فأخذوا خالتها عمداً ، و قتلوا جدتها أمامهم ، قتلوها بدون رحمة ، كان السيف يدخل في قلبها بسرعة لم تعهدها من قبل ، شعرت بأن فؤادها هو الذي طعن ، جلسوا على سُجادة الدماء أسفلهم ولم يتوقفوا عن النحيب ، كانت عاجزة عن فهم ما يدور حولها ، لكنها كانت تعرف أن جدتها ستختفي عن الأنظار قريباً ، لن تكن على قيد الحياة مجددًا ، لن تسقيها من حنانها مجددًا!

فتحت عينيها ببطئ فكانت رؤيتها مشتتة، فقد أغلقت عينها بقوة لمدة طويلة لا تعرف مقدارها الحقيقي  ، لمحت بطرف عينها الفتاة الجالسة تبستم وهي ترتب شعرها بينما كان هناك جثة لفتاة أخرى  يُغطي دمها الأرضية .

" ما الذي حَلَّ بها؟ "
وجهت كلامها للفتاة التي يعلوا وجهها الابتسامة

قالت بينما تتأمل أظافرها التي تلامس بها الجدران
"غبية جلست تزعجهم و تَسُبهم حتى مَلوا منها وقتلوها ، لا أعرف لماذا يصدرون الكثير من الضجيج ؟هل هناك أفضل من أن تكوني زوجة الملك؟ ، حتى لو كان مصيري الموت فهو مصيرنا كلنا  في هذه الحياة ، و يقولون حرية! ما هذا الشيء الذي يتكلمون عنه ، ليس هناك شيء سيمتعني في الحياة أكثر من هذا القصر الفاخر "

نظرت لها نظرة لا تعرف اذا كانت شفقة أو حسد
"هل الجهل في مملكة ظالمة بهذا الجمال ، ليتني لم أتعلم ، ليتني مثلكم يغمرني الجهل حتى أشعر أنني بخير قبل أن أُقتل ، لماذا جعلتني أتعلم تاي ؟ ، لماذا أغرقتني بالأمل ؟ ، لماذا لم تتركني في بحر الظلمات ؟ ، ليس بعد كل ما رأيته من حرية يأخذوني مثلكم أنا مختلفة ، مختلفة جداً ، هل تتساوى كل العقول بهذه السهولة ؟ ، هل أدفن مع الذين ينتظرون سَلب حريتهم بإبتسامة هكذا ؟ ، لقد تذوقت طعمَ الحُب و الحنان لا أستطيع المكوث بعدها مع أشخاص سيقتلونني بعد أول خطأ ، مع ثوران براكين قلبي لا أستطيع أن القي اللوم عليه ، لو كان معي فقط ، لكان سيمسح على شعري كعادته ، و يقول لي أن دموعي أطهر من أن تستقر في وسط الدماء ، سيمسحها بكمه الكتاني بلطف و يتحدث معي حتى يشعر فؤادي بالتراخي ، كم اشتقت لهذه اللحظات كم أتمنى لو كانت لي الفرصة لتوديعه حتى ! "

خارت قواها و سقطت دموعها متمردةً على وجنتيها ، و ذهبت في نومٍ عميق ، لا نعلم اذا نامت فعلاً أم انها سقطت مغشياً عليها !

نظرت الأخرى لها بينما ترتجف أنمالها ، هي لا تفهم مقصدها ولم تشعر بما شعرت لكن أتضح انها ليست كما كانت تظن ، تحركت الى جانبها و احتضانتها و قطعت وعداً مع نفسها أنها ستساعدها بسبب نَجهله حالياً.







....

رأيكم؟

الفتاة مع سنيك♡︎؟

....

 𝗧𝗵𝗲 𝗯𝗿𝗼𝘄𝗻 𝗼𝗯𝗼𝗲 || المِـزْمَـار الْـبُني Kde žijí příběhy. Začni objevovat