الثاني والعشرون

134K 3.7K 204
                                    

رجفه خفيفه سرت بارجاء المنزل أثر عوده الكهرباء لتقع عيناه علي تلك التي غفت وهي جالسه لتتهادي تعبيرات مبهمه لوجهه بينما تتسلل تلك المشاعر التي يعجز عن وصفها  الي قلبه وتسيطر عليه برغبه جارفه بتلمس ملامح وجهها بينما انحني ناحيتها يعدل من وضع نومها ويجذب فوقها الغطاء.... ليضم يداه بقوة رافضا الانصياع وراء ذاك الصوت الذي يتعالي بداخله.....مرت لحظة بينما تسري تلك الكهرباء الطفيفه بكامل جسده حينما لامس ظهر يداه جانب وجنتها الناعم واشتبكت عيناه بملامحها تتفرس بكل انش بها....شعرها البني الذي كلل وجهها الدقيق... اهدابها الكثيفة التي اغلقتها علي عيونها التي أصبحت تقتحم خياله بلونها الذي لم يري مثله...أنفها المستقيم الذي ترفعه امامه بكبرياء ..... وجنتها التي انتشرت بها حمرة خفيفه واخيرا انتهي بتلك الشفاه التي بدأت يداه برسم خطوطها ليشعر بنفسه ينجذب اليها وهو مسلوب الاراده وقد غابت سيطرته علي نفسه وكأن شيئا ما خفي يجذبه ليقترب اكثر واكثر الي تلك الشفاه التي لم تتحرك عيناه عنها ...!!
ابتعد عثمان سريعا من جوارها ماان أدرك ماهو مقبل عليه ليهز راسه رافضا كل ماينتابه من تلك الاحاسيس الغريبه ماان يقترب من تلك الفتاه.... اين تذهب سيطرته علي نفسه امامها..! ؟ لماذا تندلع فجأه بداخله تلك الأفكار التي ماان تدخل بها تلك الفتاه حتي لا تترك جزء من كيانه الا واحتلته.....وهذا ماتفعله النساء...تتسرب في كل انش بحياه الرجال وتعيث بها فسادا.... ان كانت تلك المرأه الغادره التي تجري دماءها بعروقهم تركته هو واخوته بعد موت ابيهم... الن تتركه تلك الفتاه التي لايربطها به شئ إلا ورقه ... ؟!
.اتسعت عيناه فجأه ليسأل نفسه باستنكار عمن اتي بها لتلك الجمله....ليسأل نفسه ايريد ان يعرف ان كانت ستتركه هو ام آدم....؟!
ليهو راسه فهو ليس له أي محل في تلك الجمله... ادم فقط من لا يجب أن تتركه ... هي فقط موجودة من أجل ادم حتي وان كانت أصبحت بأسمه...
لم يتغير شئ ولن يتغير شئ ابدا ..... نعم انه ليس بغر ليقع بفخ كهذا....!!
......
فتحت ليلي عيونها بقليل من الانزعاج بينما تشعر بهذا الألم براسها.... اعتدلت جالسه تنظر حولها لتتذكر أحداث الساعات الماضيه فقد انقطعت الكهرباء وقد كان جالس معها... مررت يدها علي رأسها وهي تنظر حيث كان جالس علي طرف تلك الاريكة بجانب الغرفه.... حتما انه ذهب فهاهو الصباح بدأ بإرسال اشعته.... قامت من سريرها وفتحت الباب وهي تضع احدي يديها علي جانب رأسها متألمه...!
كان نور الصباح قد بدأ يشق بخيوطة ظلام الليل  حينما نزلت ليلي في هذا الهدوء تبحث عن أي مسكن لألم راسها....
  لتشعر هدي بوجودها فتخرج من غرفتها تجاهها ; انسه ليلي صباح الخير
قالت ليلى بصوت واهن قليلا : صباح النور.... لو سمحتي هو في اي مسكن هنا
قالت هدي باهتمام ; خير.. انتي تعبانه
اومات لها ; اه عندي صداع
هزت هدي راسها قائلة : طيب انا عندي مسكن كويس هروح اجيبه ليكي علي طول
تناولت بضع أقراص من الدواء الذي احضرته لها هدي وشربت القليل من الماء
لتسالها هدي : تحبي اجهزلك الفطار
: لا انا هطلع انام
: بس انتي اخدتي الدوا من غير اكل
: معلش خليني انام احسن عشان الصداع يروح
; ان شاء الله...
........ تراجع عثمان سريعا الي غرفته ماان رأي ليلي تصعد الدرج... انتظر حتى دخلت غرفتها ثم نزل للأسف لمكتبه...
اسرعت هدي تعد له قهوته وتتجه اليه ; صباح الخير ياباشا
هز راسه باقتضاب ; صباح الخير
وضعت هدي القهوة امامه لتساله : تحب اجهز لسيادتك الفطار بعد القهوة
هز راسه : لا...
اومات له وهمت بالانصراف ليتمرد لسانه علي عقله قائلا : خدي الفطار فوق
قالت هدي : شيرين هانم لسه عند والدتها
والانسه ليلى قالت مش عاوزة تفطر
حاول الايبدو مهتما وهو يسالها : ليه.؟
قالت هدي بهدوء ; كان عندها صداع اخدت مسكن وقالت هتنام احسن
رفع عيناه تجاه هدي ولمع بها السؤال عن حالها ولكنه سرعان ماجمد ملامح وجهه قائلا باقتضاب ; طيب روحي انتي
.............
...
اسرعت مي تجاه غرفه ابيها الذي كان في حاله هياج تامه لشعوره بالعجز بينما يحاول نطق اي شئ.... قالت فاتن ; اهدي بس ياطارق
دفعها طارق بعيدا عنه وحاول ان يغادر الفراش ولكن عجزة لم يسعفه وظل يحاول الحديث بوجهه احمر غاضب لتقول مي... ماما ايه اللي حصل..؟
قالت فاتن بغضب من بين أسنانها : زي عادته مش عاجبه حاجة
اسرعت مي تجاه ابيها تحاول تهدئته : اهدي بس يابابا وفهمني في ايه
ساءت حاله طارق بينما شعوره بالعجز يتفاقم وهو لايستطيع إيقاف خطط زوجته الشريرة عن اخذ وصايه ادم وانتزاعه من اخوات امه من أجل الميراث... والتي عرفها بالصدفه حينما استمع لحديثها مع خالد
ذلك الابن الذي يشبهه امه بكل شئ... حاقد طامع بلا مباديء
وقد شب علي كراهيه مدحت أخيه الكبير بالرغم من ان مدحت لم يقدم له الا كل خير طوال حياته 
....... باااابا صرخت مي بهلع حينما ارتمي طارق علي الفراش فاقد الوعي
...........
   ....
عقد ادم حاجبيه بتذمر... لا مش بحب البيض ده
قال باستنكار عمار وهو يتطلع الي حاله المطبخ الذي بدا وكان إعصار ضربه في محاوله منه لصنع الافطار ككل يوم
: لا بقولك ايه ياباشا انا بقالي ساعه بعملك البيض وفي الاخر تقولي مش عاجبك
اومأ ادم : اه مش حلو ياعمار
رفع عمار حاجبه مستنكرا : عمار كدة..!! انا خالو ياباشا
قال ادم بمشاكسه: مش وقته ياعمار .. انا جعان
: يبقي تاكل البيض اللي عملته
هز ادم راسه : لا وحش اوي
حمله عمار واجلسه الي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ... طيب اعملك ايه غير البيض
فكر ادم بحيرة  : اعمل ليا البيض اللي ليلي بتعمله
فرك عمار راسه بحيرة : مش عارف يادومي
شوف حاجه تانيه
قال ادم بتفكير... كوكيز ومعاها لبن
هز عمار راسه... لا طالما وصلت لكوكيز احنا نفطر برا وخلاص
اومأ ادم بحماس ليقول له عمار.... اجري البس وانا هنضف المطبخ والبس بسرعه
...........
....
خرج ادم يركض سابقا عمار ببضع خطوات حيث وقف عمار يبحث عن مفتاح سيارته
........ تراجع ادم سريعا بخوف ماان راي ذلك الكلب ينبح بالسياج الخشبي المجاور لهم..... خالو
قال عمار وهو يمسك بيد ادم... مالك ياحبيبي.. ؟
أشار ادم للكلب بخوف ليقول عمار مطمئنا : متخافيش ياحبيبي
أدخل عمار ادم الي السيارة واتجه الي الشاليه المجاور له ليقول بصوت عالي... يااستاذ
نظر له ذاك الرجل الاشيب الجالس على احد المقاعد بشرفه الشاليه .. ايوة
قال عمار بحزم : ياريت تربط الكلب الموجود في الجنينه ورا
اومأ له الرجل دون أن يتحرك من مكانه ليزفر عمار بضيق ويعود للخارج حيث سيارته
.......
.....
: اية يادكتور طمني. ؟
عقد الطبيب حاجبيه يطالع فاتن بنظره حاده :
اظن ان انا منعت عنه الانفعال
قالت فاتن ببراءه مزيفه : محدش ضايقه يادكتور
قال الطبيب بأتهام : امال هو وصل لحاله دي لوحده
هزت فاتن كتفها بتأثر زائف : مش عارفه يادكتور... بس هو اكيد متضايق من حالته
اومأ الطبيب لتقول : اقدر ادخل اشوفه
هز راسه ; لا.. هو محتاج راحة تامه حاليا
بعد انصراف الطبيب تنهدت فاتن بضيق تعنف خالد.. عاجبك كدة اهو ابوك عرف كل حاجة
قال خالد ببرود ; مايعرف وهو يعني سر حربي... ماهو لما هنسكب الحضانه كمان كام يوم هيلاقي الولد عندنا
: ايوة بس وقتها هنكون خلاص ضمنا الموضوع إنما دلوقتى.... قاطعها خالد بشك :وهو يقدر يعمل حاجة دلوقتى.. ؟
لوت فاتن شفتيها : عشان خاطر ابنه يقدر يعمل.... ماهو اصل مدحت ده اتكتب علينا عايش وميت
ضحك خالد بدناءه : لا ياتونا حقك تدعيله ده احنا علي ايده هنشوف العز والملايين
قالت فاتن بتطلع : امال كمان لو الغبيه اختك كانت سمعت كلامي واتجوزت الباشا كنا شفنا العز بحق وقتها
لوت مي شفتيها : بالبساطة دي....
اومات فاتن بتأنيب ; طبعا بس اقول ايه عليكي غبيه كشفتي ورقك بدري بدري
قالت مي بسخريه ; مش،غبائي لوحدي..... كلنا اغبيا عشان كنا فاكرين آننا اذكياء بزياده ومحدش فاهم نيتنا
ضحكت فاتن ساخرة : وهي نيتنا ايه غير الولد يفضل في حضنهم واحنا كمان
نظرت لها مي بسخريه مماثله : وفي حضن الملايين كمان لما يتجوزك
قالت مي وهي تخفي حسرتها : اهو خلاص اتجوز

القاسي Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz