التاسع والعشرون

166K 3.8K 344
                                    


بعد ان انتهت نوبه جنون عشقه بها جذبها لتتوسد صدره الذي هدرت بداخله دقات قلبه بجنون... لايعرف ماذا تفعل به تلك الفتاه لتقلب كيانه راسا علي عقب بتلك الطريقه فينسي معها من يكون...!
اغمضت ليلي عيناها مستمتعه بسماع دقات قلبه الراقده فوقه
ناداها بنبرته الهادئة : ليلي
همهمت دون أن تفتح عيونها ليسألها برفق : انتي نمتي..؟
هزت راسها دون قول شئ ليمرر يداه برفق فوق خصلات شعرها هامسا : ساكته ليه
رفعت رأسها ببطء ووضعتها فوق يدها التي استندت بها الي صدره وتطلعت اليه بعيون تحمل مشاعرها له لتعترف بنبره ناعمه :  بسمع صوت قلبك
تهادت ابتسامه هادئة الي شفتيه ليمرر ظهر يده برقه علي جانب وجهها قائلا : وبيقولك ايه..؟
هزت كتفها قائلة بابتسامه حالمه ; بيقولي اللي انت مش عاوز تقوله
سحب نفس مطولا وهو يتطلع لها بحنان يحدث نفسه ليت الأمر بهذا السهوله..... ليت كل مافي الأمر أن قلبه لاينطق بحبها الذي تفشي بكل كيانه..... ليت الأمر انه تخطي ذلك الخوف من الاعتراف بأنه يكن مشاعر لأي انسان قد يخدل مشاعره بيوم ما..... انه يخشى ان يخبرها بحقيقه مشاعره.... يخشى كثيرا من تلك المشاعر التي تفشت بداخله وسيطرت عليه بقربها..... يخشى ان يتعلق بها اكثر واكثر فتتركه او تبتعد عنه فيواجهه اكبر مخاوفه في الحياه وهو فقد احباءه بعد ان تركتهم والدته ومن بعدها فقد اخته الصغيره.....
طالت نظراته لعيونها قبل ان ينفلت السؤال من بين شفتيه وهو يتأملها فهي صغيرة جميله بقلب ابيض رقيق لم يتعكر بقسوته :  انتي طلعتيلي منين... ؟
فهمت انه كعادته لن يتحدث عن مايشعر به لتعود تتوسد صدره هامسه بدلال ;  انت اللي خطفتني انا مطلعتلكش
صمت بينما غامت عيناه بتلك الذكريات السيئة التي لابد وأنها مازالت تتذكرها له لتشعر بما شعر به من ذنب فتقول واناملها تتحرك برقه فوق صدره العاري :
بس تعرف ان خطفك ليا ده احسن حاجة حصلت ليا
ظن انها تهاوده ولاتريده ان يشعر بالذنب لذا تقول هذا.... لتهز ليلي راسها وتكمل بتأكيد :  انت وعمار وآدم خليتوا لحياتي طعم
ابتسم برقه علي طيبتها وقبل راسها قائلا : وانتي كمان
رفعت عيناها اليه تسأله لتدفعه للاعتراف ولو بأي كلمه من بمشاعره ناحيتها  : انا ايه.. ؟
ضحك مشاكسا قائلا : كل اللي قولتيه
أفلتت ضحكتها الجميله لتداعب مشاعره بقوة بينما يري ان الحواجز بينهم تتلاشى لحظة بعد الاخري بينما لم يعد يعرف نفسه حينما يكون معها فهو اصلك تقريبا رجل اخر... رجل عاشق غير ذلك الاخر المثقل بالهموم .... تذكرت لتترك حضنه وتعتدل جالسه سريعا وهي تقول : يااه ده انا نسيت ادم عنده حفله في المدرسه النهارده.... هقوم اجهز بسرعه
اعتدل جالسا هو الاخر  ليضحك قائلا : طيب تجهزي بسرعه عشان ننزل نشوف ادم الفضيحة ده راح فين..؟
.........
...
اومأ لها لتسرع الي الخزانة تسحب ملابسها وتدخل للاستحمام....
انتهت سريعا ووقفت تصفف خصلات شعرها بعد ان انهت حمامها لتلتقط ملابسها الانيقه التي اختارتها خصيصا من أجل حفل ادم....!
كان عثمان واقف امام المرأه الكبيرة يغلق ازار قميصه حينما خرجت ليتطلع اليها باعجاب بينما ارتدت بلوزة حريريه زرقاء بأكمام طويله فوق تنورة كلاسيكيه من القماش الاسود من القماش وحذاء بكعب عالي لائم ساقها الممشوقه..... اخفضت عيناها بقليل من الخجل بينما تلكأت نظراته فوق كل انش بها باعجاب واضح جعله يترك ربطة عنقه من يده ويركز بتأملها.....
اقتربت منه بضع خطوات لتقول بقليل من الجرأه : تسمحلي اربطهالك
اومأ لها واتجه ناحيتها ليقف امامها ويترك لها ربطه عنقه تعقدها له بينما أنفاسه مأخوذة بقربها منه وتدخلها في تفاصيل حياته بتلك التلقائي ومحاولتها للاقتراب منه التي رحب بها ....
طافت عيناه على وجهها الذي احمر خجلا بينما أرادت بالفعل ان تهتم بملابسه وهيئته وطعامه وكل شئ يخصه وسعدت انه لم يصدها.... سرت رعشه باطرافها حينما شعرت به يحيط خصرها بذراعه ويقربها اليه اكثر بينما أعطاها الحذاء طول مناسب له لترفع عيناها اليه وليتها لم تفعل فهو ليس بحاجة للغرق اكثر بفتنتها..... قال بنبره جذابه وعيناه تطوف بملامحها : تعرفي انك حلوة اوي النهارده
ابتسمت له وزينت الحمرة وجنتها وهي تقول بخجل  : بجد
اومأ لها لتهز كتفها قائلة : ادم عنده حفله فقولت البس كدة
تغيرت ملامح وجهه ليتراجع خطوة للخلف وتتبدل نظراته المعجبه بأخرى مقيمه وهو يسالها باستنكار : يعني انتي خارجة كدة
قالت وهي تهز كتفها : امال هلبس كدة في البيت
رفع حاجبه باستنكار : ومتلبسيش كدة ليه..؟
هزت كتفها : عادي.... بس ده مش موضوعنا
اومأ لها بغيرة واضحه بينما تخبره انها لن تتأنق هكذا له بينما تفعلها لحفل ادم  ; ماشي مش موضوعنا تلبسي ايه في البيت موضوعنا تلبسي ايه برا البيت وده ميتلبسش برا البيت
نظرت الي نفسها وملابسها قائلة :  علي فكرة مفيش فيه اي حاجة
رفع حاجبه وهو يشير باستهجان : هو ايه اللي مفيش.... مين قال اني هسمحلك تلبسي كدة
قصير وضيق
نظرت له بدهشه قائلة : انت مكنتش كدة
سألها بحدة : كدة ازاي يعني..؟
: مكنتش بتتكلم في لبسي
زفر بضيق قائلا : عشان مكنتيش بتلبسي كدة..... وبعدين محسساني اننا متجوزين من عشر سنين واتفاجئتي بطبعي
اومات له بانفعال : اه اتفاجئت طبعا ودلوقتي المفروض انا البس ايه
أشار لها بنبرة قاطعه : البسي اي حاجة تانيه إنما لبس زي ده..... لا
زفر واتجه الي الباب ليهز راسه متبرطما ; مينفعش طبعا نكمل يوم من غير خناق صح
نظرت له بغيظ فهو من بدا بالشجار والتحكمات: ده انا
هتف بحنق : لا انا
خرج من الغرفه لتتطلع لنفسها بحسره فهي ارات بشده ان تخرج بتلك الملابس....!
............
........
نزل عثمان للاسفل ليجد عمار جالس في البهو :
عمار صباح الخير
التفت اليه عمار بابتسامه : صباح الفل ياباشا
سأله عثمان ; جيت امتي
ضحك عمار قائلا : من وقت مابعت لك ادم
زم عثمان شفتيه مزمجرا ; هو انت اللي بعته.... اه ياابن ال...
تعالت ضحكة عمار قائلا : ياابن ايه.....
ضحك عثمان هو الاخر قائلا : عبد الحميد الباشا
وضع عمار ساق فوق الاخري قائلا : ماهو سيادتك نايم وسايب الشغل فوق دماغي
رفع عثمان حاجبه : كل ده عشان يومين اجازة
اومأ عمار قائلا : حقك بس كفايه عليك دلع كدة
تهكم عثمان قائلا : دلع....
عمار انت فايق ورايق علي الصبح
تنهد عمار قائلا : ولا فايق ولا حاجة
انا قرفان
التفت اليه بقلق قائلا : مالك..؟
اغمض عمار عيناه لحظة قبل ان يقول : اللواء كامل جالي امبارح ورجع المهر والشبكة واتنازل عن كل حقوق بنته.....
نظر له عثمان ليكمل بتنهيده حارقه : الراجل متدمر علي الاخر،..... صورته مش، مفارقاني اومأ له عثمان ليرفع عمار راسه متساءلا ;انت مقولتليش ليه علي اللي شيرين عملته
نظر اليه عثمان قائلا : هو ده اللي مضايقك 
تنهد قائلا :  متضايق من كل اللي حصل ياعثمان..... جت ليا قبل ما تعمل كدة في نفسها وطبعا ده بسبب الكلام اللي قولته لها
سأله عثمان بقليل من الاستنكار ; انت لسه عاوزها
هز عمار راسه قائلا : مينفعش اكمل معاها بس ده ميمنعش اني مستقل نفسي وانا بتعامل معاها بالطريقه دي
انا مش انا وانا بستقوي علي واحدة ست
ربت عثمان علي كتفه قائلا : متحملش نفسك فوق طاقتك.... اي حد مكانك كان هيعمل اكتر من كدة
اومأ له عمار واعتدل واقفا وهو يقول : هطلع اشوفها
هز عثمان راسه وأشار لهدي قائلا ; شوفي ادم جهز ولا لسه عشان ميتاخرش
اومات هدي قائلة : حاضر هطلع اشوفه مع مدام ليلي
........

القاسي Where stories live. Discover now