الرابع والثلاثون

206K 4.3K 503
                                    

دفع عثمان الباب بقدمه ودخل بها الي الغرفه لتهتف به بغضب تخفي بها  نظرات عيناها المشتاقه له : قولت مش هعتب بيتك
اومأ لها قائلا : انتي قولتي رجلك مش هتعتب البيت ورجلك اهو  معتبتش انا شايلك
مسيطر ويصل الي مايريد دوما ولكنها لن تنقاد مجددا خلفه مهما فعل... لن تستمع لدقات قلبها الساذج الذي وقع بحبه وكم عذبها هذا الحب.... كم كانت قبل عده ايام برفقته تعيش سعاده لم تحلم بها وفجأه وجدت نفسها تستيقظ علي كل ذلك العذاب.... كانت بين ذراعيه وبعدها أخذها للسائق بل واخبرها انه لم يخطيء بفعلته.... لجأت اليه وخذلها حينما صارحته بالحقيقه...لا يري انه أخطأ بشيء ودوما المبررات موجوده لنفسه اما هي فلا يهم ماتشعر به ولا مانال قلبها من جروح علي يده  ..... اااه من وجع قلبها المتقلب بين دهاليز الحيرة.....
ااه من قلبها الذي لايعرف علي اي ارض يقف مع هذا الرجل ولا بأي مرساه ترسو ببحور عالمه ...اااه من هذا الرجل الذي بكل  مرة يجعلها تحلق في السماء حينما تري اهتمامه وأفعاله التي لاتنكرها فقد حارب العالم من أجلها ليخرجها ولكنه بعدها يتحول لرجل اخر بلا قلب ويخبرها انها لاشئ...!! تعبت من الحيرة والترقب وقد أعطته اكثر من فرصه ليخبرها بحقيقه مشاعره تجاهها ولكنه يتهرب دوما لذا لن تسمح لقلبها ابدا بأن يقودها ويتركها ضائعه في بحره الواسع والذي عجزت عن مجاراته او الوجود وسط امواجه التي لم تعد تعرف متي تعصف بها ومتي تكون هادئه ...!
انتفخت وجنتها وهي ترفع عيناها اليه بغيظ لتجد نفسها تتنفس أنفاسه بينما وجهها يكاد يلتصق بوجهه.... لتحاول ارجاع راسها للخلف بعيدا عن قربه المهلك لتغزوها رائحه عطره الرجوليه التي فاحت من عنقه الذي وجدت وجهها امامه..... قالت باقتضاب وهي تتمسك بكل ذره ثبات لديها امام استخدامه لقربه الذي يعرف انها لن تقاومه كثيرا : نزلني
تلكأت خطواته ليبقيها بين ذراعيه أطول فترة وهو يتجه بها الي طرف الفراش بينما قلبه يتقافز بداخل ضلوعه من قربها الذي اشتاق اليه....انزلها برفق علي طرف الفراش لترفع وجهها اليه وتباغته بشراستها التي جعلت البريق يعود لعيونها فترفع اصبعها امام وجهه بتحذير: اوعي تكون فاكر ان بطريقتك دي هترجعني عن قراري
وضع يده فوق اصبعها الذي وجههته له قائلا بلين لم تتوقعه : اولا مترفعيش ايدك في وشي كدة... ثانيا احنا اتفقنا ان انا اللي بقرر
ثالثا وده الأهم... قاطعته بغيظ من تلك الغطرسه الفطريه التي يتميز بها والتي سطرت له وحده دون غيره من الرجال
:يغني ايه انت اللي قرر وبعدين احنا متفقناش علي حاجة.... احنا اصلا عمرنا مااتفقنا علي حاجة
بالرغم من شراستها الا انها رأت ابتسامه لم تعرف سببها تلوح علي طرف شفتيه لتتفاجيء به يجلس بجوارها قائلا ببساطه بتلك النبرة اللينه التي يستخدمها معها عكس عادته وقد انتي ان يحني راسه قليلا امام صورتها والا يدخل معها في جدال ومن أمهر منه  في فن المفاوضات : خلاص ياستي نتفق
اتسعت عيناها وكأنها رأت شئ خيالي ماان نطق تلك الكلمات والتي كان من المفترض أن تجعلها تشعر بالسعاده كما توقع ولكنها هزت راسها برفض فماذا يفعل بها..؟! لقد وضع لها للتو السم بالعسل بعد ان أخبرها سيطره انه صاحب القرار قام  بأضافه نبرته الناعمه في النهايه ليخدعها بها .... بلحظة يخبرها انه صاحب القرار فتثور وباللحظة التاليه يتحدث معها بتلك الطريقه التي تبدو وكأنه يدللها ويخطب ودها... ومن قال انه لايفعل.؟! فليدللها ويخطب ودها لعله يهديء من ضراوة حربها معه ويعيدها مجددا لصفاء عهدها معه
اشاحت بوجهها بعيدا عن نظراته التي عرف كيف ينفذ لاعماقها بها :  نتفق علي ايه.... ؟
مفيش بينا اي اتفاق
سألها وعيناه لاتفارق النظر لعيونها التي اتقدت بها حروب العالم بأكمله:ليه..؟
تعلثمت من سؤاله في البدايه : عشان... عشان
ولكنها سرعان مافكت عقده لسانها وتابعت بهجوم :عشان انت هترجع تاني نفس الشخص... وترجع تاني ليه انت اصلا زي ماانت والدليل كلمه انا بس صاحب القرار اللي لسه قايلها ومعتقد اني هقبلها بس ده كان زمان..... انا مش هاجي على نفسي تاني ولا أقبل اي حاجة مش، مقتنعه بيها
انت بتقول اي كلام عشان تنهي الموضوع  ومتوقع ان انا زي الهبله اصدقه وبعدها.... ماتت الكلمات فوق شفتيها الورديه حينما لامس طرف أصبعه شفتيها مقاطعها : مفيش بعدها
رفعت اليه عيناها التي عكست تسارع أنفاسها ودقات قلبها فهاهو يفاجأها لمرة اخري بهذا الهدوء ليوميء لها بهدوء شديد وهو يقترب انش اخر منها : خلاص ننسي اللي فات...
: بالبساطه دي
: وليه نصعبها.....  ليلى انتي مش شايفه اني بحاول اتغير زي ماانتي عاوزه ساعديني بقي  وبلاش طريقتك دي
بالرغم من محاولته لتهدئتها الا ان اخر مانطق به افسد تلك المحاوله  فرفعت حاجبها قائلة بهجوم فهل نسي للتو كل ماقاله لها :   مالها طريقتي مش انت قولتلي ابقي كدة....
متثقيش في الناس ومتصدقيش حد
: وهو انا حد
: امال انت ايه..؟
هاهي فرصه أخري ألقتها له ليخبرها بماهي مشاعره ناحيتها وعليه ان يقتنصها
: انا..... توقفت الكلمات علي شفتيه بينما استرسل قلبه.... يريدها ان تعرف انه امانها وسندها وزوجها وحبيبها
تباطأت دقات قلبها في انتظار اجابته
ليخالف كل مانطق به قلبه قائلا بمراوغه لم يقصدها ولكنه اعتاد عليها حتي لايصرح بمايجيش بقلبه
: انا عمري ماهأذيكي تاني
لم تكن الاجابه التي توقعتها ولكنها بأي حال سهلت مهمتها لتتغاضي عن الوخزة التي اصابت قلبها وتوميء له بهدوء بالرغم من النيران التي التهمت قلبها الساذج الذي وقع بحبه ومازال يتوسل مجرد كلمه منه وكانت تلك اجابته التي هي في حد ذاتها مؤذيه
لاحت خيبه الأمل في عيونها بينما استنزف اخر فرصه لها معها لتقول بمراره هازئه  : وتقولي اتغيرت ....!!
نظر اليها لتسلخه بنظرات عيناها وهي تكمل :انت زي ماانت وعمرك ماهتتغير.... اللي بتعمله دلوقتي ده كله مجرد تنازل وقتي عن طبع بيجري في دمك وعمرك ماهتتنازل عنه... انت زي ماانت.... عثمان الباشا بكل قسوته وعناده وجبروته وغروره ..... عثمان الباشا اللي مفيش اي حاجة ترضيه الا تفكيره هو وبس تفكيره اللي دايما بيبرر له تصرفاته انها الصح حتي لو الصح بتاعه ده بيجرح اللي حواليه المهم هو شايف ايه
رمقته بنظرات ساخرة وأكملت بمراره ; مش هتاذيني تاني...!!
لا متشكرة متتعبش نفسك عشان انا اللي مش هسمح لحد يأذيني تاني
ذكر.... غبي.. احمق... مغرور.... ذو كبرياء مزيف اهتز مع رؤيه تلك الدموع تلمع بعيونها بينما جرحها مرة اخري  في خضم  صراعه مع نفسه العصيه التي مازالت تسيطر عليه وتجعله يخشي ان يخبرها بكل ما يجيش بصدره وقد اعتاد الا يصرح بمكنونات قلبه لأحد ومهما جاهد مازال امامه الكثير ليستطيع تغيير طباع فقد اعتاد عليه سنوات طويله ولن تتغير بين يوم وليله
ليتمرد قلبه عليه ويحاول النطق سريعا وإصلاح ماافسده طبعه الذي يغلبه
:  ليلي انا.... ... ضاعت اللحظة حينما انفتح الباب ودخل ادم منه ركضا اليه...!
......
اسرع عمار خلف ادم الذي ترك يده وأسرع خلف ليلي ولكنه تراجع للخلف سريعا ماان اصطدم بشيرين التي تأوهت لحظة بينما اصطدم جسدها به بقوة 
: انتي كويسه... ؟
هزت راسها وتجمدت الدماء بعروقها ماان لامست يداه ذراعها وهو ينظر اليها يحاول تبين مااصابها من أثر الاصطدام به
ترك عمار ذراعها سريعا قائلا : اسف مأخدتش بالي وانا بجري ورا ادم
اومأت له وخفضت عيناها سريعا بينما شعرت بمقدار نفوره من مجرد لمسه يده لها ليغص حلقها بالمراره وتقول بصوت حاولت أن تخفي به دموعها : عادي انا اللي اسفه اني طلعت من الاوضه فجأه... انا بس كنت عاوزة اسلم على ليلي
اومأ لها واتجه  خلف ادم وهو يسحب نفس عميق يخفي به ضيقه من نفسه علي ذلك الحزن والجرح الذي يسببه لها ولكنها من تسببت بهذا لنفسها وله....!
.........
...
دخول ادم ساعدها الا تبكي وخاصه امامه بينما هو كعادته دوما في موضع الجلاد..!
ضمت ادم لحضنها والذي تعلق بعنقها بحب شديد : وحشتيني ياليلي
اغمضت عيناها وهي تردد بحب وحنان بينما أفلتت الدموع من عيونها  : وانت وحشتني اوي ياقلب ليلي
قال بعتاب : سبتيني لوحدي
ابتسمت له برقه : غصب عني
ارتمي مجددا لحضنها لتضمه اليها بينما
نظر عثمان لها ولأبن اخته بينما يري انها لا تختلف كثيرا عنه... صغيرة... وحيده... بحاجة للحب والحنان والاحتواء وهو لم ينجح في منحها اي منهم والدليل تلك الدموع التي تغزو مقلتيها ولا يعرف السبيل لابعادها عن عيونها ..!
بالرغم من هذا الخلاف الذي لا يتوقف بينهم الا انه يحبها...! نعم يحبها وعرف معني تلك الكلمه علي يديها ولكنه فقط يعجز عن نطقها بلسانه لانه لم يعتاد علي وصف مايشعر به بالكلام وقد ظن انه استطاع اشعارها بمدى الحب الذي يكنه لها ولكن يبدو أنها تريده ان يتحدث وليس بيده حيله فهو لايعرف كيف يفعل....!!
يهتم بها ويخاف عليها ويعشقها حد الجنون  يريد تقديم العالم لها لو استطاع فلماذا لاتشعر بأن هذا ما يكنه لها دون أن ينطقه..؟!
......
...

القاسي Where stories live. Discover now