36/ عِلاَقةٌ مُعَقدَة

153 49 373
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.

عِلاَقةٌ مُعَقدَة، بِأحجيَاتٍ مُتعِبه، كَفؤاد راغبً بقربكِ وعقلٌ والعٌ ببعدكِ، إِتركِينِي... فَأنا مَن يُريِد ذَلِك، لا تَتركِينِي... فَأنا لا أَرغَبُ بِذلك!!

مَشَاعِري مُضطَرِبه، دَواخِلي مُتَذَبذِبةٌ متَأرجِحةٌ بَين القُربِ والفُراق الأبدي، تَعبتُ مِن بقَائِكِ، رَغبتُ بِإقتَرابِكِ، نَعم إن الحَياة فَانِيه زَهرتِي الوَهَاجه، ولَكن يبقي ذاك الحب مخيفً بالنِسبة لِي، فذلك الحب معَقد، ذاك الحب مُزَيف، ذاك الحب مُحزِن.

أتعلمين، دائمًا ما كنت أرىٰ أن الحب ما هو إلي مجرد كذبة، كذبة تشدت وتوطدت بنفوس البشر، حتي صارت شيء مقدس، يقال أن الحب جميل، يقال أن الحب دافئ، يقال أن الحب يغير الأفئدة المُثلِجَه ليجعلها ككوب قهوة دافئة باليالي الشتوية.

أذًا، لما أنا لست كذلك؟

لما فؤادي الدافئ بالأصل قد أضحي باردً .. معكِ، لما روحي اللطيفه قد صارت صارمة معكِ، لما شخصيتي الهادئه صارت صارخة معكِ، لما ... لما كل تلك التغيرات قد أُنشِأت معكِ، لما أنتِ بالذات!!

أنا لا أستطيع فهم ذلك، بدواخلي مشاعر معقده، لا علم لي بكوني أحبك حقًا أم ذاك مجرد طيشٍ ينال بشبابي ليجعله يمر بتغيراتٍ غريبة، أم ياترىٰ هو أفتقارٌ للصحبة، فلم يكُ لي شخصٌ أتحدث معه منذ موت والدتي، فكنتِ أنتِ أول من تحدث معي بحنانٍ، أم لأني أشتقت لمشاعر الأهتمام، فكنتِ كالصديقة والأم في بعض الأحيان، أم لأنك الفتاة الوحيده التي عرفتها بحياتي الخالية من أي علاقة مع البشر أم ربما هي الغيره؟

هل تسمي الغيرة حبًا ياترىٰ، يقال أنك بحين فقدان شيء ما كان بين يديك وأمام عينك دائمًا تشعر بالحنين له، مع أنك كنت لا تعطيه بالاً أو قيمة لوجوده حتي، ولكن بعدما أخذه شخص أخر أصبحت كالتائه بمتاهة الذنب القاتل،تريد أستعادته حتي ولو كلفك الأمر أستعمال القوه، ولكنك بالنهاية تتراجع؛فأنت قد أذيته وأذيت مشاعره البريئه الذي كنها لك، لما غضبك وطمعك أعمياك الأن عن رؤية تلك الحقيقة... فهل حقًا تظن أنها ستعود لكَ مع تلك المشاعر القديمه .. ذاك مستحيل.

نعم لم نجلس معًا سوىٰ مراتٍ تعد علي الأصابع، لم نتحدث كثيرًا، لم أركِ سوىٰ من قريب، لم أدع لكِ فرصة لتهتمي بي، ولكن دائمًا بذاك الوقت القصير الذي عرفتك به وحتي بعد هروبنا مع ذاك الفتي، كنتِ جاهزة لأحتوائي بأوقات خوفي وحزني بأوقات قلقي وصراخي بأوقات برودي ... وأوقات حبي.

أحبك، ربما نعم، وربما لا، لا يمكننا الحكم علي حبنا للأشخاص فقط بمقابلتهم يومًا أو أثنان أو حتىٰ سنة بأكملها، الحب ليس بالوقت، أنما بالمواقف، الحب يقاس بمدىٰ قوة المواقف التي مرت علينا، كيف مررنا بها، كيف عشناها، كيف تماسكنا سويًا، كيف تخطيناها.

دستفوتش ||  DSTFOTSHWhere stories live. Discover now