البارت السابع عشر : " أنظر إليك بعيناي المتلألأه.."

26 2 5
                                    

التفت فكتور إلي وقال وهو في حيرة :
- ما الذي علي فعله؟
" لم أجد أي جواب مساعد ولأنني أنا بالفعل متوتره من كون أن هنالك شخص على وشك الموت .. "
- لا لا أعرف .. اا سأنادي أحد الضباط !
وبالفعل هرعت إلى باب الزنزانة وبدأت بالمنادات بأعلى صوتي .. لم أجد أي استجابة تذكر .. وفي ظل مناداتي لمحت ضابط يسير على أقل من مهله بممر على يساري ... أخرجت يدي من القبضان مؤشرتاً له في محاولة للفت انتباهه .. وبالفعل هو التفت إلي .. ثم تجاهلني وأكمل طريقة ، جن جنوني عندما رأيته يفعل ذلك قصرخت بصوت عالي ليأتي :
- أيها الشرطي ! فالتأتي إلى هنا !!!
أكمل طريقة هو الآخر وكأن شيئاً لم يكن ، لقد ذهب ذلك الضابط تباً ، التفت إلى فكتور ولم أرى إلا تلك الملامح الحزينة كاسحة وجهه وهو يتشبث بيد جان...

" لم أعد أعلم ما الذي علي فعله الآن ..."

- ابنتك تنادي في الممرات كالمجنونه
- ابنتي؟
- نعم تلك الفتاة التي اقليتها بنفسك إلى هنا
- اتقصد أمبر؟
- نعم نعم
- ولماذا هي تفعل ذلك؟
- لا أعلم ولا أهتم لمعرفة السبب فالتسرع إنها تزعج السجناء الباقين
- ..... وليست ابنتي لتقول ذلك
- آوه حسناً هيا فالتذهب

- فكتور .. اا ما الذي علينا فعله ؟
ألقى بناظريه علي ثم قال :
- أتقومين بسؤالي وأنا من أحتاج الجواب هنا؟
- ولكن .. يجب أن نفعل شيء وإلا جان سيمو..
أردف بنبرة غاضبة لي :
- فالتصمتي رجاءً ! لست في مزاج جيد لسماع أخبارك المستقبلية المشؤومة !
وكان حقاً يحاول تمالك نفسه عن الإنفجار...

وخلف محادثتنا تلك وقف ذلك الرجل أمام باب الزنزانة بصمت ... يلقي علينا بنظراته المخيفة ...
- ما سبب هذا الجو العكر ؟
نهضت ببطأ وأنا أقترب منه ... تشبثت بتلك القبضان الفاصلة .. و أنظر إليه بعيون متلألأه .. كان أملنا الوحيد ... نعم إنه الاعور ...
- والآن لماذا تبكين أهنالك شيء ما؟
" لم أنطق بأي كلمة فقط قمت بالتأشير على جان وفكتور القاعدين بالخلف .. رفع بنظره .. كانت ملامحة هادئة .. تبعث بنفسي الهدوء " .. عاد بنظره إلي ثم سأل بنبرة هادئة :
- ما الذي به؟
- أنه فقط على وشك الموت...

وفي نهاية تفوهي بذلك .. قام بإخراج حمالة مفاتيح فاتح لباب الزنزانة ، دخل سريعاً دون حتى إغلاقه للباب ، دنا بنفسه قليلاً ، ألقى بحدقته متفحصاً لحالة فكتور ، لم يقم فكتور بأي حركة تذكر ، لم ينهض أو يدع يد جان ... فقط قام بتوجيه نظرات شكه ، تجاهل الأعور ذلك ، وجثا على ركبتيه سريعاً ، بدأ بتفحص حال جان لم يقم بالشيء الكثير ... كان تفحص سطحي لا أكثر .. ، نهض سريعاً وهرول إلى باب الزنزانة ، كنت أحدق به وكأنني أعتقد بأنه لن يعود ... وقد لاحظ ذلك ...
التفت إلي وهو يقوم بإقفال باب الزنزانة .. وقال :
- لا تقلقي سأعود ومعي طبيب لمعالجته...
وقبل ذهابه قال وهو ينظر لفكتور :
- لا يمكنني حمله معي وهو بهذه الحالة
وذهب بعد ذلك...

" بعد نصف ساعة بالضبط أنقذ جان وبأعجوبة من شفا حفرة الموت تلك .. ، وما جعلني أتيقن من كونه بحالة مستقرة الآن هي ملامحة الذابلة وهو نائم ..."

وفي ظل تفكيري بذلك كنت ألقي بنظري على فكتور ، رفع بناظريه إلي ثم قال :
- والآن ما الذي تنظرين إليه؟ أهنالك شيء غريبٌ فِيَّ؟
هربت بناظري عنه ولم أعقب بشيء بعدها .. يبدوا بأنه انزعج من نظراتي المتواصلة له...

- لن يكون هنالك استجواب حتى يوم ١٤ من أكتوبر لذا فالتستريحوا حتى يأتي موعد محاكمتكم ...
أردف الأعور بذلك وهو يتجه لباب الزنزانة ...
- هي! أنت ... لماذا قاموا بتعذيبه إلى هذه الدرجة؟
أردف فكتور بذلك وهو يستقيم مقترباً إلى ذلك الأعور
- لم يشأ الاعتراف حتى النهاية ...
- ما الذي كان يحاول التكتم عليه؟
- فالتسأله عندما يستيقظ ...
- لماذا لا تجيب؟!
- استجد شرطياً يعترف لمجرم بأشياء سرية ؟ ولا تخبروا أحداً بأنني أخبرتكم عن عدم وجود استجوابات إضافيه أخرى...
- وهل تثق بنا إلى هذه الدرجة؟ ، يمكنني الإفصاح عن ذلك .. وجعلك تقع في ورطة !
- لم أشأ أخبارك بذلك ... ولكن هي تستحق إراحة بالها لعدة أيام ...
وقد وجهه بنظره إلي ... عاد فكتور لمكان جلوسه السابق ولم يعقب بشيء...
خرج الأعور بعد ذلك .. وحل الصمت ...
" أرهقت وبشدة ... أنا حقاً جائعة الآن ... وأفضل النوم الآن ... ولإنهاء هذا اليوم التعيس الآن ! ..."



يتبع .. =)

مِطْرَقَةْ اَلْقَدَرْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن