6

6.3K 421 135
                                    


✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

منذ ان وطئت قدمي جيون جونغكوك اليونان استغل كل دقيقة لتكون سفرته مثمرة لحياته العملية وكذلك لراحته النفسية، لم يبخل المبدع على نفسه بأن يزور أكبر قدر ممكن من المتاحف والمعالم السياحية فهو يحتاج للإلهام والفن والثقافة تمده بذلك.

اكثر مايحبه الشاب الوسيم في السفر هو وحدته فهو ينعزل عن العالم ويستمتع بمفرده، جونغكوك اجتماعي من الدرجة الأولى وذو ذكاء اجتماعي لكنه يجد الراحة عندما يبقى لوحده فسبب نجاحه هي نفسه التي تحتاج للسلام والاهتمام الذي لن يجده بإزعاج البشر الدائم لها.

بينما كان يسير على قدميه الجو البارد يحيط به وكوب القهوة الذي بين يديه كانا يلهمانه بشدة فهو اشتاق للسير بهدوء دون ان ينتظره اجتماع طارئ او مناسبة تستلزم حضوره خلال وقت محدد.

رأى الشاب فتى يركع لفتاة ويقدم لها خاتم الزفاف ليبتسم بدفء فهو لطالما كان يرغب بإن يشعر بدفء الحب وتلك الاحاسيس الشاعرية التي عاشها جميع من في عمره على الأقل لمرة ولكنه حلم بها ذات مرة بصغره ووعي على حقيقة انه لن يقترب منه شخص سوى لغاية سواء كانت واضحة له او مخفية عنه.

جيون جونغكوك يجد ان لكل شيء ثمن فكما ولد بعائلة ناجحة مثالية يحسد عليها فالمقابل كان ان يحرم الصدق بعلاقاته الشخصية فلا يوجد بشر سيقترب منه بحسن نية سوى أبناء كيم والذين كانوا أصدقاء طفولته.

الشاب الوسيم تمنى لو ان الابنة الصغرى لعائلة كيم كانت رائعة لربما وقع بحبها وعاش ربيع حياته السعيد معها بينما ينعما بحياة زوجية دافئة مريحة لكل الطرفين لكنها سخيفة سطحية لدرجة يجدها مقززة جونغكوك منذ صغره.

يشفق الشاب على نفسه فهو عندما سيعود سوف يتقدم لخطبتها ولقد أخبر والديه اللذان اخبراه بأنها غير مناسبة له ولصورتهما فهي قد تكون ذات نسب وجمال لكنها ليست الابنة بالقانون التي يتمنونها لتكون ابنتهم فلن تجلب لهم سوى الخجل بتصرفاتها الطائشة.

تعب جونغكوك كثيراً ليقنع والديه بالموافقة على زواجه منها لكنهما اشترطا عليه ان تتم تعليمها الجامعي فهما لن يقبلا بها ان لم تكن ذات شهادة جامعية على الأقل!

كيم ييري لو لم تكن ابنة السيدة كيم لما ابتسم لها جونغكوك في حياته أي ابتسامة او حتى أصغى لحديثها الممتلئ بالهراء فهو لا يحب التعامل مع امثالها فهم أتفه البشرية بنظره.

لطالما كان شموخ واعتزاز السيدة كيم بنفسها مثيران للإعجاب بعينيه، في كل أسبوع يجلس برفقتها يجد الالهام باحاديثها وتفاصيلها من ملابسها حتى لغة جسدها.

يعترف الأصغر لنفسه بأنه لو لم يقابل تلك المرأة العظيمة منذ صغره لما كان ليصل للمكانة التي وصل لها اليوم، لم ينكر جونغكوك يوماً فضل والديه عليه لكنه يعلم انها اثرت به اكثر من أي شخص اخر .

منذ صغر الشاب جيون وهو يحسد أبناء تلك السيدة المثالية فهم تربطهم بها صلة دم ولكنه ليس كذلك وذلك السبب الوحيد الذي يجعله يلقي بذاته لهذه الزيجة التعيسة التي لا تناسب والديه او حتى تناسبه.

مرت الأيام بهدوء على المبدع الذي حصل على مبتغاه من سفره ليعود لموطنه ويذهب لتلك المرأة التي يقدرها اكثر من جميع البشر ويقدم لها هديتها التي اختارها بعناية والتي كانت ساعة محدودة الإصدار مرصعة بالألماس وتليق بيدها.

"عودتك سالماً تكفي لتكون اجمل هدية لي" تحدثت بامتنان السيدة كيم بينما تجلس بجوارها ابنتها التي تتصفح هاتفها بملل فوالدتها اجبرتها على البقاء بالمنزل لاستقبال جونغكوك وعدم الخروج برفقة اصدقائها.

انتقادات الشاب جيون للفتاة التي تجلس جوار والدتها لم تتوقف منذ قدومه لقصرهم فملابسها لاتليق بالخروج بها خارج غرفتها للقاء افراد عائلتها فكيف بها ان ترتديها وهو هنا!

ورائحة عطرها مبالغ بها وتصفيف شعرها لا يليق بشابة تعلم الكثير عن الاهتمام بالنفس!

اقسم جونغكوك انه سوف يصلحها بنسبة مليون بالمئة منذ ان يتزوجها فهي لا تليق بأن تكون زوجته بوضعها الحالي من داخلها لخارجها هي سيئة بل أسوأ من أي فتاة رأتها عينيه في حياته.

لا يعلم المبدع كيف لها ان تكون ابنة قدوته ومثله الأعلى ،اطال في نظره بالفتاة لتبتسم السيدة كيم "لنكمل حديثنا جونغكوك في مكتبي" صوت مالكة المنزل ايقظ الشاب من أفكاره ليهمهم ويتبعها للمكتب الذي اعتاد ان يزوره لسماع الاستشارات منها في ما يتعلق بعمله فهو يحب نظرتها للأمور بالدرجة الأولى ولطالما فتحت عينيه على ما يغفله.

جلس جونغكوك على المقعد الذي لطالما كان يجلس عليه لتجلس السيدة كيم امامه "الفخر هو ما اشعر به جونغكوك عندما انظر لك فأنت تتجسد بك مواصفات النجاح" يحب الشاب سماع المديح من تلك المرأة التي يتمنى لو انه ابنها "كلماتك سيدتي تجعل السعادة تملئني".

"انت تعلم انه يوجد لدي ثلاثة أبناء ولكن لا أحد منهم أحب كما احبك" تلك الجملة اعتاد جونغكوك على سماعها من قدوته التي لم تخفي تفضيلها له عنه يوماً بل هو متأكد ان جميع أبنائها يعلمون بأنها تحبه اكثر منهم مجتمعين.

استقامت السيدة كيم لتفتح خزنتها امام عينين من يتبعها، أخرجت علبة ذات لون احمر داكن وفتحتها لتضعها على الطاولة الزجاجية التي امام ضيفها الذي يعلم ما يعنيه الشعار المصنوع من الذهب الخالص الموجود امامه.

السيدة التي لطالما تمنى ان يكون ابنها بالقانون تعرض عليه ان يكون ابنها القانوني!

✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

انتهى

Perfect Lie| VK(مكتملة)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon