لا تتراجع

7 1 0
                                    

لا تتراجع..

أصبحت مُنتقبة!
أصبح مُلتحي!
-مُبارك.

بعد فترة..
=أنا حاسة إني منافقة، أنا قدام الناس منتقبة ومتدينة، بس أنا في الأساس بعمل ذنوب كتير، أنا هتخلى عن النقاب لحد ما ربنا ييسر بقا، وأدرس علم شرعي علشان لو حد سألني في حاجه، وطبعا ألتزم بالصلاة في وقتها لأني مقصرة فيها، فهلتزم وبعدين ألبس النقاب تاني،.......إلخ.
=أنا حاسس إني مُرائي -جاية من الرياء- أنا قدام الناس ملتحي وملتزم ومحصلتش، وأنا في الأساس ساعات بعق والدي ووالدتي، وساعات بأخر الصلاة، وبتعدي عليا أيام من غير ما أقرأ قرآن، فبلاش من اللحية دلوقت لحد ما ربنا ييسر كدا بقا وأبقى الإمام ابن تيمية وبعدين أبقى مُلتحي تاني.

أنا منافقة لأني بصلي وبسمع أغاني فهسيب الصلاة لحد ما أبطل أغاني وربنا يهديني بقا....إلخ.

وهكذا...
مبدأيًا يجب أن نعرف أن هناك شيءٌ اسمه فرض، والفرض ليسَ اختيارًا بالنسبة لنا أن نفعلهُ، أو نتوقف عنه ولن نُحاسب، بل يوجدُ حسابٌ، والحسابُ على الفرض شديد.
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ"

فالفرض لازم التأدية، وإن كنت تُخطيء في أمور أخرى.

ما المشكلة أن يمر عليكِ سؤال في الدين لا تعلمينه، فتبحثي عنه وتعرفي الإجابة!

ما المشكلة أن تعرفي أن حجابك فيه تقصير فتسعي لإصلاح الخلل!

ما الأمر إذا وجدت صلاتك لا يتوافر فيها الخشوع أن تُحاول اصلاحها!

لماذا في كلِّ تقصيرٍ منا يتلبسنا الشيطان ويُهيءُ لنا أننا سنكونُ أفضل حينما نتوقفُ عن الطاعة -ووالله ما سنكونُ أفضل- .

أن تَكونَ نِصفًا أفضل من كَوْنِك فارغ!

لا تجعل المجتمع -الذي يُهيءُ لكَ أنكَ ستكونُ كاملًا يومًا ما- أن يُثنيك عن الطاعة، لا تجعل كلمات أصدقائك تؤثر فيك مثل "يا سيدنا الشيخ، ماشي يا شيختنا، تسلم يا مولانا، يلا يا إمام...إلخ"
فيدخل إلى قلبك شعور بأنك مُرائي، وأنتِ مُنافقة..إلخ مما يأتي في رؤوسنا.

اعلم بأن الكمال لله وحده، وأن العِصمةَ انتهت بوفاةِ خاتم الرسل صل الله عليه وسلم.
واعلم/ي أن ما تفعله هو الطبيعي، وأنكَ لستَ خارقًا بفعلك هذا، وأن هذا يجب أن يكون عليه المسلمون أجمع لكنهم انصرفوا عنه فاحمد الله أنه اصطفاكَ لِتُمثل دينك، فكن أهلًا للمهمة ولا تكن جبانًا.

وفي النهاية..
كلامي هنا ليسَ لإراحةِ ضميرك بأنك الآن جيد بل عليك أن تسعى لتكون أفضل وترفع معرفتك بدينك، وتسعى لأن تُرضي الله دائمًا، وتَضبِط نفسك أكثر، واعلم أنك لن تصل للكمال، وستبقى هُناكَ ذنوبٌ تؤرقك، تتركها ثم تَعودُ إليها بين الفينة والأخرى.
جاهد أن تترُك الذنوب لكن اعلم أن كُلَ ذنبٍ مُنفصلٌ عن أخيه، فإذا قصرت في صلاتك قليلًا لاتذهب للأغاني وتمشي على مبدأ "ما هي كدا كدا خربانة" قصَرتَ في جهة فاحرص على التفَوق في الجهة الأخرى، ولا تكونن من المتكاسلين.

لا تتراجع فتسقط في الهاوية.

عجلت إليك ربي لترضيWhere stories live. Discover now