الحلقة الثانية

4.3K 352 55
                                    

الحلقة الثانية
#سمينة_ولكن

أيام عجاف ، تدعو الله علها تمر مرور الكرام .
مر شهران علي طلاقها وكأن الله رابط علي قلبها ، فلم تدمع عيناها يومًا علي هجرها له ، بل جعلته دافع للقصاص ، قصاص من العالم ، كثيرًا ما سمعت عن سمينات والتنمر عليهن ، لكن اليوم قُدر لها أن تكون إحداهن ، بل الأكثر قهرا ، ملكة علي عرش التنمر والكسرة ، أحمق من زعم أن المرآة هي إنعكاس صورة المرء وإنما مرآته هي عين نصفه الأخر ، من يحب يري الندبة خيط لؤلؤ في وجه شريكه ذالك هو عشق الروح  ماتزيد الملامح للحب إلا إشراقًا ، وعشق الملامح والأجساد يجف كزهرة ريحان تأخدك بعطرها وما أن تزبل تدعسها الأحذية .

مندثرة في سريرها تطالع السقف وكأنه شاشة عرض يُعرض عليه فيلم مثير ، ياله من مثير للشفقة حالها قالت محدثة نفسها

   - لحد أمتي هفضل زي مانا اهو اتجوز ومبسوط وانا زي مانا انا مباكلش ليه معملش دايت اخس ليه متغيرش واخد حقي
ثم زفرت بقوة وازاحت غطاءها واستأفت
من النهاردة لازم ابدأ
أخذت تفتش داخل حسابها الإلكتروني حتي عثرت علي مجموعة رياضية تسمي "فيتنس كيبرز " يديرها رجل تلاثيني يطغي عليه هيبة ووقار يزينه عضلات بارزة وطول فارع
ضغطت علي زر الإشتراك ، سريعًا ما قبل طلبها
تصفحت المجموعة حتي وجدت منشور حديث النشر يعلن فيه هذا الرجل بدء فرقة مبتدئة لخصارة الوزن
شعرت أنه توفيق من الله وإشارته ، راسلته بجدية تطلب منه الإشتراك
فأجابها بتهذيب
    - تمام حضرتك هتدفعي مبلغ بسيط جدااا وتشتركِ وانا هتابعك بنفسي وممكن لو تحبي تيجي الجيم وادربك كمان
لعبت الشكوك بعقلها البكر فقالت له في هدوء
    - بس انا مش حابة اتدرب في جيم فيه رجالة
تفهم قلقها وشعر بداخله بحسن خلقها
    - متقلقيش حضرتك دا جيم للسيدات بس ولو تحبي انا ممكن اخلي كابتن امل هي اللي تدربك كمان لو محرجة
قفزت من الفرحة والسرور
     - اه طبعا يكون أحسن اجي من أمتي
رد عليها بهدوءه المعتاد واخبرها بموعدهم في اليوم التالي في السابعة صباحًا .

≡^ˇ^≡≡^ˇ^≡≡^ˇ^≡≡^ˇ^≡≡^ˇ^≡
غفت ليلي علي اريكتها الزرقاء فقد طال انتظار زوجها ، كل يوم يأتي في الصباح تشتم بملابسه عطر نسائي ، ينفطر قلبها كل يوم وتبكي في صمت ، كيف لها بتوبيخه وتشعر بالتقصير تجاهه ، بدلا من ذلك توبخ نفسها مئات المرات .
فتح باب شقتهما متعمد إحداث ضجة ، هدوء يعم البيت غير معتاد علي هذا.
أقترب منها بكبرياء يزجرها عدة مرات ولم تأتيه إستجابة تسلل الخوف الي قلبه بل غزاه كاملًا ، ازدادت زجراته ومازالت خادعة للهدوء
هلع من اغماءها المفاجئ فحملها لأقرب مشفي
صرخ وكأنه طفل يفقد أمه حملها الأطباء لغرفة الفحص ، لم يخطر بباله سوي مهاتفة ميرال صديقتها
تجلس ميرال بجانب أطفالها توجههم وتعاونهم علي اداء واجبتهم الدراسية حتي رن هاتفها الجوال
   - اكتب حلو يا علي انا كدا هلغي وعدي
لحقها بتوسلات الطفولة
   - خلاص والله هكتب حلو ياماما انتِ وعدتيني تجيبلي بلايستيشن ونخرج كل أسبوع وانا مبقتش ادايق حد بذاكر زي مانتِ عاوزة
ابتسمت داخلها ها هي مطلقة وحيدة تنجح بتصحيح عاهات زواجها الفاشل
فاقت من انتصارها علي صوت ابنتها متأففة
   -يووووة ياماما مش قادرة اركز من فونك عمال يرن جنبي
نظرت لها ميرال نظرات فخر
   - خلاص ياست هانم خلااص هرد اهو كت بكلم اخوكِ
اعتلتها الدهشة حينما ظهر اسم المتصل فردت في عُجالة
   - ازيك ياعامر
خلع قلبها صوته الباكي وهو يقول
   - ميرال الحقيني ليلي في المستشفي معرفش مالها مبتتنفس ولا بترد

سكرترتي السمينه.          بقلم اماني خالدWhere stories live. Discover now