6

3.1K 123 1
                                    

شهد حياتي - الجزء ٦


تنظر للامام بشرود تفكر في القادم بينما شقيقتها تزرع الأرض ذهابا وإياباً بغضب عاصف. كيف... كيف يحدث هذا.
نظرت لها بغضب وقالت :انا عايزه افهم.. الى جوا ده ايه ها... ايه قالتها وهى تشير إلى رأسها بغضب.
شهد :ياملك افهمى... عقلى وقف عن التفكير... ايه مابتحصلش معاكى دى... لكن اما الموقف خلص قولت انا ليه ماضربتهاش بالى في رجلى على دماغها وتولع هى ويونس... بس بعد ما الموقف خلص... ايه عمرها ماخصلت معاكى.
ملك بغيظ :بتحصل.
ثم أكملت فى هجوم من جديد قائلة :بس برضه.... ايه ده ايه السلبيه المستفزة دى... دى بقالها اسبوع مشغلاكى خدامة عندها تنضفى وتمسحى وتهزيق واهانه وقلة قيمه وانتى كل ده ما اخدتيش بالك.
شهد بغضب لأن لا أحد يفهمها :يابنتى.. يابنتى افهمى بقا... انا كنت وخداها بحسن نيه انى كتير كنت بساعد ريهام في تنضيف شقة حماتى لو الست إلى بتتضف ماجتش... لكن اتفاجئت بيها بتقولى دى تعليمات يونس بيه.. هو.. هو السبب فى كل ده.
ملك بغضب:شهد ماتستفزنيش....انتى غلطتى لما وافقتى على وضع زى ده.. ده انتى مرات ظابط اد الدنيا.
شهد بانفعال:افهمى افهمى... ماكنتش مستوعبه... وفى البداية كنت محرجه من الموقف الزباله الى البيه حطنى فيه ماعرفتش لا اواجهه ولا اعاتبه حتى مروه الزفت دى كنت محروجه منها... تخيلى انك تشوفى منير جوزك بيبوس مرات اخوه.
ملك:طب اهدى.. اهدى.
سكتت قليلاً ولكن اردفت بحنق :لكن حماكى وحماتك دول ايه... خيال مقاته... مش عارفين يقفوا في وش ابنهم.
شهد بشرود :سعد كان عامل عليا حماية كبيره اووى خلاتنى ماتعرضش ولا اتعرف على حاجات كثير وأولها ان ابو سعد بيعمل الف حساب وحساب لالى اسمه يونس ده.
ملك:ايوه بس المفروض انهم بيحبوكى.
شهد :بيحبونى اه.... بس وقفوا يتفرجوا وكل واحد فيهم خاف يقف فى وش يونس.
ملك:هو فى كده.. دى الدنيا اتشقلب حالها... يعنى الأب هو الى هايب ابنه مش العكس.
شهد:اللى عرفته وواجهته من ساعة جوازى من الى اسمه يونس ده خلانى اتاكدت ان فعلاً الدنيا اتشقلب حالها.
وقفت من مجلسها قائله بغضب:يعني المفروض انهم بيحبونى والمفروض برضه انى امانه سعد ليهم انا وبنته والمفروض انهم عارفين ان مروه دى زباله. بس ساعة الجد كله وقف يتفرج عليا.
نظرت للنافذه وتنهدت بعمق قائله :انا فى اليومين اللى فاتوا دول اتعلمت ان مش بكتر الناس حواليك.. ممكن يكون معاك شخص.. شخص واحد بس.. لكن ب100شخص... وممكن يبقى حواليك 100 شخص وكويسين بس ساعة الجد يخافوا ويكشوا... ماحدش فيهم رضى يرفع سماعة تليفون على ابنهم يقولوا ايه الى انت عامله فى ارملة اخوك ده.
خافوا من يونس وخافوا من مروه... بنتى كانت بتعيط قدامهم عشانى وماحدش فيهم اتحرك... اه كانوا زعلنين عشانى بس ده مايغفرلهمش ان ماحدش فيهم اتحرك.
ثم اكملت ودموعها قد هددت بالنزول
لكن انا الى قاهرنى بجد.. انه.. انه خلانى اقلع النقاب.
قاطعطها ملك قائله:ايووووووه... انا بقا عايزه افهم قلعتيه ليه... مافى ستات وبنات كتير منقبين وبينضفوا بيه عادى.
شهد بصراخ ودموع وانفجرت وهى تضع يدها على وجهها صارخه:ماعرفش... ماعرفش وده اللى تاعبنى... بيقولها تقلعه عااادى.. عادى.. شوفتى الفرق.. سعد كان مشدد عليه حتى لما كنت بتحايل عليه عشان زهقت وهو بيخنقنى. رغم انه عمره مارفضلى طلب لكنه رفض.. رفض نهائي.. لكن ده عديم النخوة والدين يقولها تقلعه مش مهم السكان في العماره اشتكوا من نضافه السلم... لاقيت نفسى بسمع الكلام.. غلط... غلط واتقهرت انى عملت كده... بس بعد ايه.. بعد ايه.
وقفت ملك وذهبت اليها وقد انخلع قلبها عليها من هيئتها وصراخها الهستيرى فجذبتها لاحضانها قائله :اهدى... اهدى ياشوشو احنا لسه فيها.. تلبسيه عادى.. ماتتنازليش عنه ابدا.
قالت من بين دموعها :مش هتنازل عنه وهتمسك بيه بس بعد ما اعلمهم الأدب الاول.
ملك بتوجس :ايه يا شوشو هتعملى ايه.. مش هينفع تخرجى من غيره مش ناقصين بلاوى وبعدين ايه لابساه وبعدين تقلعيه يومين وبعدين تلبسيه تانى مش لعبة هى.. هو ياتلتزمى بيه ياتكتفى بالحجاب بس.
شهد بغضب:مش قبل ما اندمهم الأول.
مللك:هما مين.. شهد انتى عمرك ماكنتى بالشر ده وانا ماحبش ابدا اشوفك كده.. ماتتحوليش لوحده وحشه مع كل الناس عشان يونس ومروه اذوكى... انتى مميزة بطيبتك وشخصيتك الجميله.. اوعى تسمحيلهم يشوهوها.. اوعى.
شهد بعمق :ماتخافيش ياملك انا عمرى ما هبقى كده ولا احب ابقى كده ومفرقه كويس بين اللى اذانى بجد واللى مأدنيش بس وقف يتفرج عليا... انا مشكلتى مع مروه ويونس بس... وكمان ماتخافيش عمرى ماهتنازل عن نقابى ابدا.
صمتوا قليلا الى ان قالة ملك :بس فى حاجة مش مظبوطه... فى حاجة غلط.
شهد :مش فاهمة حاجة ايه.
ملك:من اللى انتى حكتيه باين اووى ان يونس ده معجب بيكى جدا... لا ده هيموت عليكى كمان... يبقى ازاى هيقول لمروه تعمل كده.
نطرت لها شهد واخذت تفكر قليلاً الى أن نفضت هذا الحديث عن رأسها قائله :لا طبعاً... انتى بس بيتهئلك.
ملك باصرار:وليه لا ده انتى.. قطعتها بغضب ونفاذ طاقة قائله :ملك الله يباركلك كفايه كلام عن الراجل ده... انا والله مش مستحمله ولا بنتى كان زمانى عامله فى نفسى حاجة.
ملك :بعد الشر عليكى. اهدى اهدى.
فى شقة يونس تجلس تلك الحرباء مع اختها غاده يضحكون بانتصار.
مروه :برافوا عليكى بجد.. انا لو كنت قتلتها ماكنتش هتبسط واشفى غليلى كده اد ما شفيته وانا بشوفها مذلوله وبتشتغل خدامه عندي... وكلو كوم وزلها كوم وهى بتنضف السلم والى رايح وإلى جاى يبصلها من فوق لتحت. (لم تريد أن تذكر أن عيون الرجال قد جحظت من فتنتها).
غادة بغل:شوفتى بقا... كده هتكره يونس واليوم اللى شافته فيه.
مروه:الخوف بس لا تروح تقوله... ده هيقلب الدنيا.
غاده بدهاء:لأ.. لو ناويه تقول كانت قالت من قبل ماتعمل وماعرضتش نفسها للاهانه دى.. لكن هى خافت تتكلم... لكن الخوف الى بجد من اهله.. امه وابوه والبت ريهام.
مروه :لاااا.. كلهم خافوا يواجهوا يونس.. مع انها كانت خدماهم بس هما حبوا يبقوا فى الامان.
غاده :طب ومالك... ده لسانه متبرى منه ومش بيهمه حد.
مروه بثقه:لأ.. مع اى حد الا ابوه.. بيعمله 100حساب.
غاده:تماااام. اوى.
نظروا لبعض ثم تعالت ضحكاتهم بشر على ما فعلوا وما سيفعلون.
امام المبنى السكنى الخاص بهم يقف بواب العماره (حسنين وهو رجل فلاح من الأرياف في الخميس من عمره) يتأفف بسخط من كمية الشباب التى جاءت اليه للاستفسار عن هوية تلك الفاتنة التى كانت تقوم بتتضيف السلم.
وقف وامامه ثلاثه شباب يبدو عليهم الثراء وكل منهم يحاول ان يأخذ اى معلومه عنها.
وقف يونس يصف سيارته. اسند رأسه للوراء يفكر بأمور عده فقد تعقدت أشياء كثيرة في عقله. لقد نوى على الترشح لمجلس الشعب عن دائرته. هل ماسيفعله صواب ام خطأ.. ولكن دائما ماتقفز تلك الصغيره الى عقله.. هيئتها المهلكه وقبلتها العاصفه التي كادت أن تودى بحياته.. هو لم يكن يوما من الرجال ذو العلاقات النسائية المتعددة.. فهو على الرغم من انه دائم السفر وكثير من النساء قد عرضن انفسهن عليه إلا انه لم يكن يوماً هكذا رغم عدم حبه لزوجته لكنه لم يكن ذلك الرجل الشره ناحية النساء ابدا... عرضت عليه النساء من كل صنف ولون ولكنه لم يشتعل يوما كما يشتعل الان بزوجة اخيه.. والتى هى من المفترض انها زوجته... حاول الايام الماضية الابتعاد.. قبلتها هذه كانت كنار اشتعلت به.. مجرد قبله جعلته يثور ويموج في بحر من الأحاسيس المخطلطه ولكن الشعور الأقوى وهذا ما افزغه حقا هو الغيره وبدايه الشعور بالحقد ناحية أخيه لا بل ابنه سعد... نعم فهو بدأ بالحقد عليه.. فهو قد امتلكها قبله.. كانت له ينعم باحضانها.. قبلتها التى قلبت كيانه قد نال منها الكثير والكثير.. لا بل ونال الأكثر.. لقد كان ينعم بحنانها واحتوائها...اطرب أذنيه بصوتها العذب ذو البحه المميزه.. حقد.. حقد عليه كثيرا ومع بداية نمو هذا الشعور داخله انتفض عقله صارخاً.. انه سعد.. ابنك.. لكن هذا الشعور حقا بدأ بالاستحواذ عليه. وهذا ما جعله يبتعد.. ربما بالبعد ينتهي هذا الشعور ولكن بعده هذا قد زاد شوقه إليها بجنون.
تنهد بعمق وفتح باب السيارة وترجل منها وذهب باتجاه البنايه وقد تجاهل وقوف هؤلاء الشباب واتجه نحو المصعد ولكن استوقفه حسنين البواب منادياً.
حسنين:يا يونس بيه.. يونس بيه.
التفت له باستغراب قائلاً :فى حاجة ياحسنين.
حسنين البواب :بعد اذن ساعتك يابيه.. بس انى مستنى حضرتك من بدرى.. وبعد اذن سعادتك بس انى راجل فلاح.. غلبان وعلى كدى اه بس احنا ماتعودناش نسكت على حاجه زى كده.
عقد يونس حاجبيه قائلاً :ايه فى ايه ايه اللي حصل.
حسنين بعرق فلاحى اصيل:ياسعادة البيه بعد اذن جنابك يعنى انى هعارض جنابك ورزقى على الله.ده الرزج ده بأيد الخلاج.
يونس وقد بدأ غضبه فى الظهور :ايه اللي حصل اتكلم.
اخفض حسنين الرجل الحر البسيط رأسه قائلاً :مايصحش يعنى ياسعادة البيه اللى جنابك امرت بيه ده.. تخلى الست الشهد.. مرات اخوك.. تمسح هى سلم العماره مايص... قاطعه وهو يمسك به من تلابيبه غاضبا وقد ظهرت شياطينه ويهزه فى جميع الاتجاهات بثورة قائلاً :انت بتقول اييييه.... انت اكيد اتجننت.
حسنين ورغم خوفه قال:لا يا بيه.. ده الى حوصل.ثم اكمل وهو يتحدث بسرعه قائلاً :لكن ياسعادة البيه ماكنش يصح ابدا تأمر كمان انها تخلع نجابها أكده... ده انا جالى ولا 50جدع بيسالو عليها اللي عايزها تخدم عنده واللى عايز يتجوزها.
احتضنت الجحيم عيناه والقى بحسنين ارضا وذهب مالاعصار للداخل.
كان يدق الجرس بيد والاخرى تدق الباب الى ان فتحت ريهام له فانكمشت على حالها وهى ترى هيئة اخيها الشيطانية هذه.
صرخ باعلى صوته منادياً على والدته وابيه.
واخذ يكسر فى اثاث البيت ويقلب السفره والكراسى حطمها جميعاً قائلاً :انتو.. ازاى.. ازاى تعملوا كده فى شهد ازاى.
كامل:احنا اللي ازاى برضه.. احنا اللى ازاى... انت الى امرت انها يحصل فيها كده... هى دى أمانة اخوك الله يرحمه.
يونس بغضب وهو يكسر احد المقاعد من شدة غضبه العاصف:أمرت.... أمرت بايه.... انا مستحيل اعمل كده وامرت مين أصلا... وازاى انتو تسكتوا.... بقا انتو تسكتوا وحسنين هو اللى يتكلم والله عيب... عيب اووى.
انزل كامل وعزيزه وريهام رأسهم بخزى فهذا العامل البسيط لديه نخوه عنهم(من قال انه من الضروري أن يأتيك الدعم من القريب الذى طالما دعمته فقد يقف يشاهد مايحدث كى لا يواجه التيار فى حين ان من يقف الى جوراك رجل غريب لم تقدم له العون مره)
نطقت عزيزه بتلعثم وارتباك :ماهو يابنى.. قاطعها بغضب:ابنى ايه وزفت ايه... مين اللى قال انى امرت بكده.
قالها بصراخ عظيم جعل ريهام تقول بسرعه:مروه مراتك... مش بس كده دى كانت مشغله شهد خدامة عندها الأسبوع اللى فات كله.
_مررروووووووووووه.
كانت تجلس ببرود تضع المانيكير فى اطافرها وهى تدندن فرحا وشماته بما فعلته بغريمتها الفاتنة ثوانى ولم يفتح الباب. لا بل سقط ارضا بسبب دفعه واحده من كتف هذا الثور ذو العيون الحمراء وهيئته توحى بأنه سيقطع لحمها حيه الان.
شحب وجهها فزعا وهى تراه يقترب منها بهذه الهيئة وهو يكسر كل شئ فى طريقه سواء مقاعد من الخشب او فازات من الخزف او اى ديكور موضوع وفى ثوانى اصبحت الشقه عباره عن كومه من المخلفات نتيجة لتكسيره كل شئ. وصل اليها امسك بها ولثانى مره فى حياته يرفع يده على امرءه والمرتين كانت لها ولكن مافعلته حقا شنيع.
اخذت تصرخ وتصرخ وهو يصفعها على وحنتاها يمينا ويسارا.
تركها بغضب وهى تصرخ عليه لتعرف لما يفعل ذلك.
صعد لأعلى سريعاً جداً واخذ يدق الجرس بقوه الى ان فتحت له شهد دون نقابها من شدة دق الجرس قد نهضت مسرعة. احتدت عيناه غيره وهو يراها تفتح بكل هذا الجمال ماذا لو كان الطارق شخصا غيره... ماذا لو كان والده او امه اوريهام او ابنه مالك.
اول ما رأته نطرت له بحنق وغضب لما فعله بها ولكنها حساسه جدا فترقرقت الدموع بعينها. اشتد هو غضبا وهو يرى نظرات الكره الممزوجه بدموعها فى عينيها.
يونس بغضب:ازاى تفتحى كده من غير نقابك.
شهد بغضب هى الاخرى:نقاب ايه يا يونس بيه.. انا بنفذ اوامر سيادتك.... مش انت اللي امرت بكده.
زم شفتيه بغضب وكور قبضه يده ثم اتجه بها للداخل وهو يأمرها بحده مخيفه:البسى نقابك حاالا.
شهد مطصنعه الشجاعة :لا مش هلب.... قاطعها بصراخ :قولت البسى يالاااا.
وكطفله صغيره فى ثوانى ذهبت للامتثال لاوامر والدها الغاضب. وقد تبخر اى وعد قطعته لنفسها او لاختها بأنها ستنتقم منه.. امجنونه هى كى تفكر في التصدي لهذا الثور الضخم.
سريعا سريعا ارتدت نقابها على ثيابها وخرجت بسرعه وتخبط. تظر لها بتقييم لدقيقه ثم قبض على يدها وسحبها خلفه وهى تسير محاولة مسايرة خطواته الواسعه. نزل بها الدرج وهو ممسك بها. شهقت بتفاجئ وهى ترا باب باب شقته قد كسر أرضا واثاث بيته كله مكسر وتلك الحرباء واقعه ارضا بألم.
سحب يد شهد معه ودلف الى الداخل قليلاً وقال بغضب:مرووووووه... انتى طاااالق... وبردو مافيش حاجة هترحمك من الى عملتيه... هوريكى النجوم فى عز الضهر.
شهقت شهد بقوه مفاجئة وقد الجمت الصدمه لسانها وعقلها حقاً. وكذلك الجميع الذى كان قد صعد على صوت الصراخ والتكسير بعدما صعد هو لشهد.
وكما حدث مع شهد مسبقا وقفوا جميعاً وهم يشهقون بصدمه ولكن لم يواجه أحدهم يونس أيضا.
أخذت مروه تصرخ وتصرخ وهى تتوعد له ولهذه الشهد. تركهم جميعاً مبهوتين بما حدث والأخرى تصرخ وتصرخ وسحب هو هذه الصغيره ونزل بها الدرج وهى تسير خلفه لا تعى اى شئ.
وصل الى سيارته وفتحها واجلسها فيها بالقوه وهى لا تقول شئ غير:جورى... جورى قربت تيجى من الحضانه.. جورى.
اما هو فكان غضبه متمكن منه وهو يتخيل كم الاهانه التى تعرضت لها وكم الذل... كم شخص رآها وهى تنضف سلم العماره الشاهق وكم التعب الذى واجهته... هل رآها رجل او امرءه بغير نقاب... وعند تذكره لحديث حسنين البواب بان الكثير من الشباب العزاب يريدونها تخدم لديهم.. واخرين يسألون عنها للزواج. وعند هذا الكم من الافكار كان يضغط اكثر على بنزين سيارته فتزداد سرعته.. صرخت هى بقوه فزعه وقد بدأت دموعها بالهطول.
توقف امام احد الفنادق الكبرى ونزل هو واستداى اليها يسحبها معه وهى لا تردد غير:مودينى فين... طب بنتى طيب... لو سمحت بس قولى هنروح فين.
وقف فجأة وقد رق قلبه لخوفها هذا. وبدون خجل او مقدمات ادخلها لحضنه وهو يضمها بقوه ويغمض عينيه براحه فهى الان فى احضانه.
اما هى فشهقت بخجل وهى تستشعر ملمس جسده كاملا على جسدها ورائحته الفريدة تتغلغل الى انفها.. حتى عندما كان يقبلها لم يكن بكل هذا التلامس الذى قشعر جسدها كله.
وإذا كانت هى قد اقشعر جسدها من وضعهم هذا فما حاله هو.. انه يشعر بالاشتعال لا لقد احترق وانتهى وهو يشعر بطراوة جسدها المهلك على جسده الصلب. استغرق الوقت لحظات خاطفه استطاعت دفشه بعيدا عنها وهى غاضبه وهو استجاب فقط لأنهم امام الناس ولا يصح هذا ابدا حتى ولو كانت زوجته.
سار وهو يسحبها محتفظا بابتسامه كبيره على وجهه. من يراه يجزم انه ليس نفس الشخص الذي كان يكسر ويحطم كل ما يراه امامه ولم يترك منزل والده الا وهو حطام. بقايا منزل بمعنى أصح.
دلف للداخل وهو يمسك بها كأنها ابنته وهى تهز رأسها يمينا ويسارا تحدق به ببلاهه لا تعى اى شئ هل طلق مروه منذ قليل حقاً.. ولما كسر كل شئ بالبيت... ولما جاء بها لهنا... ماذا جد... ماذا يحدث.
قطع وصلة التوهان والتفكير هذه استقبال مدير الفندق له بحفاوة كبيرة.
رفعت حاحبها متعجبه الهذا الحد هو معروف في أشهر وافخم الاماكن. لكن هناك ما يشغل بالها اكثر فهذا موعد خروج جورى من الحضانه. غضبها ناحية ذلك الضخم تزداد وتزداد. فهى لم تنسى ما أمر ان يفعل بها ولكن اذا كان أمر بذلك لما طلق مروه.
وجدته يتحدث بكل غرور قائلاً :عايز احجز سويت.
تحدث مدير الفندق :اتفضل يافندم اتفضل انا هعمل الححز بنفسى يافندم.
ذهبوا باتجاه مكتب مدير الفندق الذي قال:أهلا اهلا... نورتنا والله يا يونس بيه... دى مدام حضرتك.
انشرح قلب يونس لهذه الحقيقه قائلاً بفخر:ايوه.
صوبت شهد له نظرات حارقه من عبونها التى تظهر من بين النقاب ولكنها لم تكن لتخيفه بل جعلته يبتسم بخفه ومرح وهو ينعى قلبه الذى على ما يبدو وقع لها. وقع لها وهو يعلم انه سيتعب معها كثيراً ولكن لا بأس.
بعد قليل انتهى من حجز الغرفه سريعاً وذهب معه مدير المكان يوصله بنفسه لجناحه فلم يكن بيدها غير الاستجابة ليده التى تقبض على كف يدها الصغيره وتسير معه الى حيث يريد.
نفضت يده بعنف بعدما أصبحوا بمفردهم وقالت بغضب:ممكن تفهمني ايه اللي بيحصل واحنا هنا ليه وحاجز السويت ده لمين.
وقف أمامها بشموخ قليلا يستمتع بغضبها اللذيذ ثم اقترب قليلاً ومد يده ورفع عنها نقابها فظهر وجهها الجميل الفاتن. وبلا شعور منها ازاح باقى حجابها فانسدل شعرها الحريري خلفها وزاد من وهج السحر الخاص جدا جدا بها. اقترب اكثر ووضع يديه حول خصرها والصقها به بشتم رائحتها يتحسس جسدها جسدها برغبة تعلمها جيداً فهى سبق وتزوجت. رفع وجهه مقابل وجهها وهمس أمام شفتيها بصوت مبحبوح ولاهس من الرغبه قائلاً :فى عقاب جامد اووى عشان فتحتى من غير نقابك. بس الاول هعمل حاجه همووت عشان اعملها.
لم يدع لها وقت لتفكر او تعترض إنما التهم شفتيها بتلذذ ونعم

شهد حياتي الكاتبة المتألقة و المميزة  سوما العربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن